ما حكم ما يعتقده بعض الناس في الأولياء من النفع و الضر و كشف الكربات و قضاء الحاجات من أصحاب القبور ؟ حفظ
السائل : ما يعتقده بعض الناس في الأولياء من النفع والضر وكشف الكربات وقضاء الحاجات سواء الأحياء أو أصحاب القبور ؟
الشيخ : هذا الاعتقاد باطل لأن الذي بيده النفع والضر وكشف الكربات هو الله عز وجل ، وليس الأولياء ، فالأولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فضلا عن غيرهم ، سواء كانوا أحياء أم أمواتا ، وإنما الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء هو الله عز وجل ، وإذا كان الأنبياء وهم سادات الأولياء وفوق مرتبة الأولياء ، إذا كانوا لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فما بالك بغيرهم .
قال الله تعالى عن نوح : (( وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ )) وقال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم : (( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ )) وقال له : (( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا )) وقال تعالى : (( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )) .
فالأولياء لا يملكون لأحد شيئا لا نفعا ولا ضرا سواء كانوا أحياء أم أمواتا ، فلا يملكون أن يهدوا ضالا ، ولا أن يغنوا فقيرا ، ولا أن يشفوا مريضا ، وإنما ذلك إلى الله عز وجل ، هم بأنفسهم إذا أصابهم الضرر لا يملكون دفعه ولا يملكون رفعه بل هم عاجزون عن ذلك ، فكيف يملكون لغيرهم ذلك؟!
السائل : بارك الله فيكم.