وعن عائشة رضي الله عنها قالت :( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أي : العشر الأخيرة من رمضان شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله ). متفق عليه . حفظ
الشيخ : " وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر -أي العشر الأخيرة- من رمضان شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله ) " :
( إذا دخل العشر ): فسّرت بأنّها العشر الأخير من رمضان.
( شدّ مئزره ): المئزر معروف يعني ما يتّزر به الإنسان وشدّه بمعنى ربطه.
وثانياً: ( أيقظ أهله ) للصّلاة.
ثالثًا: ( وأحيا ليله ) بالقيام هذه ثلاثة أمور يخصّها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بدخول العشر.
قولها: ( شدّ مئزره ) : قيل إنّ المراد به ربطه وحزمه يعني فلا يجامع النّساء، يعتزل نساءه، وقيل: إنّه كناية عن التّشمير للعمل لأنّ الإنسان إذا أراد أن يعمل فإنّه يرفع مئزره ويشدّه ويربطه من أجل أن يتقوّى على العمل.
ويمكن أن يقال: إنّه لا مانع أن يكون المراد به الأمرين يعني: اعتزال النّساء والثاني: التّشمير للعمل.
وقولها: ( أحيا ليله ) أي: سهر اللّيل فلم ينم لاشتغاله صلّى الله عليه وسلّم بالقيام.
ولم يرد عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان يقوم اللّيل كلّه إلاّ في العشر الأواخر من رمضان، فإنّه كان يحيي اللّيل كلّه.
ولكن إذا قال قائل: كيف يتأتّى ذلك مع أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام يفطر ويصلّي المغرب ويصلّي العشاء ويتوضّأ ويقضي حاجته؟
فالجواب: أنّ الاستعداد للعبادة من العبادة، فالمعنى: أنّه يتهيّأ للقيام من حين ما ينتهي من صلاة العشاء وهو يتهيّأ للقيام بما يحتاج إليه، فيكون قد أحيا الليل.
وأمّا إيقاض الأهل فكان يوقضهم عليه الصّلاة والسّلام في هذه اللّيالي حتى يقوموا.
في غير هذه اللّيالي ما كان يوقضهم، كان يقوم وعائشة رضي الله عنها نائمة فإذا أوتر أيقظها، ولا يوقظها قبل ذلك، لكن في العشر الأواخر من رمضان كان يوقظ أهله من أجل العمل في هذه اللّيالي المباركة.