فائدة : قول شيخ الإسلام بتحريم النذر . حفظ
الشيخ : ولهذا مال شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن النذر حرام، وهو قول قوي وجيه، هذا من جهة الدليل.
من جهة التعليل أن الإنسان يلزمه نفسه بشيء هو في عافية منه، والإنسان لا ينبغي له أن يلزم نفسه بما لم يلزمه الله به، بل يحمد الله على العافية، فإذا ألزم نفسه بشيء لم يلزمه الله به كان في هذا شيء من الجناية على النفس، ويدلك لهذا أن الذين ينذرون يندمون ندماً عظيماً، وأحياناً لا يقومون بما نذورا، وحينئذٍ يخشى عليهم من العقوبة العظيمة وهي المذكورة في قوله تعالى : (( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين )) هؤلاء نذروا بأن الله إن آتاهم من فضله تصدقوا وصلحوا، (( فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون )) فكانت العقوبة قال تعالى : (( فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون )) فما أكثر الذين يندمون على ما فعلوا من النذر ثم يتهاونون ولا يوفون فيخشى عليهم أن تحل بهم هذه العقوبة أن يعقبهم الله نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه، ولهذا أرى من الواجب عليكم أنتم طلبة العلم أن تبينوا كثيرا للناس بأن النذر أقل أحواله الكراهة وأنه يؤدي إلى الندم، وهذا واقع كثيراً.