باب الاعتكاف وقيام رمضان حفظ
الشيخ : أنّه بعد كتاب الصّيام.
وأمّا قيام رمضان فالمناسبة فيه واضحة، فإنّ الصّيام أوجب ما فيه صيام رمضان، والقيام قيام رمضان، لكنّ الصّيام فريضة والقيام مندوب.
ولقيام رمضان مناسبة أخرى وهي صلاة التطوّع ، فإنّ الفقهاء -رحمهم الله- ذكروا التّراويح وقيام رمضان هناك، وذكروا هنا قيام ليلة القدر، على كلّ حال المسائل هذه مسائل فنّيّة كما يقولون ولا تهمّ.
أمّا الاعتكاف في اللّغة: فهو لزوم الشّيء، ومنه قوله تعالى: (( ويعكفون على أصنام لهم )) : يعكفون يعني : يديمون ملازمتها ويبقون عندها ، (( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون )) ، (( وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا )) أي : ملازما ثابتا.
أمّا في الشّرع : فهو : " التّعبّد لله بلزوم المسجد للتخلّي لطاعة الله عزّ وجلّ " ، إذن الغرض منه أنّ الإنسان ينقطع عن الدّنيا ولذّاتها وزهرتها ويتخلّى في هذا المسجد لطاعة الله عزّ وجلّ، فهو عبارة عن رياضة نفسيّة يروّض الإنسان نفسه فيه عليها .
وحكمه أنّه مسنون، وقد قال الإمام أحمد -رحمه الله-: " لا أعلم خلافا بين العلماء أنّه مسنون " .
ولكنّه يجب بالنّذر لحديث عمر رضي الله: ( أنّه نذر أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أوف بنذرك ) ، ولأنّه طاعة، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ).
أمّا قيام رمضان فهو الصّلاة في رمضان، وقد كان النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة كما قالت ذلك عائشة رضي الله عنها لمن سألها : كيف كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يصلّي في رمضان ؟ ولكنّه أحيانا كان يصلّي ثلاث عشرة ركعة.