فوائد حديث ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر ...). حفظ
الشيخ : من فوائد حديث عائشة رضي الله عنها: فضل العشر الأواخر من رمضان، وذلك لتخصيص النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لها لإحياء اللّيل.
ومنها من فوائده: مشروعيّة إحياء اللّيل كلّه في العشر الأواخر من رمضان وهل يقاس على ذلك بقيّة اللّيالي بمعنى أن نقول أنّ الإنسان ينبغي أن تسهر اللّيل كلّه في القيام؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا، بل إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى عن ذلك حين بلغه أنّ قوما قالوا وممّا قالوا قول أحدهم: ( إنّي أقوم ولا أنام ، فقال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: أنا أصوم وأفطر وأصلّي وأنام وأتزوّج النّساء فمن رغب عن سنّتي فليس منّي ).
ومن فوائد الحديث: أنّه ينبغي استقبال هذه العشر والتّهيّؤ لها في القوّة لقوله: ( شدّ مئزره ).
ومنها: جواز تخلّف الإنسان عن أهله في مثل هذه المدّة، وبه يتبيّن ضعف قول من يقول: إنّه يلزمه أن يبيت عند امرأته ليلة من أربع، وينفرد في الباقي إن أراد، لأنّ هذا القول ليس عليه دليل، والإنسان يعاشر أهله بالمعروف، وليس من المعروف في غير مثل هذه الأوقات أن ينفرد الإنسان عن زوجته ثلاث ليال من أربع، بل المعروف أن يبيت معها كلّ ليلة، إلاّ إذا دعت حاجة أو مصلحة كقيام رمضان كما في هذا الحديث.
ومن فوائده: مشروعيّة إيقاظ الأهل في اللّيالي الفاضلة، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يوقظ أهله.
ومن فوائده أيضا: أنّ الإيقاظ لأمر ليس بواجب في الأيّام الفاضلة من هدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، لا يقال مثلا: ليش تحرمهم من النّوم خلّيهم ينامون ما دام هذا ليس بواجب، فيقال: إنّه ليس بواجب لكنّ هذه أوقات تعتبر مواسم للخير فلا ينبغي للإنسان أن يضيعها، هل يؤخذ منه جواز تصرّف الإنسان في أهله؟
الطالب : نعم.
الشيخ : هاه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : بمعنى أنّه يوقظهم وإن لم يأمروه بذلك؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نقول: نعم، أمّا في الواجب فواجب عليه أن يوقظهم وإن لم يأمروا بذلك، بل لو قالوا: لا توقظنا وجب عليه أن يوقظهم للواجب، بل يجب أن يوقظ للواجب من ليس من أهله، ولهذا قال العلماء: يحب إعلام النّائم بدخول وقت الصّلاة إذا ضاق الوقت.
أمّا غير الواجب فهذا للإنسان أن يوقظ أهله وإن لم يأمروه بذلك لئلاّ تفوت هذه المصلحة العظيمة.
السائل : لا يكون مطلقا يا شيخ؟
الشيخ : نعم؟
السائل : أقول لحديث: ( رحم الله امرءً قام من اللّيل وأيقظ أهله فإن أبت نضح في وجهها الماء ).
الشيخ : والله ما أدري عن صحّة هذا الحديث أنا متشكّك فيه، ولكن هذا يحمل إن صحّ الحديث يحمل على ما إذا كانت راضية بهذا، أي نعم.