فائدة : أقوال العلماء في ورود جهنم حفظ
الشيخ : وقد اختلف العلماء في الورود المذكور في هذه الآية، فمنهم من قال إنه العبور على الصراط، ومنهم من قال إن المراد به أنهم يردونها فعلاً ويقعون فيها ولكن لا يعذبون فيها كما يعذب الكفار بل هي نار خاصة، والأصح أن المراد به العبور على الصراط لكن ظاهر هذا الحديث يرجح القول الثاني أنهها تمسه فعلاً مباشرة.
أما الحديث الذي بعده ففيه قوله صلى الله عليه وسلم : ( لو أقسم على الله لأبره ) يعني أنه عند الله له منزلة لكنه عند الخلق لا منزلة له ضعيف متضعف هو بنفسه يرى نفسه ضعيفاً وهو عند الناس ضعيف كما جاء في الحديث الآخر : ( رب أشعث أغبر مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ). أما أهل النار فإنهم العتاة كل جواظ عتل مستكبر والعياذ بالله، عاتي غليظ الطبع، كالعتلة وهي آلة يحفر بها من الحديد صلبة، والاستكبار : المستعلي على الخلق، فأهل الجنة تجدهم دائماً متطامنين متضعفين لا يستكبرون ولا يرفعون رؤوسهم، وأهل النار بالعكس نسأل الله العافية.
السائل : متضعف هو يطلب الضعف بالتواضع ولو كان معه ... يعني ما هو ضعيف ويطلب الضعف؟
الشيخ : كل واحد، يعني هو نفسه ضعيف عند الناس ليس له وزن ولا قيمة، وهو بنفسه أيضاً لا يحب أن يرفع نفسه ويظهر ويشتهر.
السائل : وعند الناس هذا متضعف
الشيخ : هو متضعف يعني لا يطلب القوة والعلو، وهو عند الناس أيضاً ضعيف يرونه ضعيفاً، لأنه قد يراه الناس ضعيفاً لكن هو يحب أن يظهر يحب الظهور لكن هو لا يحب الظهور وهو عند الناس أيضا غير ظاهر.