إذا نشأت الفتاة في بيت فاسد فالوالدان لا يصليان وتعرفت على شاب مستقيم فتقدم لخطبتها فرفضه الوالدان فذهب الشاب والفتاة إلى المأذون الشرعي وزوجهما مع وجود شاهدين فهل يصح هذا النكاح ؟ حفظ
السائل : فتاة نشأت في أسرة مسلمة بالاسم وأفعالهم تُخالف الإسلام فالأم متبرّجة ولا تصلي والأب كذلك لا يصلي والأخ يأتي بأصدقائه الغرباء ويحاول إجبار أخته على الجلوس معهم وتقديم المشروبات لهم وهم يلعبون الميسر إلى غير ذلك.
الشيخ : نعوذ بالله.
السائل : فإذا ما عرفت هذه الفتاة شاباً صالحاً تحجبت واستقامت وطلبت منه أن ينقذها من هذه البيئة الفاسدة وتقدّم لطلبها وزواجها وهو كفء لها فرفضوا رفضاً تاماً فعرض موضوعه هذا على المأذون الشرعي فوافق على عقد قرانه عليها وفعلاً عقد له عليها بدون علم أهلها وشهد على ذلك صديقان للشاب بعد أن سمعا منه ومن الفتاة بأحوال أهلها وطبيعتهم ورفضهم الزواج وتم الزواج رغماً عن أهلها ومضت سِنون وتغيرت الأحوال وأصيبت أمها بأمراض فأشفقت الفتاة وزوجها على الأم والأسرة وتبدل الكره حباً وعصيان الأسرة إلى طاعة وبدؤوا يصلحون أنفسهم ويرجعون إلى الله فما حكم الشرع في هذه الزيجة وهل على الشاهدين إثم في ذلك؟
الشيخ : هذا الزواج الذي عقد بواسطة المأذون الشرعي يظهر لي أن المأذون الشرعي لن يقدم على العقد إلا وقد استوفى شروطه الشرعية وعلى هذا فلا أستطيع أن أقول إن هذا العقد فاسد ولكن على سبيل العموم إذا قُدّر أن الأولياء الذين هم أوْلى الناس بتزويج المرأة ليسوا أهلاً للولاية فإن الولاية تنتقل إلى من بعدهم من العصبات فإذا قدّر أن أب الزوجة أو بالأصح أب المرأة لا يصلي لا في المسجد ولا في بيته فإن الولاية تنتقل إلى إخوتها الأشقاء أو لأب فإن لم يكن لها إخوة انتقلت إلى أعمامها فإن لم يكن لها أعمام فإلى أبناء عمها وهكذا على ترتيب العصبات كما هو معروف عند أهل العلم.
أما في هذه المسألة الخاصة التي سأل عنها هذا الأخ فإني لا أستطيع الإفتاء فيها بشيء لأنها جرت على يد شخص معتبر شرعاً وحكماً، ولكني في ختام جوابي هذا أهنئ أهل هذه المرأة الذين منً الله عليهم بالرجوع إلى الإسلام والتوبة من الآثام وأسال الله تعالى أن يثبتنا جميعاً بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة وأن يهب لنا منه رحمته إنه هو الوهاب. نعم.
السائل : نعم، بارك الله فيكم.
هذا السؤال من المستمع فتح الله أبو العينين مصري من محافظة الغربية.