اعتاد بعض الناس بعد كل فريضة أو نافلة أن يسلموا على من بجانبهم يمينا أو يسارا وكذلك بعد الفريضة على الإمام ، وهناك عادة أخرى سمعت أنها ليست بواجبة وهي رفع اليدين بعد النافلة للدعاء أرجو الإفادة حول هذا ؟ حفظ
السائل : اعتاد بعض الناس بعد كل فريضة كانت أو نافلة أن يسلّم على من بجانبه اليمين أو اليسار وكذلك بعد الفريضة على الإمام وهناك عادة أخرى سمعت أنها ليست بواجبة وهي رفع اليدين بعد النافلة للدعاء أرجو الإفادة حول هذا؟
الشيخ : أما الأول وهو السلام بعد الصلاة فهذا إن وقع مباشرة كما يفعله بعض الناس من حين أن يسلّم يُصافح من على يمينه وعن يساره وربما يضيف إلى ذلك أن يقول "تقبل الله" أو ما أشبه هذا فإن هذا العمل لا أصل له ولم يكن من هدي السلف الصالح وخير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين.
وأما إذا وقع بعد النافلة وسلّم الإنسان على من على يمينه أو عن شماله لا لقصد أن هذا أمر مستحب أو أنه أمر مشروع فأرجو أن لا يكون فيه بأس لأن فيه مصلحة وهو تأليف القلوب وربما يحتاج إلى السؤال عن حاله.
وأما الدعاء بعد الصلاة النافلة والفريضة فليس له أصل عن النبي عليه الصلاة والسلام فإن الله تعالى قال: (( فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ )) ولم يقل: فادعوا الله والدعاء إنما يكون قبل السلام هكذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إليه فقال حين ذكر التشهد ( ثم ليتخيّر من الدعاء ما شاء ) .
وكما أن هذا هو مقتضى ما أرشد إليه النبي عليه الصلاة والسلام فهو أيضا القياس والنظر الصحيح لأن كوْن الإنسان يدعو قبل أن يسلّم أوْلى من كوْنه يدعو بعد أن يسلّم لأنه قبل أن يسلّم يناجي الله عز وجل لأنه في صلاة وإذا سلّم انقطعت المناجاة الخاصة بالصلاة وحينئذ نقول: إذا كنت تريد أن تدعو الله فادع الله سبحانه وتعالى بعد التشهد وقبل أن تسلّم ولو طوّلت إطالة كثيرة مادمت لست إماما ولا مأموما فلك أن تُطيل ما شئت، لو تبقى نصف ساعة أو أكثر وأنت تدعوا قبل أن تسلّم فلا حرج عليك أما إذا كنت إماما فلا ينبغي أن تُطيل في الناس أكثر مما كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل وإذا كنت مأموما فلا بد أن تكون تابعا لإمامك متى سلّم وقد أتيت بما يجب عليك من التشهد فسلّم معه. نعم.