تتمة فوائد حديث ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ). حفظ
الشيخ : وذلك بالأدوية، فمن تمام الإيمان بحكمة الله الإيمان بماذا؟
الطالب : بالأسباب.
الشيخ : بالأسباب، لأنّ ترتّب الشّيء على سببه دليل على حكمة الله سبحانه وتعالى.
ومن أَنكر الأسباب وقال إنّه لا تأثير لها فقد خالف المعقول والمحسوس، فهم يقولون: إنّك لو أثبت الأسباب وأنّها أي: الأسباب تؤثّر بنفسها ، كنت جعلت مع الله فاعلا، ولهذا يقولون: إنّ الشّيء إذا حصل بسببه فلا تقل حصل به، بل قل: حصل عنده، فإذا حذفت زجاجة بحجر وانكسرت لا تقل: إنّ الكسر حصل باصطدام الزّجاجة بالحجر، ولكن عندها، لا بها، وهذا عقل يضحك منه إن شئنا قلنا: السّفهاء، كيف نقول: حصل عندها؟! ضع الحجر على الزّجاجة وضعا رفيقا تنكسر ولاّ لا؟
الطالب : لا.
الشيخ : ما تنكسر، إذن حصل بها، لكنّنا نحن نقول: ما الذي جعل هذه الأسباب مؤثّرة؟
الطالب : الله.
الشيخ : هو الله عزّ وجلّ، ولهذا لا نقول إنّ مع الله خالقًا، نقول: إنّ الذي جعل التّأثير بهذا السّبب هو الله عزّ وجلّ، بدليل أنّ الأسباب أحيانا تتخلّف عنها مسبّباتها، فهذه النّار جعل الله فيها قوّة الإحراق تحرق أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : وألقي فيها إبراهيم فقال الله لها: (( كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) فكانت بردا وسلاما ولم يتأثّر بها ، وبهذا عرفنا أنّ تأثير الأسباب بمسببّاتها من أين هو؟
الطالب : من الله.
الشيخ : من الله عزّ وجلّ، فلم نقل إنّ الأسباب تستقلّ بالتّأثير ، ولكنّها مؤثّرة بأمر الله عزّ وجلّ.
طيب في الحديث ردّ على الجبريّة في قوله: ( مَن قام رمضان إيماناً واحتساباً ) ووجه ذلك أنّه أضاف الفعل إلى العبد والأصل في ما يضاف أن يكون المضاف إليه متّصفا به هذا هو الأصل وعلى هذا فنقول: إنّ في الحديث ردّا على الجبريّة، فهل فيه ردّ على القدريّة؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟ كيف ذلك؟
الطالب : وجهه ؟
الشيخ : إي وجهه؟
الطالب : ...
الشيخ : نعم؟
الطالب : إثبات أنّ الله يغفر هذا واضح.
الشيخ : إثبات أنّ الله يغفر هذا واضح، هم ما ينكرون هذا، لكن يقولون: إنّ الإنسان مستقلّ بعمله، القدريّة يقولون: إنّ الإنسان مستقلّ فهل يمكن أن نأخذ من هذا الحديث ما يردّ به عليهم؟
الطالب : المغفرة.
الشيخ : لا، المغفرة هذه فعل الله ما ينكرونها.
الطالب : ما فيه دليل.
الشيخ : الظّاهر أنّه ما فيه دليل.