كيف يجمع بين قوله تعالى : " ما يبدل القول لدي .... "ومراجعة النبي صلى الله عليه وسلم ربه في تخفيف الصلاة في ليلة الأسراء.؟ حفظ
السائل : فضيلة الشّيخ كيف نوفّق بين قول الله عزّ وجلّ: (( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ))، وبين مراجعة الرّسول لربّه في حديث الإسراء في تخفيف الصّلاة من خمسين إلى خمس صلوات، وجزاك الله خيرا؟
الشيخ : نعم، أوّلاً اقرأ الآية الأولى!
السائل : (( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ )).
الشيخ : هل قال ما نبدّل القول؟
السائل : لا، قال: (( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ )).
الشيخ : إي: (( مَا يُبَدَّلُ ))، (( لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ )).
السائل : نعم.
الشيخ : ما أحد يستطيع أن يبدّل كلمات الله، وإذا قلنا الآية مبنية لما لم يسمَّ فاعله، وأنه يشمل هو نفسه لا يبدّل ما قال عزّ وجلّ، فنقول: إنّ ما حدث من مراجعة النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام ربّه في الصّلاة كان القول الذي قضاه أوّلا أنّها خمس، لكنّه عزّ وجلّ شرعها لنبيّه خمسين لحكمة، وهي مدى تقبّل الرّسول عليه الصّلاة والسّلام للفريضة من وجه، والشّيء الثّاني: أن يكتب لهذه الأمّة أجر خمسين صلاة، لأنّنا الآن نصلّي خمسًا، لكنّنا كالذي يصلّي خمسين، لا من باب أنّ الحسنة بعشر أمثالها، هذا كل عمل صالح الحسنة فيه بعشر أمثالها، لكن من باب أن الصّلاة الواحدة تكتب لنا كم؟
السائل : عشر.
الشيخ : عشر صلوات، وهذه نعمة، وهذه من حكمة الله عزّ وجلّ ورحمته، فيكون الأصل القول الأوّل الذي ارتضاه الله عزّ وجلّ بأنّها ستكون خمسة، لكنّه فرضها خمسين لهذه الحكمة:
الأولى: مدى تقبّل الرّسول عليه الصّلاة والسّلام ولا شكّ أنّه أشدّ النّاس قبولا لما ألزمه الله به.
والثاني: من أجل أن يكتب للأمّة أجر إيش؟ أجب أنت؟
السائل : خمسين صلاة.
الشيخ : لأنّي أخشى أن تكون بعدت.
السائل : لا، لا، أنا معك، بس كنت أفكّر .
الشيخ : بس أنا أفكّر هذه ما تحتاج تفكر، هههه، طيب، من أجل أن يكتب الأمة خمسين صلاة بالفعل، أي نعم.
السائل : هل أنت قلت أنّه فرضها أوّلا خمسا هل يعني ؟
الشيخ : لا، لا، فرضها في الأوّل يعني قضاؤه الأوّل الذي قدّره من قبل، لأنّ الله كتب كلّ شيء قبل خلق السّماوات والأرض بكم؟
بخمسين ألف سنة، ليس معناه أنّه فرضها خمسا ثمّ زاد خمسينا، لا، بالعكس قضاها خمسين حتى صارت خمسا، نعم.