ما حكم من تأخذ حبوب منع الحمل حتى يتم ولدها الرضاعة. ؟ حفظ
السائل : بسم الله، والحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله:
يا شيخ هذا سؤال: تقول بعض النساء إني أريد أن آخذ حبوب منع الحمل حتى يتم ولدي الرَّضاعة، فهل عليَّ محظور في ذلك؟
الشيخ : أوّلاً: بارك الله فيك حبوب منع الحمل بلغني من عدة جهات من الأطبّاء أنّها ضارّة، وهذا وإن لم نعلمه من جهة الأطباء فنحن نعلمه من جهة أنفسنا، لأنّ منع الشّيء الطّبيعي الذي خلقه الله عزّ وجلّ وكتبه على بنات آدم لا شكّ أنّه ضرر، فالله حكيم عزّ وجلّ، ما جعل هذا الدّم تفرزه العروق في وقت معيّن على صفة معيّنة إلاّ لحكمة، فكوننا نمنعه بهذه العقاقير فيه ضرر بلا شكّ، لكن بلغني أن الأمر أكثر ممّا نتصوّر، وأنّه قد يكون سبباً لفساد الرّحم، وسبباً لتشويه خلقة الجنين، وسبباً لأمراض الأعصاب، وكلّ هذا يوجب الحذر منه، وهناك طرق لمنع الحمل أسهل من هذا، لكن يبقى النّظر في المرتبة الثّانية أو الدّرجة الثّانية، هل من المستحسن أن نقلّل الحمل؟
الجواب لا، كلّما كثر النّسل فهو أفضل، لاسيما أنّنا الآن في وقت يجب أن نكثر من نسل الأمّة السّلفية حتى يكثر النّاس، الدّنيا ليست رفاهيّة، يخشى الإنسان من الرّفاهيّة التي تخالف الشرع أن يقال فيه يوم القيامة: (( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ))، لا تظنّوا أنّ كلّ شيء هو الرّاحة في الدّنيا، الدنيا متاع، والمرأة لابد أن تتعب، (( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً ))، (( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ ))، فلا أرى أنّنا نقلّل مِن النّسل أبداً، بل نصبر ونحتسب، والله عزّ وجلّ يعين الإنسان على قدر مؤونته.
لكن أحيانًا تكون المرأة مريضة لا تتحمّل الحمل كل سنة فحينئذ لا بأس بمنع الحمل كلّ سنة، إمّا عن طريق العزل الذي كان عليه الصّحابة، وإما عن طريق آخر بمراجعة الأطباء.
ثم ليس للمرأة أن تستعمل ما يمنع الحمل مطلقًا إلا بموافقة الزوج، لأنّ الزّوج له حق في الأولاد، أي نعم، والعادة أنّنا إذا أذّن نختم المجلس، وليعذرنا إخواننا الذين لم يتمكّنوا من إلقاء أسئلتهم ولعلّ ما حصل من الأسئلة فيه خير إن شاء الله.
ثمّ إنّنا نحن نفضّل البسط في الجواب، لأنّني أعتبر أنّ الجواب في هذا المكان ليس جوابا لمن حضر في هذا المكان، هو جواب لهم ولغيرهم، وأحبّ أن يكون الجواب مبسوطا من أجل أن ينتفع به طالب العلم.