شرح الآية (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) حفظ
القارئ : ...
الشيخ : طيب ، نسينا أن نتكلم عن الآية التي في الباب الأول الذي قبل هذا ، (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) .
(( لا يغفر أن يشرك به ))، أن وما دخلت عليه في تأويل المصدر ، والتقدير ؟.
شركا به ، فهل هذا المصدر المأول كالمصدر الصريح بحيث نقول إن الشرك لا يغفر ولو كان أصغر أو نقول إن المراد بالشرك هنا الشرك الأكبر المخرج عن الملة ؟.
فيه تردد ، ولكن شيخ الإسلام رحمه الله كلام يقول : " إن الشرك لا يغفر ولو كان أصغر "، وعلى هذا فلا بد من توبة ، يتوب إلى الله عزوجل من هذا الشرك الذي وقع منه .
وقوله : (( يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ))، (( ما دون )) يحتمل أن تكون بمعنى : ما سوى ، ويحتملا أن يكون المراد (( ما دون )) بمعنى أقل ، وهذا أرجح ، يعني : ما هو أقل من الشرك يغفره الله ، وإنما قلنا ذلك لئلا يورد علينا مورد : ما تقولون في الكافر الذي كفره ليس شركا ، ومعلوم أن الكافر الذي كفره ليس شركا غير مغفور له ، لأن الله اشترط للمغفرة للكافر أن ينتهي عن كفره ، (( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف )) وهذا أحسن .
لكن لو قلنا إنها بمعنى سوى ، فيقال : إن الأدلة دالة على أن الكفر المخرج من الملة بمنزلة الشرك ، لكن إذا قلنا : ما دون ذلك ، أي ما هو أقل لم يرد عليها الإشكال .