وعن عروة قال : قالت عائشة رضي الله عنها : يا ابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا ، وكان قل يوم إلا وهو يطوف علينا جميعاً ، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ التي هو يومها فيبيت عندها . رواه أحمد وأبو داود واللفظ له وصححه الحاكم . ولمسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر دار على نسائه ، ثم يدنو منهن . الحديث . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
نأخذ درس جديد قال المؤلف -رحمه الله- فيما نقله : " عن عروة " ، عندي قال : رضي الله عنه ، والمعروف في اصطلاح العلماء : أن الترضي إنما يكون عن الصحابة رضي الله عنهم ، أما عن غير الصحابة فيقال : رحمه الله ، وعروة ليس من الصحابة ، عروة بن الزبير هو أحد الفقهاء السبعة الذين أشار إليهم الشاعر أو الناظم في قوله :
" إذا قيل مَن في العلم سبعة أَبحرٍ *** روايتهم ليست عن العلم قاصرة
فخذهم عبيد الله عروة قاسم *** سعيد أبو بكر سليمان خارجه "
:
سبعة من التابعين ، اشتهروا بالفقه ، وأطلق عليهم لقب الفقهاء السبعة ،حفظتم البيت ؟
الطالب : مرة ثانية.
الشيخ : " إذا قيل من في العلم سبعة أبحر *** روايتهم ليست عن العلم قاصرة
فخذهم عبيد الله عروة قاسم *** سعيد أبو بكر سليمان خارجه "
.
وهؤلاء المذكورون في ألفية العراقي في المصطلح ، وشرحها على خلاف بين العلماء في تعيين هؤلاء السبعة ، لكن أكثرهم متفق عليه.
المهم عروة بن الزبير ليس من الصحابة .
قال " قالت عائشة رضي الله عنها : ( يا ابن أختي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضّل بعضنا على بعض ) " :
( يا ابن أختي ) من أختها ؟
أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه وعن أبيها .
" ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضّل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا، وكان قلّ يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ التي هو يومها فيبيت عندها ) رواه أحمد وأبو داود واللفظ له ، وصححه الحاكم.
ولمسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العصر دار على نسائه ثم يدنو منهن ) الحديث "
:
تقول عائشة رضي الله عنها فيما روت من حال النبي صلى الله عليه وسلم في معاملته لزوجاته : أنه كان لا يفضل بعضهن على بعض في القسم من المكث، وسبق لنا هل القسم واجب عليه أو ليس بواجب ولكنه لكمال خلقه ألزم نفسه بذلك ؟
على قولين لأهل العلم.
قالت : ( وكان قلّ يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس ) : كل يوم عليه الصلاة والسلام يزور نساءه بعد صلاة العصر ، وإنما كان يزورهن من أجل إبقاء المودة بينهن ، لأنه لو لم يزر واحدة منهن إلا في يومها لغاب عنها كم ثمانية أيام أو سبعة بعد هبة سودة يومها لعائشة وهذا قد يحدث جفوة بينهن وبين النبي صلى الله عليه وسلم هذه واحدة .
وثانيًا: أن وجود النبي صلى الله عليه وسلم عندهن يحصل به فائدة شرعية من تعليم أو تذكير أو ما أشبه ذلك.
وثالثًا: أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن ينفعهن بقربه منهن، فإن من الكسب العظيم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم في بيت امرأة منهن، فلأجل هذه العلل الثلاثة أو الحكم الثلاث كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدعهن كل يوم بعد صلاة العصر .
ولكنها تقول : ( من غير مسيس ) يعني من غير جماع ولكنه يدنو فيقبل ويلمس وما أشبه ذلك أما الجماع فلا .
( حتى يبلغ التي هو يومها فيبيت عندها ) : تكون البيتوتة عند من لها اليوم ، فيبيت عند عائشة بعد هبة سودة كم ؟
ليلتين، يبيت ليلتين ويدور عليهن كل يوم.