شرح حديث ابن مسعود "خط لنا ....."وحديث العرباض بن سارية في افقتراق الأمة .. حفظ
الشيخ : ... حينما روى عنه أحد أصحابه عليه السلام المشهروين بالفقه ألا وهو عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه حيث قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطا مستقيما على الأرض ثم خطط حول هذا الخط خطوطا قصيرة ثم مد أصبعه الكريمة على الخط المستقيم وقرأ الآية السابقة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فترق بكم عن سبيله )) قال عليه السلام وهو يمر بأصبعه على الخط المستقيم ( هذا صراط الله ) ثم أشار إلى الخطوط القصير من حوله وقال ( وهذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ) إذًا هذا الحديث يفسره حديث آخر وهذا الحديث الآخر وحديث الخط يعتبر من الموضحات لآية سبيل المؤمنين ذلك الحديث هو الذي رواه أهل السنن كأبي داود والترمذي وأمثالهما من أئمة الحديث من طرق عديدة عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم كأبي هريرة ومعاوية وأنس بن مالك وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( افترقت اليهود على إحدى سبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا " من هي يا رسول الله ؟ " قال ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) هذا الحديث يوضح لنا سبيل المؤمنين المذكور في الآية من هم المؤمنون فيها هم الذين ذكرهم الرسول عليه السلام في حديث الفرق حينما سئل عن الفرقة الناجية عن منهجها ، عن صفتها ، عن منطلقها فقال عليه السلام ( ما أنا عليه وأصحابي ) فأرجوا الانتباه لأن جواب الرسول عليه الصلاة و السلام إن لم يكن وحيا من الله فهو تفسير من رسول الله لسبيل المؤمنين المذكور في قول الله عز وجل الذي رويته مرارا آنفا حيث أن الله عز وجل ذكر الرسول في الآية وذكر سبيل المؤمينن هكذا الرسول عليه السلام جعل علامة الفرقة الناجية التي ليست من تلك الفرق الاثنتين والسبعين من الفرق الضالة جعل علامتها أنها تكون على ما عليه الرسول وأصحابه فنجد في هذا الحديث ما وجدنا في الآية كما أن الآية لم تقتصر على ذكر الرسول فقط كذلك الحديث لم يقتصر على ذكر الرسول فقط وإنما ذكرت الآية سبيل المؤمنين كذلك ذكر الحديث أصحاب النبي الكريم فالتقى الحديث مع القرآن ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ) كثير من الفرق القديمة والحديثية ولا تنتبه لهذا القيد المذكور في الآية وفي هذا الحديث حديث الفرق الضالة حيث جعل من صفة الفرقة الناجية بل علامة الفرقة الناجية أنها تكون على ما كان عليه الرسول وأصحابه أيضا مثل هذا الحديث تقريبا حديث العرباض بن سارية وهو من أصحاب النبي من أهل الصفة الذين كانوا فقراء يلزمون المسجد ويلزمون حلقات الرسول عليه السلام وتلقي العلم من كتاب الله ومن فم رسول الله غضا طريا قال العرباض هذا ووعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يارسول الله قال ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولي عيكم عبد حبشي وإنه من يعيش منكم فسيرى اختلفا كثيرا فعليكم بستني وسنة الخلفاء الراشديين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) الشاهد من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصر في حض المسلمين حينما يختلفون قال عليه السلام ( إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) لقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم كما هو أسلوبه الحكيم ومن أحكم منه من بعد أحكم الحاكمين ؟ لا أحد في البشر أحكم من رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ولذلك فحينما قال ( إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) أجاب عن سؤال مفروض فماذا نفعل يا رسول الله ؟ قال ( فعليكم بستني ) لم يكتف عليه السلام بأمر الذين يعيشون في وقت الاختلاف كوقتنا هذا لم يكتف بقوله عليكم سنتي فقط وإنما عطف على ذلك فقال وسنة الخلفاء الراشدين إذًا ليضم المسلم الناصح لنفسه في عقيدته أنه يجب الرجوع إلى الكتاب والسنة وإلى سبيل المؤمنين بدلالة الآية وحديث الفرق وحديث العرباض بن سارية ... .