وعن عائشة رضي الله عنها قالت :( قلت يا رسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال : قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) . رواه الخمسة ، غير أبي داود ، وصححه الترمذي والحاكم . حفظ
الشيخ : قال: " وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( قلت يا رسول الله! أرأيت إن علمت أيَّ ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي ) " :
إلى آخره، قولها: ( أرأيت ) معناه أخبرني إن علمت.
وقولها رضي الله عنها: ( ما أقول فيها ) ما هنا استفهاميّة ، يعني أخبرني ماذا أقول إن علمت ليلة القدر؟
قال: ( قولي: اللهمّ إنّك عفوّ تحبّ العفو فاعف عنّي ) :
اللهمّ يعني: يا الله، حذفت ياء النّداء وعوّض عنها الميم، وكانت الميم في الآخر تبرّكا بالابتداء باسم الله، وكان العوض ميماً لأنّها تفيد الجمع، كأنّ السّائل جمع قلبه على الله عزّ وجلّ وتوجّه إليه.
وقوله: ( إنّك عفوّ تحبّ العفو ) : هذا توسّل إلى الله عزّ وجلّ بهذا الإسم والصّفة:
الاسم إنّك عفوّ، والصّفة تحبّ العفو، والمطلوب فاعف عنّي .
والفاء هنا للتّفريع، يعني: فتفريعا على كونك العفوّ الذي تحبّ العفو أسألك العفو، فما هو العفو؟
قال العلماء: العفوّ هو: " المتجاوز عن سيّئات عباده سواء كان ذلك بالعفو عن ترك واجب أو بالعفو عن الفعل المحرّم " ، لأنّ استحقاق الذّنوب يكون بأمرين:
إمّا بترك الواجب، وإمّا بفعل المحرّم، فإذا عفا الله عن الإنسان عن ترك الواجب أو فعل المحرّم فمعناه أنّه تجاوز عنه، ولم يعاقبه على ترك الواجب، ولا على فعل المحرّم.
وقوله: ( فاعف عنّي ) أي: تجاوز عنّي ما اكتسبت بترك الواجب أو فعل المحرّم والأمر هنا للدّعاء.