علمت أن للقرآن عدة قراءات فما هي أفضل هذه القراءات.. ثم ما حكم القراءة في المصحف دون أحكام التجويد ؟ حفظ
السائل : لقد أنزل الله القرآن على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم باللغة العربية، ولكن علمت أن لهذا القرآن عدة قراءات، فما هي أفضل هذه القراءات؟ ثم ما حكم القراءة في المصحف بدون أن يمد الكلمة التي فوقها مد أو يغن أو يقلقل ما ينبغي قلقلته، أفيدونا بذلك بارك الله فيكم؟
الشيخ : الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الأمر كما ذكر السائل وهو أن هذا القرآن الكريم نزل باللغة العربية كما قال الله تعالى: (( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ))، وقال تعالى: (( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا ))، وقال تعالى: (( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ))، ولا شك أيضا أن في القرآن قراءات متعددة، والقراءات المشهورة هي السبع، والسنة لمن كان عالما بها أن يقرأ بهذه مرة وبهذه مرة، لأن القراءات السبع كلها متواترة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا كانت كلها ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم كان المشروع أن يقرأ بهذه تارة وبهذه تارة، كما نقول في العبادات الواردة على وجوه متنوعة إنه ينبغي أن يفعلها على كل وجه وردت، فيفعل هذا الوجه مرة وهذا الوجه مرة، ليكون قد أتى بالسنة كلها، ولكن هذا لمن كان عالما بالقراءات، لا لمن كان متخرصا يظن أن في هذه الآية قراءة وليس فيها، فإن هذا لا يجوز، بل من لم يكن عالما بالقراءات فليقتصر على ما كان في مصاحفه التي بين يديه. وقوله: هل يجوز لمن قرأ في المصحف أن يدع المد أو الغنة أو القلقلة أو ما أشبه ذلك؟ فالصواب في هذه المسألة عندي أنه يجوز له ذلك، وأن القراءة بالتجويد على حسب القواعد المعروفة إنما هي على سبيل الاستحباب والأكمل، وأما الواجب فإنه إقامة الحروف فقط بحيث لا يسقط حرفا أو يزيد حرفا، وأما أوصاف الحروف من مد وغنة وقلقلة وما أشبه ذلك فإنه من باب الاستحباب وليس من باب الوجوب على ما أراه في هذه المسألة.
السائل : شكر الله لكم.