ما حكم الشرع فيمن يقرؤون القرآن على الميت في بيته ويأكلون الطعام ويقولون هذه صدقة ؟ حفظ
السائل : ما حكم الشرع في نظركم في هؤلاء الناس الذين يقرؤون القرآن على الميت في بيته يأكلون الطعام ويقولون : هذه صدقة أرجو بهذا إفادة ؟
الشيخ : أقول إن حبس الميت في بيته بعد تجهيزه خلاف السنة ، والسنة أن يبادر أهل الميت بدفن لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أسرعوا بالجنازة فإن تكن صالحة فخير تقدمونها إليه ، وإن تكن سوى ذلك فشر تضعونها عن رقابكم ) .
فلا ينبغي أن يحبس الميت في بيته ثم إن حبسه في بيته إذا انضم إلى ذلك أن يقرأ عليه كان هذا أشد وأشد ، لأن القراءة على الميت بعد موته من البدع ، فهاهم الصحابة رضي الله عنهم ما كانوا يقرؤون على موتاهم بعد موتهم ، فإنما كانوا يجهزونهم ويصلون عليهم ويدفنونهم حتى إن امرأة كانت تقم المسجد ماتت في الليل فجهزوها في الليل وصلوا عليها ودفنوها ، فلما سأل عنها النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه أنها ماتت ليلا وأنهم كرهوا أن يخبروه بذلك ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( دلوني على قبرها ) فدلوه ، فلما وصل إلى القبر صلى عليها عليه الصلاة والسلام ، ولم يقرأ عليها ولم يدع عليها دعاء جماعيا بل صلى عليها صلاة الجنازة وانصرف هذا هو السنة.
وإنني أدعو إخواني المسلمين ، أدعو كل من سمع كلامي هذا أن لا يعملوا بما هم عليه الآن حتى يعرضوه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وطريقة الصحابة من الخلفاء الراشدين وغيرهم ، لأن هذا هو الذي أمرنا به قال الله تعالى : (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ) .
فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المتمسكين بسنته القائمين بشريعته وأن يتجاوز عنا ويعفو عنا إنه جواد كريم .
السائل : شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وعظم الله مثوبتكم على ما بينتم لنا.