فوائد حديث ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى ). حفظ
الشيخ : يستفاد من هذا الحديث: تحريم شدّ الرّحال لأيّ بقعة من الأرض سوى هذه المساجد الثّلاثة، لقوله: ( لا تشدّ ) وهذا نفي بمعنى النّهي، والأصل في النّهي؟
الطالب : التّحريم.
الشيخ : التّحريم.
طيب لو أنّ أحدًا شدّ الرّحل لا من أجل فضل البقعة ولكن ليشاهد مثل أن يقال له: إنّه قد بني في الرّياض مسجد عظيم البناء، فخم، واسع، مكيّف، ملألأ نعم بالثّريّات وغيرها، فشدّ الرّحل لينظر إليه، إيش تقولون؟
الطالب : جائز.
الشيخ : هاه؟
الطالب : جائز.
الشيخ : جائز، ما شددت الرّحل لاعتقاد أنّ فيه فضيلة.
الطالب : يشدّ الرّحل لكي ينكر.
الشيخ : ههه، هذا يكون طيّب، لو شدّ الرّحل لغار حراء للتّبرّك أو التّعبّد فيه؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : لا يجوز؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : طيب، غار ثور؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : المساجد السّبعة في المدينة؟
الطالب : لا يجوز.
الشيخ : والسّبعة هذه الظاهر أنّها ليست بصواب، أنّها من خرافات المزوّرين نعم وليست بصحيحة.
الطالب : هي ثمانية يا شيخ.
الشيخ : هي ثمانية؟
الطالب : ثمانية نعم.
الشيخ : يمكن هذا جديد، طيب على كلّ حال كلّ مكان يشدّ الرّحل إليه من أجل التّعبّد لله فهذا لا يجوز إلاّ هذه المساجد الثّلاثة.
طيب لو أنّ رجلا شدّ الرّحل إلى مسجد ليتلقّى العلم فيه لأنّ خطيبه مؤثّر، يشدّ الرّحل للمسجد من أجل الخطيب يجوز ولاّ لا؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لأنّه ما شدّه للمسجد، شدّه لطلب العلم، حتى من القصيم إلى الرّياض أو من الرّياض إلى القصيم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : هاه؟
الطالب : نعم.
الشيخ : نعم، ما دام الغرض من ذلك هو نفس الشّخص الذي ذهب إليه، لو يخطب في مسجد آخر؟
الطالب : ذهب إليه.
الشيخ : ذهب إليه، فإذن البقعة ليست مقصودة عنده.
طيب كأنّي سمعت سائلا يقول: شدّ الرّحل إلى مسجد قباء يجوز ولاّ لا؟
الطالب : يجوز.
الشيخ : يجوز؟
الطالب : لا.
الشيخ : لا يجوز يا أخي، لأنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم يخرج إليه كلّ سبت ماشيا فليس ممّا تشدّ إليه الرّحال.
طيب لماذا خصّت هذه المساجد بجواز شدّ الرّحل إليها؟
نقول: لفضلها من جهة لأنّها أفضل بقاع الأرض، ومن جهة أخرى لكثرة الثّواب فيها: فالمسجد الحرام كما سمعتم بمائة ألف صلاة، والمسجد النّبوي بألف صلاة فيما عداه إلا المسجد الحرام، المسجد الأقصى خمسمائة، هذا التّضعيف نسأل أوّلا:
هل هو خاصّ بالفرائض أو بالفرائض والنّوافل؟
الطالب : بالفرائض والنوافل.
الشيخ : فيه خلاف بين العلماء، بعضهم يقول: هذا خاصّ بالفرائض لأنّها هي التي تطلب في المساجد، ولأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال في المدينة : ( أفضل صلاة المرء في بيته إلاّ المكتوبة ) إذن لما قال: ( إلاّ المكتوبة ) علمنا أنّ الفضل في هذه المساجد إنّما هو؟
الطالب : في الفرائض.
الشيخ : في المكتوبة، في الفرائض فقط، أمّا النّوافل فليس فيها فضل، بل البيوت أفضل منها، أفضل منها؟!
