فوائد حديث : ( ... ثمامة بن عبد الله عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم سلم ثلاثًا وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا ) حفظ
الشيخ : " كان "في هذا الحديث لا تفيد الاستمرار والدوام، بل هي لا تفيده مطلقا، وقد مر علينا أن كان ليست للاستمرار، بل هي للاتصاف بالصفة، ولهذا تجد في الحديث : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة بسبح والغاشية )، ( وكان يقرأ بالجمعة والمنافقين )، لو قلنا " كان " للاستمرار حصل بذلك إيش ؟ تعارض، لكنها لا تفيد الاستمرار، إنما قد تفيد الاستمرار بقرينة خارجية.
( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم سلم ثلاثا ) من المعلوم أنه لن يكرر السلام لكن الحد الأقصى لسلامه ثلاث مرات، يعني يسلم، إذا لم يسمع المسلم عليه أعاد، إذا لم يسمع أعاد حتى يسمع.
أيضا الاستئذان يستأذن ثلاثا يعني إذا جاء إلى بيت الشخص استأذن مرة، إن لم يؤذن له أعاد ثانية وثالثة كما يأتي في الحديث الذي بعده.
إذا تكلم أيضا أعادها ثلاثا يعني كل ما تكلم يعيدها ثلاثا ؟ لا، لكن إذا لم تُفهم عنه أعادها ثلاثا، وبعد الثلاث هل يعيدها ؟ لا، لأنه إذا تكلم ثلاث مرات ولم يفهمها المخاطب دل على أحد أمرين : إما بلادة لا منتهى لها أو لا بلادة فوقها، وإما غفلة فليس أهلا لأن يُكرر.
وهذا أيضا في غير مقام التعليم، أما في مقام التعليم فالظاهر أن الإنسان له أن يعلم ويكررّ حتى يفهم عنه، لكن في الكلام السائر هذا لا يزيد على ثلاث.