كيف نوفق بين نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشاؤم وقوله صلى الله عليه وسلم :" لا شؤم إلا في ثلاثة ".؟ حفظ
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .
يا شيخ حفظكم الله: كيف نوفق بين حديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشاؤم وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تشاؤم إلا في ثلاث: المرأة والدابة والدار )؟
الشيخ : إيش؟
السائل : كيف نوفق بين حديث نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشاؤم وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تشاؤم إلا في ثلاث: الدابة والدار والزوجة )؟
الشيخ : التشاؤم هو التطير بمرئي أو مسموع أو زمان، فيتطير مثلاً من النكاح في شوال، كما يفعل أهل الجاهلية، أو يسمع صوتاً يكون فيه مخالفة لما يريد فيتشاءم، أو يرى طيراً يطير أو ما أشبه ذلك فيتشاءم، والتشاؤم منهي عنه، لأنه يؤدي إلى سوء الظن بالله، وإلى عدم الإقدام على ما فيه مصلحة العبد، وإلى التذبذب في أموره، وربما يؤدي إلى الوساوس التي يحصل بها المرض النفسي، فلهذا نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام.
وأما ( الشؤم في ثلاثة: في الفرس والمرأة والدار ) فهذا ورد الحديث فيه على وجهين: وجه: ( الشؤم في ثلاث ).
ووجه آخر: ( إن كان الشؤم في شيء ففي ثلاثة ).
ومراد الرسول عليه الصلاة والسلام: أن نفس هذه الأشياء قد يكون فيها شؤم، مثلاً: قد يسكن الدار يكون من حين دخلها يضيق صدره ويقلق ويتألم، أو المركوب يكون فيه حوادث كثيرة من حين مثلاً اشترى هذه السيارة صار عليها حوادث ونواقص كثيرة فيتشأم منها ويبيعها، المرأة كذلك، قد يتزوج هذه المرأة وتكون سليطة اللسان بذيئة، وتحزنه كثيراً وتقلقه كثيراً، فهذا هو الشؤم الذي يذكر في هذه الثلاث التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن كان الشؤم ) وليس هذا الشؤم المنهي عنه الذي ليس له أصل، وإنما يوجب للإنسان ما ذكرناه من المفاسد.