هل يجوز دعوة قوم بتدرج معهم بالعمل ببعض عاداتهم ثم دعوتهم إلى السنة الصحيحة بعد ذلك .؟ حفظ
السائل : ... ثم يعلمهم بعض السنن وبعض الواجبات هل هذا الفعل صحيح .
الشيخ : لا يكون صحيحا خير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله لم يدع قومه إلى الإسلام بطريق إرضائهم لبعض العادات التي هم اعتادوها وإنما دعاهم إلى التوحيد مباشرة ومن الخطأ الفاحش جدا جدا أن يبدأ الداعية بالتوافه من الأمور ، بل وبالمستحبات من الأمور بل وبالفرائض من الأمور وهو يعلم أن هؤلاء المدعوين هم أبعد ما يكون عن فهمهم لقوله تعالى (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) فنحن نعتقد أو ندعي أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أسوتنا وهو قدوتنا في كل شيء فينبغي أن نقتدي به عليه الصلاة والسلام دعوة وأسلوبا في الدعوة ولا ينبغي أن نأتي نحن بأسلوب من عندنا لنرضي به الناس الذين حولنا مثلا الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدع في أول دعوته لم يدع لصالح الفقراء والمساكين الأغنياء بأن يعطوا من أموالهم للفقراء مع أنهم كانوا مستبدين بأموالهم ومبذرين فيها وكان هناك فقراء ومساكين فلم يهتم الرسول عليه السلام بجلب قلوب الناس والفقراء والمساكين وهم عادة هم الأكثرون لكي يجلب قلوب هؤلاء إليهم وإنما دعاهم جميعا فقراء وأغنياء أن يعبدوا الله ويجتنبوا الطاغوت فهذا الأسلوب الذي أنت أشرت إليه ونحوه هذا ليس من أسلوب الأنبياء والرسل نحن نعلم جميعا أن كل الرسل كانت أول كلمة تصدر منهم لأقوامهم (( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون )) أن يعبدوا الله ويجتنبوا الطاغوت وهكذا لذلك بالشباب المسلم اليوم يدع طريقة الأنبياء والرسل في الدعوة ويخترع أسلوبا من عنده وهذا لا يليق بالداعية أبدا .