هل يجوز الخروج من منى بعد منتصف الليل في ليلة الحادي عشر و الثاني عشر ؟ حفظ
السائل : هذا سؤال من السائل عادل الحربي من مكة المكرمة يقول هل يجوز الخروج من منى بعد منتصف الليل في ليلة الحادي عشر والثاني عشر؟
الشيخ : إذا مضى معظم الليل وهو في منى فله أن يخرج منها جعلا للأكثر بمنزلة الكل ولكن الذي أشير به على إخواني الحجاج أن يجعلوا حجهم حجا موافقا للسنّة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم وقد كان عليه الصلاة والسلام يبقى في منى ليلا ونهارا مع أنهم في ذلك الوقت لا مكيّفات ولا خيام على ما كانت عليه اليوم وهو صابر محتسب وقد جعل الحج نوعا من الجهاد في سبيل الله حين سألته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها " هل على النساء جهاد؟ " قال ( عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة ) والحج ليس نزهة ولا طربا، الحج عبادة فليصبر الإنسان نفسه على هذه العبادة ويتأسّى بالنبي صلى الله عليه وسلم فيها تأسّيا كاملا فيبقى في منى ليلا ونهارا وما هي إلا يوم العيد ويومان بعده لمن تعجّل أو ثلاثة أيام لمن تأخّر لكن الإنسان يأسف أن يسمع وقائع في الحج تدل على استهانة الفاعلين بالحج وأنه ليس عندهم إلا اسم لا حقيقة له حتى بلغنا أن من الناس من يبقى في بيته ليلة العاشر من الشهر من شهر ذي الحجة ثم في أثناء الليل يُحرم ويخرج إلى عرفة ومعه الكبسات والأشياء التي يُرفّه نفسه بها ثم إذا بقي إلا قليل من الليل ذهب إلى مزدلفة ولقط الحصى كما يقول ثم مشى إلى منى ورمى الجمرة قبل الفجر ونزل إلى مكة وطاف وسعى ثم عاد في ليلته إلى بيته مع أهله ثم منهم من يخرج في النهار إلى منى ليرمي الجمرات ومنهم من يوكّل أيضا، هل هذا حج؟ هذا تلاعب وإن كان على قاعدة الفقهاء قد يكون مجزئا لكن الكلام أين العبادة رجل يذهب يتنزّه بعض ليلة ثم يرجع إلى أهله ويُقال إنه حج.
وهذا والله مما يحُز في النفس ويُدمي القلب أن يصل الحد إلى هذا في إقامة هذه الشعيرة العظيمة نسأل الله لنا ولهم الهداية.
السائل : اللهم ءامين. أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ.