فوائد حديث : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) مع الشرح . حفظ
الشيخ : هذان الأثران يدلان على وجوب العمرة، حديث ابن عمر وحديث ابن عباس، وهو كذلك، والصواب أن العمرة واجبة، لكن ليس كوجوب الحج، لأن الحج ركن من أركان الإسلام، والعمرة ليست ركناً من أركانه، إلا أنها واجبة على القادر عليها، ويأثم من لم يعتمر.
والعمرة مكونة من إحرام وطواف وسعي وحلق، أربعة أشياء، والحج أوسع من هذا.
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ) ليس دليلاً على إكثار العمرة، بل دليل على أن الإنسان متى اعتمر فما بين عمرته هذه الأخيرة والتي قبلها كفارة.
وأما كثرة العمرة يعني الإكثار منها فموضع خلاف بين العلماء، ولكنهم متفقون على أنه لا يسن فعل ما يفعله العوام الآن، يعتمرون في الأسبوع سبع مرات، كل يوم لهم عمرة، والشيء المطلق من الألفاظ يحمل على المقيد بالأفعال، فهل كان الصحابة يترددون على مكة ليكفر عنهم؟ لا، ولهذا كره الأئمة أن يعتمر في السنة أكثر من مرة، في السنة كلها أكثر من مرة، وقال شيخ الإسلام رحمه الله : " إن الموالاة بينها والإكثار منها مكروه باتفاق السلف "، وكلام شيخ الإسلام مقبول لأنه رحمه الله كثير الاطلاع على كلام السلف وحريص على اتباعهم.
والمهم أن المطلق من القول يقيده الفعل، فما علمنا أن الرسول كرر العمرة، ولا أصحابه، وأعلى ما بلغنا من ذلك حديث عائشة وهو في قضية معينة.
قوله : ( الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة ) سبق شرحه، أليس كذلك؟ سبق معنا المبرور.