مقدمة على الحج ( ذكر قواعد وشروط وفوائد الحج ) حفظ
الشيخ : المقرر الآن البخاري ومسلم أعطيناه إجازة إلى الرجوع من الحج إن شاء الله تعالى ، بقينا قبل أن ندخل في موضوع الحديث نحب أن نعطي قواعد أولاً : الحج ركن من أركان الاسلام والدليل متى فرض الحج ؟ يلا يا سعد
الطالب : في السنة التاسعة
الشيخ : التاسعة أيش الدليل ؟ قوله تعالى : (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً )) تمام وهذه الآية نزلت في السنة التاسعة ... آل عمران كله نزل في السنة التاسعة طيب ، قال بعض الناس إنه فرض في السنة السابعة يحيى ما دليلهم ؟
الطالب : دليلهم قوله تعالى : (( وأتموا الحج والعمرة لله )) استدلوا بهذه الآية
الشيخ : طيب وهل هذا الاستدلال صحيح ؟
الطالب : غير صحيح
الشيخ : غير صحيح ، وجهه ؟
السائل : وجه هذا أمر بالإتمام وليس أمر بال
الشيخ : بالابتداء ، تمام ويؤيد ذلك أن فتح مكة كان ؟
السائل : في السنة الثامنة وليس من الحكمة أن يفرض الحج ومكة لا يزال يسيطر عليها المشركون
الشيخ : تمام ولهذا صدوا النبي صلى الله عليه وسلم عن العمرة ، طيب
ثانياً : الحج له شروط والشروط كما يُعلم من الشريعة الإسلامية ، الشروط هي عبارة عن ضبط الواجبات والتكليفات لأنه لو بقيت التكليفات بلا شروط صار فوضى ، فالشروط في الواقع من تمام الشريعة ، وقول بعض المحدَثين : إن هذه الشروط والأركان والواجبات المفصلة هذه بدعة فنقول ليست ببدعة هذه وسائل لماذا ؟ لضبط الشريعة وتقريبها للمكلفين وكونها شروطًا أو واجبات أو أركانًا هذا أيضًا من انضباط الشرع نفسه حتى لا يبقى الناس فوضى ، لذلك أثبت العلماء رحمهم الله بما يكاد أن يكون إجماعاً قبل هؤلاء المحدثين لإثبات الشروط والأركان والواجبات ، وإن كانوا يختلفوا هل هذا شرط أو ركن أو واجب هذا شيء آخر المهم المبدأ موجود ولا ينبغي أن نعترض على سنة العلماء ولا ينبغي أن نعترض على أمر يجعل الله تعالى فيه تسهيلاً لحفظ الشريعة وإتقانها وانضباطها ، طيب الحج له شروط منها : الإسلام وهذا شرط في جميع العبادات كل العبادات لا بد فيها من إسلام ، لأنه إذا لم يكن مسلماً فليس مقبولاً عند الله عز وجل قال الله تعالى : (( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه )) وقال عز وجل : (( وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله )) مع أن نفقات نفعها متعدي ومع ذلك لا تقبل ، الإسلام شرط في جميع العبادات حتى في الوضوء ؟ حتى في الوضوء فلو أن كافرا توضأ ثم منّ الله عليه فأسلم قلنا له لا بد أن تعيد الوضوء إذا أردت الصلاة لأن وضوءك الأول وقع وأنت في حال الكفر فلا يصح .
الشرط الثاني : العقل فالمجنون لا حج عليه ، وهذا شرط في جميع العبادات ما عدا الزكاة فالزكاة ليس من شرطها العقل لأن وجوبها في المال ، كما قال تعالى : (( والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم )) وقال عز وجل : (( خذ من أموالهم صدقة )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل : ( أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ) ولأن الفقير لا تتعلق نفسه بالفاعل ، تتعلق بالمال سيقول الفقراء : أين نصيبنا من هذا المال فلذلك لا يشترط في وجوب الزكاة العقل .
الشرط الثالث : البلوغ وهذا شرط للوجوب وليس شرطاً للصحة أما كونه شرطاً للوجوب فللحديث المشهور الذي تلقاه الناس بالقبول : ( رفع القلم عن ثلاثة ) وذكر منهم : ( الصبي حتى يبلغ ) وأما كونه ليس بشرط للصحة فلحديث ابن عباس رضي الله عنهما في المرأة التي رفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ألهذا حج ؟ قال : ( نعم ولك أجر ) إذن من شرط وجوب الحج ماجد أيش ؟
الطالب : البلوغ
الشيخ : البلوغ ، طيب البلوغ يحصل بواحد من أمور ثلاثة : تمام خمس عشرة سنة ، والثاني إنبات شعر العانة ، وهو الشعر الخشن الذي يكون حول القبل ، والثالث : إنزال المني بشهوة هذه ثلاثة تزيد المرأة بأمر رابع وهو الحيض فمتى حاضت ولو لم يكن لها إلا تسع سنوات فهي بالغة طيب .
الشرط الرابع : الحرية وهذا شرط في كل عبادة يشترط فيها التملك تملك المال فالزكاة مثلا لا تجب على العبد لأنه ليس له مال والحج لا يجب على العبد لأنه ليس له مال ولأن العبد مشغول بخدمة سيده فلو أوجبنا عليه الصلاة للزم من ذلك إما تأثيمه وإما تأثيم سيده لو أوجبنا عليه الحج للزم من ذلك إما تأثيمه وإما تأثيم سيده ، إما تأثيمه إن حج بلا إذن سيده وإما تأثيم سيده إن منعه فلهذا نقول : لا حج عليه حتى يسلم هو من الإثم وكذلك سيده ، فإن قال قائل : أرأيتم لو أن سيده أذن له وأعطاه المال أو أذن له وهو في مكة وأمكنه أن يحج على قدميه هل يلزمه الحج أو لا ؟ المشهور من المذهب لا حتى لو أذن له سيده ولو أعطاه المال يحج به أو كان لا يحتاج إليه لكونه في مكة فإنه لا يجب عليه الحج ، لأن الحرية وصف لا بد من ثبوته في وجوب الحج والصحيح أنه يجب عليه الحج في هذه الحال ، لأن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً فالآن هذا قادر والله عز وجل يقول : (( من استطاع إليه سبيلاً )) وهذا مستطيع فسيده يقول : أهلًا وسهلًا أنا أساعدك وآذن لك فماذا يكون بعد ذلك ؟! .
الخامس : الاستطاعة وقد ذكرها الله تعالى في قوله : (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً )) ونص الله عز وجل على الاستطاعة في الحج مع أن هذا شرط في جيمع الواجبات لأن الحج غالباً يكون فيه مشقة ، الغالب أن فيه مشقة لأن أكثر الناس خارج مكة وبعيدون عن مكة فتلحقهم المشقة لا سيما في الزمن الأول لما كان الناس يحجون على أقدامهم أو على إبلهم مشقة ، فلهذا نص الله تعالى على الاستطاعة مع أنها شرط في جميع الواجبات ، والاستطاعة نوعان : استطاعة بالمال فقط أو بالبدن فقط أو بهما جميعاً ثلاثة أقسام ، إذا كان عنده استطاعة بماله وبدنه مع بقية الشروط أيش ؟ وجب عليه الحج ولا إشكال ، إذا كان عنده استطاعة بماله دون بدنه يقدر بماله لكن لا يقدر ببدنه سقط عنه الوجوب البدني لأنه ما يستطيع ووجب عليه بذل المال فيقيم من يحج عنه ويعتمر ، وإذا كان عاجزاً بماله قادراً ببدنه يجب عليه ؟ قادر ببدنه قريب ولا بعيد ، قادر إنسان شجاع قوي ؟ يجب أو لا يجب ؟ الله المستعان ... أين أنتم أين فقهكم (( من استطاع إليه سبيلاً )) هل هذا مستطيع ولا لا ؟ إنسان قوي شجاع إذا رآه الذئب هرب منه وإذا رآه الواحد من الناس هرب ما يخاف على نفسه وقوي يجب عليه ولا ما يجب ؟