أنا بيتي بجانب المسجد الحرام، أذّن المؤذّن لصلاة الظّهر هل الأفضل أن أصلّي الرّاتبة في بيتي أو أخرج إلى المسجد فأصلّي الرّاتبة فيه؟
الطالب : في البيت.
الشيخ : في بيتك، لا شكّ في هذا، وكذلك نقول في المسجد النّبوي.
طيب أيّهما أفضل أصلّي القيام في المسجد الحرام خلف الإمام أو في بيتي؟
الطالب : في المسجد الحرام.
الشيخ : في المسجد الحرام؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب، إذن ننتقل إلى القول الثاني: ما دمنا نقول الفرائض القيام ليس من الفرائض، لكن ننتقل إلى قول آخر يقول ما سنّ في المسجد فهذه المساجد الصّلاة فيها خير من ألف صلاة في المسجد النّبوي وبمائة ألف صلاة في المسجد الحرام وبخمسمائة صلاة في المسجد الأقصى.
ما شرع في المساجد -انتبه- نعم مثل قيام اللّيل في رمضان مشروع في المساجد فهو أفضل من المساجد الأخرى ولاّ لا؟
طيب تحيّة المسجد، إذا دخلت وصلّيت تحيّة المسحد، فتحيّة المسجد في المسجد الحرام؟
الطالب : بمائة ألف.
الشيخ : وفي المسجد النّبوي، خير من ألف صلاة فيما عداه إلاّ المسجد الحرام وهكذا.
طيب الكسوف إذا قلنا إنّها سنّة؟
الطالب : كذلك.
الشيخ : كذلك، تكون أفضل من غيرها.
طيب ركعتا الطّواف؟
الطالب : خاصة بالمسجد الحرام.
الشيخ : هذه خاصّة ما فيه ركعتا طواف إلاّ في المسجد الحرام فقط.
الطالب : صلاة الجنازة؟
الشيخ : صلاة الجنازة نعم، ولهذا صلاة الجنازة أفضل من غيرها في غير هذه المساجد.
إن قلنا بجواز الصّلاة على الجنازة في المسجد، لأنّ المسألة خلافيّة، ولا شكّ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في عهده كان هناك مصلّى للجنائز غير المسجد، والصّلاة على الجنائز في المسجد في عهد الرّسول قليل، لكنّه ثبت أنّه صلّى عليها في المسجد.
يقال إنّ رجلا أظنّه من الخلفاء قال: لله عليّ نذر أن أقوم بعبادة لا يشاركني فيها أحد حين فعلها !
طيب قالوا: الصيام يمكن أصوم أنا وفيه ناس آخرين صائمين، الصّلاة كذلك، قراءة القرآن كذلك، فذهبوا إلى عالم من العلماء وسألوه قال: أخلوا له المطاف، يعني: لا تتركون أحدًا يطوف واتركوه يطوف لوحده .
وش يصير هذا ؟
صحيح يكون تعبّد لله بعبادة ما شاركه فيها أحد، فكأنّ الأخ إبراهيم يقول فيها تثبيط هل يجوز أو لا يجوز؟
نقول: هذه المسألة هذا حلّها، أمّا كونها يجوز أو لا يجوز فيمكن أن يأتي إلى المطاف وهو خالي ، يعني في أزمان مضت تأتي إلى المطاف في اللّيل في وسط اللّيل ما تجد أحدًا أبدًا نعم نحن أدركناها قبل أن يسهل الوصول إلى المسجد الحرام، تأتي آخر اللّيل ما تجد أحدًا نعم يمكن يخلو لك المطاف، أو يقال مثلا إذا كان هذا من الخلفاء وجاء إلى البلد الحرام يطلب من النّاس يقول: اسمحوا لي جزاكم الله خيرا نعم.
المهمّ على كلّ حال حلّ هذه المسألة.
طيب سؤال هل التّضعيف خاصّ بالمسجد حين حياة الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أمّا أنّ الزّيادة داخلة فيه؟
الصّحيح أنّ الزّيادة داخلة فيه، وأنّه لو زيد المسجد النّبويّ حتى بلغ كلّ المدينة مثلا فهو داخل في هذا الحكم.
