حدثنا أبو نعيم قال حدثنا مسعر قال حدثني ابن جبر قال سمعت أنسًا يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يغسل أو كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد حفظ
القارئ : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا مسعر قال : حدثني ابن جبر قال : سمعت أنسا يقول : ( كان النبي صلّى الله عليه وسلم يغسل أو كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ويتوضأ بالمد ).
الشيخ : هذا الباب أراد المؤلف رحمه الله أن يبين أنه ينبغي للإنسان أن يقتصد في استعمال الماء في الوضوء ، فإن النبي صلّى الله عليه وسلم كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد ، والصاع صاع النبي صلّى الله عليه وسلم أربعة أمداد ، ويتوضأ بالمد أي بربع الصاع، وهو قليل جدا ، يعني لو رأيت المد مد النبي عليه الصلاة والسلام يعني يشبه الكأس الذي يشربه الإنسان إذا جاء وهو عطشان، ومع ذلك يجزئه الوضوء . الصاع يجزئه في الغسل وذلك لأنه كان يغترف اغترافا .
أما بالنسبة لوقتنا الحاضر فهل يكفي المد في الوضوء ؟ والبزبوز يمشي ، ولا الصاع ، حقيقة ، فهل يقال أن هذه زيادة عن المشروع أو إسراف ؟ .
ينظر إذا كان الإنسان لا يغسل الأعضاء إلا على حسب ما جاءت به السنة فإن صب الماء لا يمكن حصره ولا يمكن ضبطه ، ولكن يعرف فيما لو توضأ الإنسان من إناء يغترف منه اغترافا ، عرف .
فإذا قال قائل كم صاع النبي صلّى الله عليه وسلم ؟ .
قلنا صاع النبي صلّى الله عليه وسلم من المعايير المعروفة عندنا الآن كيلوين وأربعين غرام للبر الرزين ، يعني الدجن ، وذلك بأن تضع برا كما وصف الفقهاء في إناء براً دجن وتزنه ، فإذا جاء هذا المقدار من الوزن فهذا هو الصاع .
وقد تيسر لنا مكيال يقال أنه على مد النبي صلّى الله عليه وسلم مكتوب فيه محفور ، هذا المد من فلان إلى فلان إلى فلان إلى زيد بن ثابت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم من النحاس ، وقسنا كيله فوجدناه قريبا أو مطابقا لما قاله الفقهاء رحمهم الله، واتخذنا منه مكيالا آخر صنعناه هنا ، فصار عندنا الآن مكيال للصاع ومكيال للمد .
الطالب : نريد أن نراه يا شيخ ؟.
الشيخ : طيب نأتي به إن شاء الله ، نأتي به .