هل تجوز الغيبة بدون ذكر الاسم أو التعريف بشخص لم يعرف إلا بذكر صفاته الخلقية ؟ حفظ
السائل : هل تجوز الغيبة بدون ذكر الاسم أو التعريف بشخص لم يعرف إلا بذكر صفاته الخلقية ؟
الشيخ : الغيبة التي يعبر بها عن شخص مجهول مثل أن يقول : من الناس من يقول كذا من الناس من يفعل كذا ، لا بأس بها بشرط ألا يفهم السامع بأنه فلان ، فإن فهم السامع أنه فلان فلا فائدة من الإتيان بصفة عامة .
ولهذا كان من هدي الرسول عليه الصلاة والسلام إذا أراد إنكار شيء على قوم قال : ( ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ) فإذا قلت : بعض الناس يقول كذا أو يفعل كذا أو ما أشبه ذلك فلا بأس .
أما إذا قلت : قال فلان كذا وفعل فلان كذا مما يعاب عليه فهذه غيبة .
وأما وصف الإنسان بأوصافه الخلقية كالأعور والأعرج والأعمش وما أشبهها ، فإن كان لا يهتم بذلك ولا يغضب بذلك ولا يكره ذلك فلا بأس ، وهذا هو الغالب في الألقاب التي لا يعرف الإنسان إلا بها ، فإنه لا بأس أن يلقب ، ولهذا تجد في كلام العلماء : الأعمش والأعرج وما أشبهه ، فإذا أريد بذلك تعيين المسمى دون القدح فيه فلا حرج في هذا ، إلا إذا علمنا علما خاصا بأنه يكره أن يلقب بهذا فإننا لا نلقبه به لعموم قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ).
والخلاصة : أنه إذا جاء ذكر الإنسان على وجه لا يعرف به ، ولكن ذكرت أخلاقه التي يتخلق بها من غير أن تشير إليه بالتعيين ، فلا بأس بذلك ، لتنفير الأمة عن هذه الأخلاق .
وأما إذا كان عن أشياء خلقية فهذه إن كان لا يعرف إلا بها فلا بأس ما لم نعلم علما خاصا أنه يكره ذلك ، وإن كان لا يكره ذلك ويعرف بدونها فلا بأس أيضا ، لأن العلماء يستعملون هذا كثيرا.