صليت بالناس في صلاة العشاء و في الركعة الأخيرة و بعد الرفع من الركوع دعوت الله تعالى أن يسقينا الغيث و في آخر الدعاء قلت و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم و بعد الصلاة انتقدني أحد المصلين بقوله أنا لا أسيد الرسول صلى الله عليه و سلم في الصلاة و يجب أن تقول و صلى الله على نبينا محمد فقط واستدل بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم لا تسيدوا في الصلاة فما قولكم في هذا ؟ حفظ
السائل : أمّيت الناس في صلاة العشاء وفي الركعة الأخيرة وبعد الرفع من الركوع دعوت الله سبحانه أن يسقينا الغيث ، وفي آخر الدعاء قلت : وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ولما انتهينا من الصلاة انتقدني أحد المصلين بقوله : أنا لا أسيد الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة ، ويجب أن تقول : وصلى الله على نبينا محمد فقط ، واستدل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا تسيدوا في الصلاة ) فما قولكم في هذا ؟
الشيخ : أولا نقول : إن قنوتك للاستسقاء غير مشروع لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، إنما ورد الاستسقاء عنه إما في خطبة الجمعة أو في خطبة صلاة الاستسقاء ، أو في وقت غير مقيد بعمل ، وأما القنوت لذلك فليس مشروعا .
ثانيا : قول القائل : اللهم صل على سيدنا محمد ، لا حرج فيه ولا بأس به ، وأما الحديث الذي ذكر فيه النهي عن التسويد في الصلاة فحديث باطل لا أصل له ، ولكن ينبغي مع ذلك ألا يذكر الإنسان كلمة : سيدنا ، في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا حيث وردت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، والوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه لا يذكر كلمة سيدنا ، بل لما قالوا : يا رسول الله! علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك ؟. فقال : ( قولوا : اللهم! صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) .
وهذا لا يعني أن الذي لم يذكر : سيدنا ، قد تنقص من حق الرسول عليه الصلاة والسلام ، بل إن الذي لم يذكرها في الموضع الذي لم ترد فيه أعظم إجلالا ممن يذكرها في موضع لم ترد فيه ، لأن الذي لم يذكرها في الموضع الذي لم ترد فيه أشد اتباعا للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ممن ذكرها في موضع لم تذكر فيه ، وعلى هذا فيكون هذا الذي حذفها في موضع لم تذكر فيه هو الذي جعل محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم سيدا حقا بحيث لا نتجاوز ما أرشدنا إليه ، ولا نتعدى ما شرعه لنا .
ولا يفهمن فاهم من قولنا هذا أننا لا نعتقد أن محمدا سيدنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بل هو سيدنا بل وسيد ولد آدم كما ثبت عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، ولكن كلما عظمت السيادة في قلب المؤمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم عظم اتباعه لسنته بحيث لا يزيد فيها ولا ينقص عنها.
السائل : بارك الله فيكم.