طيب المسجد الحرام هل الصّلاة خاصّة في المسجد الذي هو مكان الكعبة، يعني: المسجد الذي فيه الكعبة أو عامّ في جميع الحرم؟
هذه المسألة فيها خلاف بين العلماء، والصّحيح : أنّه خاصّ بالمسجد الذي فيه الكعبة ، هذا هو الصّحيح لقوله تعالى: (( يا أيّها الذبن آمنوا إنّما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا )) ووجه الدّلالة منه؟
( لا تشدّ الرّحال إلاّ لثلاثة مساجد ): ما فيها إشكال، الإشكال في تضعيف الصّلاة هل يختصّ بالمسجد نفسه، المسجد الذي تشدّ إليه الرّحال أو هو عامّ في جميع الحرم؟
تعرفون الحرم الذي تحيط به العلامات ، فهل التّضعيف أي: أنّ الصّلاة بمائة ألف صلاة خاصّ بالمسجد الحرام الذي فيه الكعبة والذي تشدّ الرّحال إليه، أو هو يعمّ جميع الحرم ؟
في هذا خلاف بين العلماء: فمنهم من قال: إنّه يعمّ جميع الحرم، وأنّ الذي يصلّي في منى مثلا كالذي يصلّي إلى جنب الكعبة، كلاهما صلاته بمائة ألف صلاة أعرفتم؟
قالوا: لأنّ هذا يسمّى المسجد الحرام، لقول الله تعالى: (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )) : وقد أُسري به من بيت أمّ هانئ.
ولقوله تعالى: (( هم الذين صدّوكم عن المسجد الحرام والهديَ معكوفاً أن يبلغ محلّه )) ، ولقوله تعالى: (( يا أيّها الذين إنّما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام )) والمشرك لا يدخل في الأميال، لا يدخل حدود الحرم.
ولأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان مقيما في الحديبية، والحديبية بعضها من الحلّ وبعضها من الحرم، وكان مقيما في الحلّ، لكنّه يدخل فيصلّي في الحرم يعني داخل الأميال، وكونه يتكلّف الدّخول بأصحابه وهم ألف وأربعمائة نفر ليصلّي داخل الأميال يدلّ على أنّ هذا التّضعيف عامّ يعمّ جميع الحرم.
وقد ذهب إلى هذا كثير من أهل العلم ولكنّ ظاهر كلام علماء الحنابلة خلاف ذلك وأنّ التّضعيف خاصّ في المسجد نفسه الذي فيه الكعبة واستدلّوا لذلك بأنّ الحرم لا يسمّى مسجدا بل يسمّى مكّة، يسمّى حرما ولا يسمّى مسجدًا كما قال الله تعالى: (( وهو الذي كفّ أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكّة من بعد أن أظفركم عليهم )) ، (( ببطن مكّة )) ولم يقل: ببطن المسجد، وقال تعالى: (( إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للذي ببكّة )) ولو أنّ مكّة تسمّى مسجدا لكان المعنى: إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للذي بالمسجد، نعم.
ولأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: ( لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ) : ومعلوم أنّ الإنسان إذا شدّ الرّحل إلى مسجد الشّعب في مكّة أو مسجد آخر غير الذي فيه الكعبة لقلنا: لا يجوز، لأنّه لو جاز شدّ الرّحل إلى مساجد مكّة غير المسجد الحرام الذي فيه الكعبة لكان شدّ الرّحل إلى كم مسجد؟
الطالب : كثير.
الشيخ : إلى مائة مسجد، كلّ مساجد مكّة
الطالب : آلاف.
الشيخ : لا ما هي آلاف مبالغة هذه.