الطالب : يجب
الشيخ : يجب يا إخوان يجب ، يجب (( من استطاع إليه سبيلاً )) لو كان في الكويت ولا وراء الكويت نعم يجب ، واضح يا جماعة ؟ لأن عندنا آية من كلام الله عز وجل ليست من كلام فلان وفلان (( من استطاع إليه سبيلاً )) واضح ؟ طيب إذا كان غير قادر لا بماله ولا ببدنه أيش ؟ يسقط عنه ما في إشكال لأن الله اشترط للوجوب الاستطاعة ، وهل الإستطاعة الشرعية شرط للوجوب أو شرط للأداء انتبه ، هل الإستطاعة الشرعية شرط للوجوب أو شرط للأداء ، مثال ذلك : امرأة غنية قادرة ببدنها لكن لم تجد محرماً هي الآن قادرة قدرة حسية لكنها شرعاً غير قادرة لماذا ؟ لأن ما لها محرم وهي ممنوعة شرعاً من السفر فهل يجب عليها أن تحج أو لا يجب ؟ نقول : أما ببدنها فلا يجب وأما بنائبها فيجب لأنها قادرة ولكن المذهب عند الحنابلة أن ذلك شرط للوجوب وعلى هذا فيشترط لوجوب الحج القدرة الشرعية والحسية وبذلك نُطمئن أخوتنا الآتي يتكدرن ويحزنّ إذا لم يكن عندهن محرم ونقول أبشرن لو لقيتن الله بلا حج فليس عليكن شيء لماذا ؟ لماذا يا جماعة ؟ لأن الحج لا يجب عليهن كما أن الفقير إذا لقي ربه وهو لم يزكي أعليه شيء ؟ ما عليه لأن ما عنده مال فالحمد لله على نعمه يعني ينبغي أننا نطمئن النساء لأن بعض النساء تحزن حزناً شديداً حتى إن بعضهن تعصي الله وتحج بلا محرم وسبحان الله كيف تتقرب إلى الله بمعصيته ؟! هذا غلط عظيم وسفه فهذه شروط وجوب الحج قال ناظم هذه الشروط :
الحج والعمرة واجبان *** في العمر مرة بلا تواني
بشرط إسلام كذا حرية *** عقل بلوغ قدرة جلية
أعيدها مرة ثانية :
الحج والعمرة واجبان *** في العمر مرة بلا تواني
بشرط إسلام كذا حرية *** عقل بلوغ قدرة جلية
والثالثة :
الحج والعمرة واجبان *** في العمر مرة بلا تواني
بشرط إسلام كذا حرية *** عقل بلوغ قدرة جلية
يلا يا عبد الله :
الطالب : الحج والعمرة واجبان بشرط إسلام
الشيخ : غلط أسقطت شطر كامل الربع خليته
الطالب : في العمر مرة بلا تواني بشرط إسلام كذا حرية عقل بلوغ قدرة جلية
الشيخ : أحسنت تمام وقوله بلا تواني يعني يجب على الفور أن يؤدي الحج إنتبهوا هذه نقطة مهمة أيضاً هل إذا قدر الإنسان عليه يجب أن يحج فوراً أو هو على التراخي ؟ اختلف العلماء في هذه المسألة فمنهم من قال على التراخي لأن العمر كله وقت للحج كذا يا وليد ، طيب ، فكما أن الإنسان في الصلاة له أن يصلي في أول الوقت وفي آخر الوقت ، هؤلاء يقولون الحج لا يجب في العمر إلا مرة إذا فالعمر كله وقت له ، وأيضاً يقولون إن الله فرض الحج في السنة السادسة أو السابعة ولم يحج النبي صلى الله عليه وسلم إلا في السنة العاشرة ، لكن هذا القول ضعيف أما من حيث الدليل فقد عرفتم أن الدليل يدل على أن الحج إنما فرض في السنة التاسعة ولكن حتى على هذا القول يقولون : إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج في السنة التاسعة أخره للعاشرة فنقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم أخر الحج لمصلحة عظيمة تفوت لو حج ولا يفوت الحج لو أخره وهي ؟ استقبال الوفود الذين يفدون إلى المدينة مسلمين ليتعلموا أحكام دينهم من النبي صلى الله عليه وسلم وأيضاً في تلك السنة السنة التاسعة كان في الحجاج خليط من المشركين لأن فتح مكة قبل ذلك بسنة فحج كثير من المشركين فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون حجه إيش ؟ نعم خالصاً للمؤمنين ولذلك في ذلك العام عام تسع أذن المؤذن يعني أعلن المعلن أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، والصواب : أن الحج واجب على الفور من حين أن تتم شروط الوجوب وقد عرفتم بطلان استدلالهم بالآية : (( وأتموا الحجة والعمرة لله )) وعرفتم بطلان استدلالهم بتأخير النبي صلى الله عليه وسلم الحج عن السنة التاسعة ، أما قولهم إن الحج لا يجب في العمر إلا مرة فالعمر كله وقته فيجوز في أوله وآخره فيقال : من الذي يضمن أن تبقى قدرة الإنسان على الحج أليس يمكن أن يمرض ؟ ويمكن أن يسلب المال ؟ ويمكن أن تكون الطريق مخوفة ويمكن أن يموت كل هذا ممكن فكيف يؤخر ما أوجب الله عليه بعد أن أنعم الله عليه بتوفر شروطه فالصواب إذن أنه واجب على الفور فإذا قال قائل : عرفنا أنه ركن من أركان الإسلام لكن ما هي الحكمة وما هو الذي يفيد القلب من هذا الحج ؟ قلنا الحكمة تعظيم الله عز وجل بتعظيم أعظم بيت في الأرض وهو الكعبة كما قال عز وجل : (( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مبارك وهدى للعالمين )) وتعظيم الأماكن من تعظيم الساكن ومعلوم أن الله فوق كل شيء ، لكن على حد قول الشاعر : أمر على الديار ديار ليلى ، وضمير أمر يعود على مجنون ليلى يقول :
أمر على الديار ديار ليلى *** أقبل ذا الجدار وذا الجدار
مجنون يمشي على الجدرا ويقبله والجدار الثاني يقبله والثالث والرابع
أقبل ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفن قلبي *** ولكن حب من سكن الديار
المهم أن في الوفود إلى بيت الله عز وجل تعظيم لله تعالى لا يخفى وبالنسبة لنا اتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتأسٍ به ونعم الأسوة صلوات الله وسلامه عليه ولهذا لما قبل عمر الحجر قال : " والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك " لله در عمر حتى لا يقع في قلب أحد من الناس تعظيم الأحجار وتعظيم الآثار كما ابتليت به الأمة في الوقت الحاضر إلا من عصم الله ، ومعلوم أنه لولا أن الله شرع لنا أن نتعبد له بهذه العبادة وأن نتأسى برسوله صلى الله عليه وسلم فيها ما ذهبنا إليه وإلا فقد يقول قائل : ما الفائدة أن تأخذ سبع حصيات وترميها في مكان معين ؟ الفائدة التعبد لله قبل كل شيء والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله ) هذا هو الحكمة ولذلك تجد الناس إذا أتوا هذه المشاعر العظيمة بإخلاص لله وتأسٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم يزداد إيمانهم واسأل الناس من قبل تجد طعماً لذيذاً للحج ، في الوقت الحاضر الحج جهاد وتبين صدق الحديث وهو المتبين من قبل : ( عليهن جهاد لا قتال فيه ) الآن الذين مثلاً يطوفون تجد الواحد قلبه مشغول بإيش ؟ بالحياة أو الموت هل يخرج سالم أو لا فيفقد الطمأنينة والخشوع الذي كان من قبل ولكن يجب أن يوطن الإنسان نفسه على أنه في عبادة وأن هذه المشقة التي في العبادة ما هي إلا رفعة لدرجاته وتكفير لسيئاته والأجر على قدر المشقة وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة : ( أجرك على قدر نصبك ) كذلك في رمي الجمرات ، رامي الجمرات هو بين الحياة والموت وبين الأذية والتأذي لكن ماذا يصنع ؟ لولا أنه يعتقد أن هذا عبادة لله عز وجل واتباع لرسول الله ما فعله ، لكن في الأول يعني أنا أدركت البقية تجد الناس في طمأنينة يعني أدركنا الناس يروحون الجمرات أما في المطاف فالمطاف أقل من هذا في الأول ومع ذلك لا يمتلئ وتقدر تقبل الحجر الأسود في كل شوط في أيام الحج في الموسم ، في الجمرات تجد الناس قليلين يعني قليلين جداً نحن ننزل عند مسجد الخيف في خيمتنا وتجد الخيمة الثانية بعيدة عنا والثالثة بعيدة وفي نفس منى أكوام من الحطب لأن ما في كهرباء حطب أكوام كأنك في أسواق الحطب ونحن عند مسجد الخيف نشاهد الناس يرمون الجمرات ما في بناء ولا سيارات ولا زحام ولا شيء يذهب الإنسان بطمأنينة وهدوء وتكبير وتلبية قبل جمرة العقبة ويجد يعني سبحان الله طعماً لذيذاً للحج لكن كما قلت لكم إن تعب الناس اليوم مع الإحتساب يزدادون به أجراً لأنه كلما كانت المشقة في العبادة على وجه لا يمكن دفعها شوف انتبه للقيد على وجه لا يمكن دفعها صار الأجر أكبر أما إذا كان يمكن دفعها لا مثل ما يفعل بعض الناس مثلاً يكون الجو بارداً والماء بارداً قال يا فلان سخن الماء قال لا من الرباط اسباغ الوضوء في السبغات يقول خله يصير بارد ، الله أكبر الله يقول : (( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم )) وإذا أنعم الله عليك فتمتع بنعمه نعم الشيء الذي لا بد منه يعني يأتي بغير قصد هذا يؤجر الإنسان عليه أما أن يتقصد العذاب فلا ، طيب ، أيضاً من حكم الحج أنه جامع بين بين العبادة البدنية مع مشقتها والعبادة المالية أحياناً ... لأن الذين يحجون من مكة لا يتكلفون مالاً ليس عليهم هدي ويأكلون الطعام العادي يأكلونه في مكة وفي المشاعر ما في كلفة يعني ما في زيادة لكن نفس المشقة البدنية والتعب القلبي لا شك أن هذا فيه امتحان للعبد لأن الله عز وجل يمتحن العبد بمثل هذه المشقات إذا كان صادقاً في إيمانه وإخلاصه ومحبته لملاقاة ربه على وجه يرضيه يتحمل ويتحمل والعكس بالعكس ، فلتمام الإمتحان جعل الله العبادات الخمس مختلفة بدنية محضة ومالية محضة ومركبة منهما أحياناً ، ثم العبادة إما فعل وإما ترك ، الصوم ترك المحبوب ، الزكاة بذل المحبوب كل هذا ليبتلي الله العبد هل يعبد هواه ولا يعبد مولاه ؟ على حسب ما يصدر منه .
