فوائد حديث ( قلت يا رسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ...). حفظ
الشيخ : في هذا الحديث:
أوّلًا: أنّ ليلة القدر يمكن العلم بها لقولها: ( إن علمت أيّ ليلة ليلة القدر ) : وجه الدّلالة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أقرّها على ذلك ولم يقل : إنّها لا تعلم.
ومن فوائده : حرص عائشة رضي الله عنها على اغتنام هذه اللّيلة المباركة حيث قالت: ( أرأيت إن علمت أيّ ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ) : لتغتنم هذه الفرصة التي قد لا تعود على الإنسان بعد عامه.
ومن فوائد الحديث: أنّه ينبغي للإنسان أن يسأل العالم عمّا يخفى عليه، يمكن أن يؤخذ؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لأنّ عائشة سألت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
ومن فوائده: أنّ الدّعاء يطلق عليه اسم القول، لكنّه قول مع الله، وخطاب مع الله، ولهذا إذا دعا الإنسان في صلاته ربّه لم تبطل صلاته، لأنّه يناجي ربّه، بخلاف سؤال غير الله فإنّ الصّلاة تبطل به، لو قال الإنسان في صلاته: أعطني كذا بطلت صلاته.
ومن فوائد الحديث: إثبات اسم العفوّ لله عزّ وجلّ، لقوله: ( اللهمّ إنّك عفوّ ).
ومن فوائده أيضا: إثبات المحبّة لله لقوله: ( تحبّ العفو ).
ومن فوائده: بيان كرم الله عزّ وجلّ وأنّ العفو أحبّ إليه من الانتقام، لأنّ رحمته سبقت غضبه ، فهو جلّ وعلا يحبّ العفو ولا يحبّ الانتقام، ولذلك كان يعرض التّوبة على عباده : ( إنّ الله يبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل، ويبسط يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار )، يقول: ( هل من تائب؟ هل من مستغفر؟ ).
ومن فوائد الحديث: الرّدّ على أهل التّعطيل الذين يمنعون قيام الأفعال الاختياريّة بالله عزّ وجلّ لقوله: ( تحبّ العفو فاعف عنّي ) طيب.
ومن فوائده: جواز التّوسّل بأسماء الله وصفاته لقوله: ( اللهمّ إنّك عفوّ تحبّ العفو فاعف عنّي ) ، وهذا أحد أنواع التّوسّل ، وقد مرّ علينا أنّه؟
الطالب : سبعة أنواع.
الشيخ : سبعة أنواع، لا.
الطالب : ثلاثة.
الشيخ : القائلون بأنّها سبعة نقول: زيدوا، والقائلين بأنّها ثلاثة نقول: انقصوا! فستّة أنواع بالتّأكيد، لكن فيه سابع يمكن يجعل من التّوسّل.
طيب ومن فوائده: الرّدّ على المتصوّفة الذين يقولون: لا حاجة إلى الدّعاء ويقولون إمّا بلسان المقال أو بلسان الحال: " علمه بحالي يكفي عن سؤالي "، شوف الكلام الباطل ، علمه بحالي يكفي عن سؤالي ، وهذا إبطال صريح لقوله تعالى: (( وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم )) : إذا كان علمه بحالك يكفي عن سؤالك فهو عالم بحالك، إذن يكون معنى قوله : (( ادعوني أستجب لكم )) لغواً، يكون هذا القول لغوا لا فائدة منه، نعم.
ومن فوائد الحديث: احتقار الإنسان نفسه، لأنّه في هذه اللّيلة الذي كان من المتوقّع أنّ الإنسان يسأل خيراً وفضلاً ذهب يسأل العفو سؤال المسرف الجاني على نفسه ولاّ لا؟
يقول: ( اللهمّ إنّك عفوّ تحبّ العفو ) ، ليحتقر الإنسان ما عمله في جانب الله عزّ وجلّ ، حتى لا تمنّ على ربّك أو تُدِلّ عليه بالعمل، وتقول: أنا عملت، أنا عملت، من أنت حتى تقول أنا عملت أنا عملت، والرّبّ عزّ وجلّ هو الذي منّ عليك بالعمل ولاّ لا؟
لو شاء لأضلّك كما أضلّ غيرك، فإذا منّ عليك بالهداية فلا تمنّ عليه أنت بالعمل، فاحمده على هذه النّعمة واشكره، وقل الحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، واضح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، ثمّ ننتقل إلى الحديث الذي بعده.
الطالب : في رد ثاني يا شيخ.
الشيخ : نعم؟
الطالب : أقول: في رد ثاني على أقوال المبتدعة !
الشيخ : ما هو؟
الطالب : الذين يقولون : لا حاجة للدعاء لأنه إذا كتب لك شيئا أتاك
الشيخ : نعم، يمكن أن نقول هذا؟
الطالب : ما سمعنا يا شيخ؟
الشيخ : يقول: إنه يمكن نردّ على أهل البدع الذين يقولون، الفلاسفة غير الصّوفيّة يقولون: إنّه لا حاجة إلى الدّعاء لأنّ هذا المطلوب إن كان مكتوبا أتاك من غير دعاء، وإن كان غير مكتوب لم يأتك ولو بدعاء ولا حاجة؟
طيب نردّ على هؤلاء بمثل ما رددنا على الأوّلين ونقول: هذا يبطل قوله تعالى: (( وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم )) ، ويبطله أيضا الواقع، يبطل هذا القول الواقع ، فإنّ كثيرا من المرضى يسألون الله عزّ وجلّ فيشفون.
وكثير من الواقعين في هلكة يسألون الله تعالى فيستجيب لهم.
كثير من النّاس وقعوا في مفازة مهلكة في البرّ وعطشوا فسألوا الله عزّ وجلّ فأنشأ الله لهم سحابا فأمطرت واستقوا ورووا، نعم.
وكلامهم هذا يكذّبه الواقع، ونقول لهم: ثالثا إنّنا نقول: إنّ هذا الشّيء حاصل بالدّعاء، وأنت قد كتب عليك أن تدعو وأن يأتيك المطلوب، هذا أمر لا بدّ منه.