فوائد حفظ
الشيخ : هذا دليل على تفاضل الناس في الإيمان ، وفيه فضيلة عظيمة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث كان عليه قميص يجره ، ولكن قد يقول قائل مغرض لعمر بن الخطاب ، يقول : إن جر القميص حرام ، من كبائر الذنوب .
فيقال : إن هذا ساقه النبي صلى الله عليه وسلم مساق المدح ، وجعل ما يجره دينا ، وأن دينه سابغ مغط جميع بدنه ، وليس هذا اللباس الحسي ، هذا لباس معنوي ، فيكون قد شمل جميع بدنه حتى قدميه اللتين يمشي بهما ، قد كمل فيهما الدين .
وفيه أيضا دليل على أن من أكرم بخصيصة ، أو نال فضلا بخصيصة ، لا يلزم من ذلك أن ينال الفضل المطلق ، فإنه لا شك أن أبا بكر رضي الله عنه ، أوفى دينا من عمر بن الخطاب وأفضل ، لكن اختص بهذه الخصيصة ، كما اختص علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة خيبر حين قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لأعطين الراية غدا رجل يحب الله ورسول ويحبه الله ورسوله )، فبات الناس يدوكون ، فلما أصبحوا غدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجى أن يعطاه ، فقال : ( أين علي ابن أبي طالب ؟.) قالوا : كان يشتكي عينيه ، فأمر به ، فجاء فبصق في عينيه فبرأ كأن لم يكن به وجع في الحال ثم أعطاه الراية ، وقال : ( انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي منك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم )، هذه خصيصة لعلي ، ولا يلزم أن يكون أفضل من غيره ضلا مطلقا .
وعلى كل حال فهذا الحديث ، دليل على أن الناس يتفاضلون في الدين ، وهو كذلك .
السائل : شيخ .
الشيخ : نعم .