هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة لكل عام أم أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى من ليال العشر للعام الآخر، نرجو توضيح هذه المسألة بالأدلة ؟ حفظ
السائل : هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة من كل عام أم أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى من ليال العشر من العام الآخر، نرجو توضيح هذه المسألة بالأدلة ؟
الشيخ : نعم ليلة القدر لا شك أنها في رمضان لقول الله تعالى : (( إنا إنزلناه في ليلة القدر )) وبين الله تعالى في آية أخرى أن الله أنزل القرآن في رمضان ، فقال عز وجل : (( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن )) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأول من رمضان يطلب ليلة القدر ثم اعتكف العشر الأوسط ثم رآها صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من رمضان ، ثم تواطأت رؤيا عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنها في السبع الأواخر من رمضان فقال : (( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر من رمضان فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر )) وهذا أقل ما قيل فيها أي في حصرها في زمن معين ، أقول هذا أقل ما قيل فيها أي في حصرها في زمن معين ، وإذا تأملنا الأدلة الواردة في ليلة القدر تبين لنا أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى ، وأنها لا تكون في ليلة معينة كل عام ، فالنبي عليه الصلاة والسلام رأى ليلة القدر أو أري ليلة القدر في المنام وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين ، وكانت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( التمسوها في ليالٍ متعددة من العشر ) وهذا يدل على أنها لا تنحصر في ليلة معينة ، وبهذا تجتمع الأدلة ، ويكون الإنسان في كل ليلة من ليالي العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر.
وثبوت أجر ليلة القدر حاصل لمن قام بها إيماناً واحتساباً سواء علم بها أم لم يعلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ولم يقل إذا علم أنه قامها ، فلا يشترط في حصول ثواب ليلة القدر أن يكون العامل عالماً بها بعينها ، ولكن من قام العشر الأواخر من رمضان كلها فإننا نجزم بأنه قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً سؤاء في أول العشر أو في وسطها أو في آخرها .