ومن منافع الحج أن الناس يتعارفون ويتآلفون وإن كان هذا مع الأسف بالنسبة لوقتنا الحاضر قليل جداً وإلا لو استُغل هذا المجتمع وهذا الجمع بما ينفع المسلمين لكان لهذا أثر عظيم لكن المشكلة الآن المسلمون لغاتهم مختلفة ولا لا ؟ تعجز أن تعبر بما في نفسك لواحد لا يعرف لغتك ما تستطيع ، وكيف ترسل معلوماتك إلى هذا يمكن أن يقال يرسله بالمترجم ، المترجم إذا كان ... ماذا نفعل ؟ مشكل أحدثكم عن نفسي أننا نتكلم في مسجد المطار في جدة نتكلم كلام يعني غالبه في التوحيد وأركان الإسلام وجاءني هذا الرجل قال كلامك طيب ولا أحب أن أقول من أي جهة هو لكن هو من أفريقيا بس ما نقدر نقول شيء قال كلامك هذا طيب وزين أتأذن لي أن أترجمه ؟ أنا شفت هيئته هيئة إنسان يعني محترم قلت طيب لا بأس فجعل أتكلم وهو يترجم مرينا ما شاء الله فدخل رجل آخر من الشارع من خارج المسجد قال : وش هذا المترجم عندك ؟ قلت هذا جزاه الله خير تبرع ، قال : لا إنه يترجم ضد كلامك أنت تقول توحيد وهو يقول شرك سبحان الله ! من نصدق عاد الآن نصدق الأول ولا الثاني فقلت إذاً خلاص بطلنا الذي يعرف العربية فالحمد لله والذي لا يعرفها هو الذي جنى على نفسه فتركنا الترجمة فأقول يعني إن هذا المجتمع العظيم لو كان الناس لهم مترجمون يتصلون بهؤلاء الأجانب ولاسيما الكبراء كالعلماء لكان خير كثير ، أيضاً يمنع هذه المنفعة العظيمة أن من الناس من هو متعصب لمذهبه سواء فيما يتعلق بالتوحيد أو فيما يتعلق بالأعمال تجده متعصباً جداً لمذهبه ، ما يقبل ، وهذه مشكلة بعد ، يعاني منها الناس الدعاة ، يقابل هذا أن من الدعاة من هو صلب جداً جداً ولا يبالي أن يقول : هذا كافر أتركه في نار جهنم أو ... ومن الناس من هو لين لكن ليس عنده علم يُغلب ، فمشكلة ، في مرة من المرات ولا بأس أن نذكر ما نشنف به آذانكم في مرة من المرات جاءنا فريقان وهم أيضاً من الغرب جاءنا فريقان يكفر بعضهم بعضاً وأتوا إلى المدير مدير رجال التوعية وكلمهم وجابهم أيش عندكم ، قال كل واحد يكفر الثاني ويلعنه والعياذ بالله لماذا ؟ واحد منهم إذا قام في الصلاة يرسل يديه طائفة ترسل يديها والثانية لا ترسل تمسك قال هذا كافر لماذا ؟ قال إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رغب عن سنتي فليس مني ) وهؤلاء رغبوا عن سنة الرسول والآخرون قالوا مثلهم ، مشكلة ، الجهل لكن الحمد لله يعني بعد البحث والمناقشة وقلنا هذه مسألة يسيرة لا توجب التكفير حتى لو تركها الإنسان عمداً ، المهم قصدي بهذا أن الناس متعصبون ، التعصب هذا مشكل وإلا لكان الحج مؤتمر عظيم للمسلمين قال الله تعالى : (( ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام )) لكن الحمد لله أنتم وأمثالكم فيكم بركة ممكن تدعون الناس في الحج من قدّر له أن يحج بالتي هي أحسن وباللين وباللطف تكسبون بذلك الأجر لأنفسكم والأجر لهؤلاء المساكين الذين ليس عندهم من يرشدهم ويحصل في هذا خير كثير والحمد لله ، نعم