هل هناك أحاديث ضعيفة في البخاري ومسلم ؟ وهل ضعفهما في السند أم في المتن .؟ حفظ
الطالب : هناك بعض الأحاديث التي تكلم فيها في صحيح البخاري ومسلم منها ما قلتم بضعفها ، هل هذا الضعف يكون في السند أم لا يرد الحديث مطلقا ؟ .
الشيخ : هذا يختلف باختلاف الحديث ، الأصل أن الضعف يأتي من السند ، أحيانا يسلم المتن من النقد الذي يسميه بعض الناس اليوم بالنقد الداخلي ، لكن أحيانا يكون العكس تماما ، السند يكون صحيحا لكن المتن يكون شاذا ، مثلا مما يحضرني الآن الحديث الصحيح المعروف الذي هو في رواية البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ...) . إلى آخر السبعة ، ثم يقول: ( ورجل تصدق بيمينه حتى ما تعلم شماله ما أنفقت يمينه ) . جاءت هذه الفقرة في صحيح مسلم جاءت مقلوبة ( حتى ما تعلم يمينه ما أنفقت شماله ) . هذا واضح أن الخطأ في المتن مع أن السند سند صحيح ، كذلك مثلا في رواية في صحيح البخاري ( وأما الجنة فينشئ الله لها خلقا آخر... ) . هكذا رواية البخاري ومسلم أيضا ، لكن انقلبت هذه القطعة من الحديث على بعض الرواة وفي صحيح البخاري فقال: ( وأما النار فينشئ الله لها خلقا آخر ) . هذا متن منكر إلا أن الفرق أن هذا المتن المنكر الذي وقع في صحيح البخاري قد وقع فيه أيضا من المتن المحفوظ والمتفق عليه بين الشيخين ( فأما الجنة فينشئ الله لها خلقا آخر ) . كذلك مما يمكن نقده من حيث متنه وهو حينذاك يدخل في كمثال في الحديث الشاذ لأنه سنده صحيح لا غبار عليه هو حديث ابن عباس في الصحيحين قال: ( تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم ). وقد ذكر كثير من العلماء - استرح بارك الله فيك أنت ليش واقف هكذا ؟ - قد صح عن ميمونة نفسها من غير ما طريق واحد صحيح ( أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي حلال وهو حلال ) ، إذا الرواية الأولى غير صحيحة متنا لأنها تخالف رواية المسئول عن القضية والقصة أو راوية القصة التي تتعلق بها وهي ميمونة فقد صرحت بأن الرسول عليه السلام تزوجها وهي حلال وهو حلال ، فيوجد مثل هذا لكن الحقيقة إن مثل هذه الروايات التي ثبت خطؤها لا تخدش عن مقام الصحيحين ولا يزالان في المرتبة التي يعرفها أهل العلم وهي أنهما أصح كتاب على وجه الأرض بعد كتاب الله عزوجل ، لكن الأمر كما قال الإمام الشافعي رحمه الله " أبى الله أن يتم إلا كتابه " .