طيب الدّليل الثالث: قوله تعالى: (( يا أيّها الذين إنّما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا )) وأنتم عرفتم قبل قليل أنّ هذه الآية استدلّ بها من قالوا بالعموم، ولكنّ الحقيقة أنّها عند التّأمّل تدلّ على خلاف العموم لماذا؟
لأنّ الله قال: (( فلا يقربوا المسجد الحرام )) ولم يقل: فلا يدخلوا المسجد الحرام، انتبه: لم يقل: فلا يدخلوا، والآن المشركون يجوز أن نمكّنهم من أن يقفوا على حدّ الحرم تماماً، أو لا؟
الطالب : بلى.
الشيخ : هذه الأميال مثلا يعني: قبل الأميال بشعرة يجوز أن نمكّنهم، أليس كذلك؟
الطالب : بلى.
الشيخ : طيب لو كان المراد بالمسجد الحرام كلّ الحرم هاه؟
ما جاز أن نمكّنهم من قربان حدوده لأنّ الله يقول: (( فلا يقربوا المسجد )) فإذا منعناهم من دخول الأميال حينئذ منعناهم من قربان المسجد الذي في جوف مكّة الذي فيه الكعبة، واضح وإلاّ غير واضح؟
الطالب : واضح.
الشيخ : واضح، لو كان التّعبير القرآني: فلا يدخلوا المسجد الحرام قلنا: نعم لكن لا يقربوا، ومعلوم بالاتّفاق بين أهل العلم أنّ لهم التّمكّن من الوصول إلى أدنى نقطة من حدود الحرم.
هذا الدّليل الرّابع أو الثالث؟
الطالب : الرّابع.
الشيخ : الرّابع؟
الطالب : الثالث.
الشيخ : طيّب الذي بعده قوله تعالى: (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى )) ، من المسجد الحرام : وهذه الآية كما علمتم قبل قليل استدلّ بها من قالوا بالعموم ، ولكن نقول: لا، الذي ثبت في صحيح البخاري أنّه أُسري به من الحطيم: مِن الحِجر، والحِجر أين هو؟
الطالب : في الكعبة.
الشيخ : من الكعبة، فيكون: (( من المسجد الحرام )) أي : من المسجد الذي فيه الكعبة بل هو من الحجر، وفي بعض الرّوايات : ( بينما أنا نائم عند الكعبة ) : فيحمل على أن المراد بالكعبة هنا البناية القائمة لأنّ الذي في الحجر عند الكعبة.
طيب أمّا قوله تعالى: (( هم الذين صدّوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محلّه )) : فقد نستدلّ به على أنّ المراد بالمسجد الحرام المسجد نفسه الذي فيه الكعبة، كيف ذلك؟
لأنّ أهمّ مقصود في العمرة؟
الطالب : الطّواف.
الشيخ : الطّواف، هذا المقصود من العمرة الطّواف، ومن منع النّاس أن يدخلوا مكّة منعهم أن يدخلوا المسجد الحرام بالأولى، ولهذا قال : (( والهدي معكوفا أن يبلغ محلّه )) ولم يقل: أن يبلغ المسجد ، فدلّ ذلك على أنّ محلّ الهدي غير المسجد، (( والهدي معكوفا أن يبلغ محلّه )) .
طيب وأنّ حديث ابن عمر الذي كان الرّسول نازلًا في الحديبية ويصلّي الصّلوات في الحرم داخل الأميال فنحن نقول: نعم، نحن لا نمنع أن يكون الحرم أفضل من الحلّ، بل لا نشكّ أنّ الحرم أفضل من الحل، ولهذا : (( من دخله كان آمنا ))، حتّى الأشجار تأمن الأشجار التي ليست ملك الآدميّ تأمن من أن يقطعها أحد أو يقطع شيئا من أغصانها.
من حدود الأميال هذا مثلا عندنا شجرة فيها، عندنا شجرتان: إحداهما داخل الأميال والثانية خارج الأميال وبينهما متر، التي خارج الأميال لنا أن نجزها بعروقها، وتلك تقول : لا تأتوني لا تقطعوا منّي شيئا لأنّها داخل الحرم ، ونحن لا نشكّ أنّ الصّلاة في الحرم في داخل الأميال أفضل من الصّلاة في الحلّ لكنّ الكلام على أيّ شيء؟
على التّفضيل الخاصّ وهو التضعيف كذا؟
طيب ولأنّنا نقول: الأصل فيما خرج عن المسجد الحرام أن لا يدخل، الأصل أن لا يدخل، فإذا جاءنا فرد من أفراد العموم وليس العموم ظاهرا فيه فإنّنا نقول الأصل هاه؟
الطالب : عدم الدّخول.
