الشيخ : هذا أيضا فيه دليل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يزور شهداء أحد وهو كذلك ، وهذه الصلاة التي صلاها عليهم صلاة الميت ، ليست هي الصلاة التي تشرع عند موت الإنسان ، فإن الشهداء لا يصلى عليهم ولكن هذه قال ابن القيم رحمه الله : " إن هذه صلاة توديع " ، توديع لهم ، يعني صلى عليهم صلاة الجنازة ، كالمودع لهم عليه الصلاة والسلام ، وفي هذا دليل على أن حوضه الآن موجود ، لقوله : ( إني والله لأنظر إلى حوضي الآن ) ، وقد كشفه الله له حتى شاهده صلى الله عليه وسلم
وفيه أن الله تعالى أعطاه مفاتيح الأرض أو مفاتيح خزائنها ، ولن يدرك النبي عليه الصلاة والسلام منها شيئا كثيرا ، لكن أدرك ذلك خلفاؤه من بعده
وفيه أيضا أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يخف على أصحابه أن يشركوا بعده ، وذلك لما وقر في قلوبهم من الإيمان ولا يرد على هذا أصحاب الردة الذين ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن يخاطبهم حين ذاك ، وأهل الردة الذين ارتدوا لم يكن الإيمان وقر في قلوبهم فارتدوا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم .