حديث (من لم يحافظ على الصلاة .. و حشره الله مع قارون وهامان ). والكلام على أن القواعد الحديثية ليست كالقواعد الرياضية وإنما هو علم بالتمرس مع الزمن . حفظ
الحلبي : ( خمس صلوات من حافظ عليهن كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له نور يوم القيامة ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف ) هذا الحديث أستاذي كنتم ضعفتموه، وأظن أن علته كانت في عيسى بن هلال الصدفي.
الشيخ : أي نعم.
الحلبي : وثقه يعقوب بن سفيان، فكيف العمل بهذا الحديث، هل نحسنه أم ماذا .؟
الشيخ : طبعا بحثنا، ما وجدنا غير هذا التوثيق، لكن أنا ألاحظ أنه في طريق إلحاقه بابن حبان وابن خزيمة، يضاف إلى هذا أن الحافظ الذهبي يصفه بأن له مناكير، فهذا ينافي إطلاق التوثيق في حقه، هذا يستنتج من هذا وذاك، أن توثيقه من الفسوي ما ينبغي أن يؤخذ هكذا على إطلاقه، أي نعم.
الحلبي : من عجائب الأمور أن الفسوي يوثق ويصحح حديث: ( كل أمر ذي بال ).
الشيخ : أيوه، عبد الرحمن بن قرة.
الحلبي : قرة بن عبد الرحمن.
الشيخ : نعم، قرة بن عبد الرحمن.
الحلبي : يوثقه أيضا.
الشيخ : عم أقول لك، بعض المترجمين مروا معي، أجد الفسوي يوثقه دون الآخرين، يعني فهو في طريق ترشيحه إلى حشره في زمرة المتساهلين.
الحلبي : في حديث من أحاديث الأضحية، كان فيه أيضا عيسى، فكنت أنت تضعفه، فصححت الحديث وحسنته لتوثيق يعقوب بن سفيان، فيبدو أنه من باب يعني ما يشهد له أو العموم أو ...
الشيخ : لذلك قلت في نهاية الكلام السابق ...
الحلبي : مسألة الإطلاق، وأنه لا ينظر له بإطلاق.
الشيخ : أي نعم، بعدين هذا حديث عيسى، كأنه فيه نكارة بالمعنى، كما هذا من جملة الأسباب التي تجعلنا لا نأخذ بتوثيقه على إطلاقه، لأنه أنت بتعرف أن الرجل الثقة المعروف بالثقة، والذي لا يتردد الباحث في توثيقه، نجد الحفاظ أحيانا يضعفون حديثه لما يرون من شذوذ في المعنى، مخالفة لقاعدة ...
الحلبي : حتى أحيانا لغرابة.
الشيخ : الحقيقة أم علم الحديث علم دقيق جدا، ما هو كما يظن كثير من الناشئين اليوم أنه مثل العمليات الحسابية، ليس الأمر كذلك أبدا، ولأمر ما أتصور كلما عشت دهرا في هذا العلم، بتصور سبب انصراف العلماء عن هذا العلم دون العلوم الإسلامية الأخرى، دون العلوم الأخرى، وهو كونه صعب وعر، يعني أنا كما ترون، يعني عشت نصف قرن من الزمان في هذا العلم، وكل كم يوم أتراجع عن شيء، كل كم يوم أتراجع عن شيء، شيء صعب جدا.
السائل : هل من الممكن أن يكون الإنسان فقيه سنوات عديدة، لكن هذا سبحان الله !!.
الحلبي : في أكثر من جلسة أستاذنا في الفترة الأخيرة بالرياض، كان فيه إثارة بعض مواضع حديث، يعني في أبحاث حديثية وكذا، كنت أقول لكثير من الإخوة، إن علم الحديث وقواعد المصطلح ليست قواعد جامدة، وقواعد واحد زائد واحد =اثنين، لابد أن المحدث له نظر في هذه الأمور.
الشيخ : لاشك والإنسان يجد إشارات قوية من أئمة هذا الفن، لهذا المعنى الغير مسطور، يعني هذا المعنى غير مسجل، المعنى يلي نحن نحكيه ما تجده في المصطلح، لكن تجد كلمات يفهمها الذي عاش هذا الفن.
الحلبي : إنه إذا سألته عن علة حديث لا يدري كيف يجيبك، كالصائغ في اللغة.
الشيخ : وهذا الذي قصدته أنا، ابن المديني قالوا له كيف تعرف الحديث الصحيح من الزائف.؟ قال: مثل الصائغ كيف يعرف الدينار المزيف من الصالح، هذا فن، علم ناشئ عن ممارسته مع الزمن، ليس فقط قواعد.
السائل : وتحتاج إلى صبر وجلد.
الشيخ : هذا هو.
الطالب : شيخي، رعاة الغنم شيخنا يعمل هيك يسحب غنمه يحلبها، الغنمة يشوفها من وجهها ويحلبها.
الشيخ : صحيح كل شيء بالممارسة .