أنا آخذ أخي الصغير إلى المسجد بعض المرات فهل يجوز لي ذلك علما بأنه لا يزعج المصلين ؟ حفظ
السائل : أنا آخذ أخي الصغير إلى المسجد بعض المرات ، فهل يجوز لي ذلك علما بأنه لا يزعج المصلين ؟
الشيخ : إذا كان هذا الطفل مميزاً فإن الذهاب به إلى المسجد أمر مطلوب لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مروا صبيانكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر ) أما إذا كان لم يميز فالأحسن أن لا تذهب به ، لأنه لا يخلوا من عبث ، وربما يبول في المسجد ، وربما تخرج منه الريح فتؤذي المصلين .
وإذا ذهبت به وهو مميز فاجعله عندك ، أي إلى جنبك حتى لا يلعب في المسجد ، وفي هذه الحال ليس لأحد حق في أن يؤخر الصبي عن مكانه في الصف ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سبق إلى ما لم يسبق إليه مسلم فهو أحق به ) ولأن في طرد الصغار عن الصف الأول تنفيراً لهم عن المسجد ، وتكريهاً لهذا الرجل الذي طردهم ، وإزعاجاً للموجودين في المسجد ، وسبباً للعبث ، لأن الصغار إذا حشروا جميعاً كثر منهم اللعب والعبث .
وليس هناك دليل يدل على أن الصغار يطردون من الصف الأول ، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى ) فالأمر فيه موجه إلى أهل العقول أن يتقدموا حتى يكونوا هم الذين يلون النبي صلى الله عليه وسلم ، فيفهموا منه أكثر ويأخذوا عني أكثر ولفظ الحديث : ( ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى ) .
وليس فيه لا يلني إلا أولوا الأحلام ، لو كان لفظ الحديث : لا يلني إلا أولوا الأحلام ، لقلنا : نعم ، اطرد الصغار من الصف الأول ، لكن الحديث فيه أمر لأولوا الأحلام والنهى أن يتقدموا ، وأن يكونوا ممن يلي النبي صلى الله عليه وسلم ، والفرق بين اللفظين واضح .