الشيخ : عدم الدّخول، إذا لم يكن العموم ظاهرا في تناوله له فإنّ الأصل عدم الدّخول حتى يقوم دليل على دخوله، وهذا هو الذي ذكره ابن مفلح رحمه الله في كتاب *الفروع* ، حدّثتكم عن كتاب *الفروع سابقا، لأنّه كتاب يعتبر من أجمع كتب المذهب الحنبلي للأقوال في المذهب الحنبلي، بل ويشير إلى خلاف الأئمّة الثلاثة بل وينقل عن الظّاهرية وغيرهم، كتاب واسع الحقيقة من أحسن ما ألّف في كتب الفقه لكن فيه صعوبة في فهمه، لأنّه رحمه الله ضغطه لأجل الاختصار، فكان صعبا على طالب العلم المبتدئ، إلاّ أنّه كما قال بعضهم: " هو مكنسة المذهب " : يعني كلّ الذي في المذهب ما شاء الله جاله جميع ، يقول : إنّ هذا هو ظاهر كلام أصحابنا يعني: " أنّ المسجد الحرام هو المسجد الذي فيه الكعبة وهو ظاهر كلام أصحابنا " ، وهو كما علمتم ظاهر النّصوص، نعم، قال المؤلّف: " كتاب الحجّ ".
الطالب : نأخذ الفوائد.
الشيخ : اصبروا يا إخواننا، أنتم راجعتم الباب؟
الطالب : أي نعم.
الشيخ : صحيح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لو تسمعون أولا؟
الطالب : ...
الشيخ : هاه؟
الطالب : إذا كان أكثر من أربعة.
الشيخ : نعم.
الطالب : من باب الحجّ.
الشيخ : ما حكم الاعتكاف عادل؟
الطالب : سنّة.
الشيخ : سنّة، الدّليل من القرآن والسّنّة؟
الطالب : من القرآن قوله تعالى: (( ولا تباشروهنّ وأنتم عاكفون في المساجد )).
الشيخ : نعم.
الطالب : ولا يقر إلا الشيء الذي يقره.
الشيخ : نعم أحسنت.
الطالب : ومن السّنّة حديث عائشة رضي الله عنها : ( كان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا دخل العشر اعتكف ).
الشيخ : ( كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده ).
الطالب : ( كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده ).
الشيخ : نعم طيب، هل يصحّ الاعتكاف دون صوم؟ سامي؟
الطالب : فيه خلاف.
الشيخ : فيه خلاف، والرّاجح؟
الطالب : أنه يصح بلا صوم.
الشيخ : هاه؟
الطالب : أنّه يصحّ بلا صوم.
الشيخ : أنّه يصحّ بلا صوم، الدّليل؟
الطالب : حديث عمر.
الشيخ : ما هو؟
الطالب : حديث عمر: ( أنّه نذر في الجاهلية أن يعتكف ليلة في المسجد الحرام فأمره أن يوفي بنذره ) ولم يأمره بالصّوم، وحديث ابن مسعود : ( ليس على المعتكف صوم إلا أن يجعله على نفسه ).
الشيخ : طيب، هل يمكن أن نستدلّ يا حسين باعتكاف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في شوّال لقضاء الاعتكاف في رمضان؟
الطالب : قد نستدلّ بذلك بأنه لا يجب الصوم.
الشيخ : نعم، كلمة: قد نستدل معناها أنّ هناك شيئا آخر؟
الطالب : لا، هو الصّحيح.
الشيخ : هو الصّحيح؟
الطالب : نعم.
الشيخ : أيه، نعم؟
الطالب : ...
الشيخ : وقد لا نستدل !
الطالب : وقد لا نستدل.
الشيخ : سبحان الله ! طيب.