كنت أعمل بمزرعة وعندما جاء رمضان قال لي صاحبها أنت مخير بين أمرين إما أن تفطر وتستمر في عملك وإما أن تترك العمل إذا لم تفطر ولذالك أفطرت عشرة أيام من رمضان، ما حكم الشرع في نظركم في هذه الأيام التي أفطرتها وهل يصح لي أن أقضيها ؟ حفظ
السائل : كنت أعمل بمزرعة وعندما جاء رمضان قال لي صاحبها أنت مخير بين أمرين : إما أن تفطر وتستمر في عملك ، وإما أن تترك العمل إذا لم تفطر ، ولذلك أفطرت عشرة أيام من رمضان ، ما حكم الشرع في نظركم في هذا وهل يصح لي أن أعيد هذه الأيام ؟
الشيخ : لا يجوز للإنسان أن يدع فرائض الله من أجل تهديد عباد الله بل الواجب على الإنسان أن يقوم بالفرائض ، ومن يتقي الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، أرأيت إن قال لك لا تصلي فإن صليت فلا تعمل عندي ، هل تطيعه في ذلك ؟ لا شك أنك لا تطيعه ، وهكذا جميع الفرائض التي فرض الله عليك لا يحل لك أن تدعها بتهديد غيرك بمنع العمل إذا قمت بها .
ونقول مرة ثانية لهذا الذي استأجر هذا العامل : إن الذي يليق بك وأنت رجل مسلم أن تعينه على طاعة الله من الصلاة والصيام وغيرها من العبادات التي يقوم بها هذا العامل مع وفائه بالعقد الذي بينك وبينه ، فإنك إذا فعلت ذلك فقد أعنته على البر والتقوى ، والمعين على البر والتقوى كالفاعل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من جهز غازياً فقد غزا ، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا ) .
فأنت يا أخي اتقي الله تعالى في هؤلاء العمال ولا تحرمهم فضل الله عز وجل الذي لا يمنع العمل ولا ينقصه بل إن هذا قد يكون سباباً لبركة العمل ، ونضيف إلى هذا أنه كثرت الشكاوى من العمال في مكفوليهم حيث إن بعض الكفلاء نسأل الله لنا ولهم الهداية يؤذون المكفول ويماطلونه في حقه ، ربما يبقى شهرين أو ثلاثة أو أربعة لم يسلمه حقه ، بل ربما ينكر ذلك أحياناً ، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال : ( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه حقه ) .
ثم ليتقي الله في هؤلاء الفقراء المساكين الذين جاؤوا يريدون لقمة العيش في هذه البلاد فيماطلهم بحقهم شهرين ثلاثة أربعة أكثر من ذلك وهم في حاجة وأهلوهم قد يكونون في ضرورة .