ما حكم تعدد الجماعة في مسجد راتب وله إمام.؟ حفظ
السائل : بسم الله الرّحمن الرّحيم .
فضيلة الشّيخ ما حكم تعدد الجماعة في مسجد له إمام راتب، ومؤذّن راتب؟
الشيخ : تعدّد الجماعة على قسمين:
القسم الأول: أن يكون ذلك راتباً بحيث تتعمّد الجماعة الثّانية التّأخّر، حتّى تقيم جماعة أخرى، فهذه بدعة، لأنّ المسجد لا يقام فيه إلا جماعة واحدة.
والقسم الثاني: ألا يكون ذلك راتباً معتاداً، لكن بعد أن تنتهي الجماعة الأولى يأتي أُناس يدخلون المسجد فيصلّون الجماعة وهذا مشروع وسنة، ( لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه ذات يوم، فدخل رجل قد فاتته الصّـلاة، فقال: من يتصدق على هذا فيصلّي معه، فقام أحد الصحابة فصلى معه ). ولأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال: ( صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله ).
وأما تَوَهُّمُ مَن تَوَهَّم من الناس أن إقامة الجماعة الثانية بدعة، فهذا صحيح فيما إذا كان على وجه راتب معتاد كما قلت لك، أما ما كان طارئاً فإن إقامة الجماعة الثانية سنة لأمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
السائل : ولو أقامها في البيت بعد انقضاء الجماعة الأولى؟
الشيخ : نعم؟
السائل : لو أقامها في البيت؟
الشيخ : لا، في المسجد أحسن، لأنها في المسجد ربما تكثر الجماعة، يدخل معه أناس يأتون فيما بعد، فيكون أفضل، ثم إنّ الغالب أن الإنسان يخرج من بيته إلى المسجد من أجل أن يصلّي مع الجماعة فتفوته، فيأتي وهم قد صلوا، فإذا أقامها في المسجد كان هذا أنفع له ولغيره، لأنه ربما لو رجع هو وصاحبه إلى البيت، وصليا جماعة، يأتي إنسان آخر مثلاً فدخل بعد انتهاء الجماعة الأولى ولا يجد جماعة فتفوته الجماعة، فالأفضل أن تكون في المسجد.
نعم لو فُرِض أنه عَلِم أن الجماعة قد انتهت .
السائل : علم.
الشيخ : علم وهو في بيته أنّها انتهت الجماعة؟
السائل : ...
الشيخ : خلّيك معي، لو علم وهو في بيته أنّ الجماعة انتهت فهنا نقول لا فرق، صلِّ في بيتك، لأنك لو خرجت إلى المسجد قد يكون بعض الناس يخجل أن يقابله الناس وهم قد خرجوا من الصلاة، فيصلي في بيته، أما إذا كان قد جاء ودخل المسجد ووجدهم قد صلّوا فلا ينصرف، بل يصلي مع الجماعة في المسجد.