من المقصود في قوله :" ما أنا عليه وأصحابي ". حفظ
السائل : طيب ياشيخ في من يعني وجه حديث ( ما أنا عليه وأصحابي ) والطائفة المنصورة في جماعة من الجماعات يعني الموجودة في الساحة الآن فهم يجرون هذا الحديث كما جرى بعض أئمة الحديث بأنهم إن لم يكونوا هم أهل الحديث فلا أدري كما قال بذلك الإمام أحمد والإمام البخاري وعلي بن المديني ويقول هم أهل الحديث مما لا شك فيهم السلفيون فمن لم يكن على هذا المنهج فهو خارج من هذا الحديث فما رأي فضيلتكم؟
الشيخ : نحن نعتقد هذا جازمين، لأن كل من يدعي دعوى لابد من أن يقرن دعواه بالدليل والحقيقة أن كل جماعة نلاحظ اليوم أن هناك صحوة عامة وصحوة خاصة، الصحوة العامة تشمل كل المسلمين الذين كانوا من قبل من الغافلين فربّتهم الحوادث والتجارب سواء كانت تجارب شخصية أو جماعية أنه لابد للمسلمين من أن يعودوا إلى دينهم فعاد الكثيرون منهم إلى دينهم لكن كلمة الدين بالمفهوم العام لكن نحن يهمنا المفهوم الخاص للدين وهو كما قلنا في الحديث السابق ( ما أنا عليه وأصحابي ) هذا الفهم الخاص هو الذي يفيد المؤمنين وهو الذي يخلصهم من هذا الذل الذي أصابهم وران عليهم لما وجدت هذه الصحوة بدأنا منذ عهد قريب جدا نسمع ممن كنا لا نسمع منهم من قبل كلمة الكتاب والسنة إنما كنا نسمع منهم كلمة إسلام والدين وكلمات عامة أما الرجوع إلى الكتاب والسنة أصحبت ممكن أن نقول موضة العصر الحاضر أي أن بعض الجماعات التي لا تتبنى الإسلام دينا لها وسياسة لها و وإلى آخر يقولون نحن على الكتاب والسنة ولكنك لو نظرت إليهم في أعمالهم وأقوالهم بل وعقائدهم لوجدتهم أبعد الناس عن الكتاب والسنة لأنهم ليس عندهم من المعرفة بالكتاب والسنة إلا ما يشترك معهم عامة الناس أما أن يكون عندهم علم تفصيلي أولا بالخلافات التي توارثناها في هذه القرون الطويلة ثم معرفة الراجح من المرجوح من هذه المنغصات هذا في الواقع لا نكاد نجد أحدا من هذه الجماعات من يقوم بتحقيق ذلك إلا من ينتمي إلى أهل الحديث وإلى أهل السلف، ولذلك " ففاقد الشيء لا يعطيه " إذا كان كل جماعة الآن تتدعي أنها على الكتاب والسنة لماذا لأنه صار معروفا عند جميع المسلمين أنه الدعوة إلى الكتاب والسنة هو الإسلام فلم يعد يتمكن أحد من الدعاة مهما كان اقترابه أو ابتعاده عن منهج الكتاب والسنة أن يغض النظر عن الدعوة إلى الكتاب والسنة فإذا ما ادعى مدعون إنهم على الكتاب والسنة قلنا لهم ذلك ما نبغي أولا وهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ثانيا ونحن في حدود ما علمنا واطلعنا من الجماعات الموجودة اليوم على وجه الأرض لا نجد من يحاول الإقتراب من الكتاب والسنة إلا الذين إما أن يطلق عليهم اسم أهل الحديث أو اسم أنصار السنة في بعض البلاد أو السلفيين في بلاد أخرى أو أهل الحديث في بلاد أخرى وهكذا، أما الذين ينتمون إلى جماعات أخرى لا يتردد على ألسنتهم الاستدلال بالكتاب والسنة في كل شؤون حياتهم الذاتية الشخصية أو العامة أو الفكرية أو السياسية أو نحو ذلك ما نجد عندهم من يدندن دائما حول الكتاب والسنة إلا كلمة كتاب وسنة نحن معكم على الكتاب والسنة لكن هاتوا ما عندكم من دليل على أنكم على الكتاب والسنة فلا يحررون جوابا إذ بين أيدينا الآن مثالا قريبا العهد ومؤسفا في آن واحد هذا الغزالي المصري هو لا يتبرأ من الكتاب والسنة ولا يقول أنا لا أدعو إلى الكتاب والسنة لأنه لو قال ذلك انفضح أمره وانكشفت سريرته فهو يقول على الكتاب والسنة لكن الكتاب والسنة ما هو عنده إن كان من السنة فهو السنة ما صح عنده في منظاره الشخصي العقلي وليس ما صح عند علماء الحديث الذين كرسوا حياتهم طيلة هذه القرون الطويلة لمعرفة السنة الصحيحة من الضعيفة كل هذه الجهود في كل هذه القرون مثل هذا الإنسان وأمثاله كثيرون مع الأسف الشديد لا يقيم لهذه الجهود وزنا كل ما في الأمر الحديث الذي يوافق هواه أو منطقه أو ثقافته فهو صحيح وما خالف ذلك فهو الضعيف ولو أخرجه البخاري ومسلم ولو اتفقت الأمة على تلقي هذا الحديث بالقبول مثل هذا النوع كمثال لا يقول أنا لست على الكتتاب والسنة ولكن الكتاب والسنة بريئان عنه لأن السنة عنده تبعا لهواه والقرآن يفسره أيضا تبعا لهواه الفرق عنده أن القرآن لا يجرأ أن يقول هذا لا يصح لكن يقول هذا لافهم لا يصح بينما هذا الفهم هو الذي جاءنا عن الصحابة وعن السلف أما الحديث ما أجرأه على الإنكار لأنه أهون وأخف معول عنده في هدم السنة أن يقول كما يقول غيره كثيرون من الدعاة زعموا هذا حديث آحاد هذا حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة وبذلك ترد بهذا المعول وتهدم أحاديث صحيحة لا إشكال عند علماء الحديث في صحتها فإذا ليس المهم ادّعاء طائفة من الناس أو حزب أو جماعة من الناس أننا على الكتاب والسنة لأننا نقول لهم نريد أفعالا ولا نريد أقوالا هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ونحن نعلم أن الجماعات التي تنتمي إلى أسماء معينة أو أحزاب سياسية أو نحو ذلك فهذه لا تهتم بدراسة السنة إطلاقا بل قد يصرحون بأن هذه الدراسة تفرق الأمة وتفرق الجماعة وأن البحث في أن هذا الحديث صحيح أو غير صحيح إنه هذا سني وهذا بدعة هذا سابق لأوانه فبعضهم يقولون في مثل ذلك هذه ليست من اللباب إنما هي من القشور، فلا شك ولا ريب أن الدليل الناهض على أن الذين يصدق عليهم أنهم من الفرقة الناجية كما جاء في الحديث الصحيح آنفا إنما هم الحريصون كما قلنا آنفا على فهم الكتاب والسنة في كل شؤون حياتهم ويطبقون ذلك حسب قدرتهم وطاقتهم وهي الجماعة الفرقة الناجية ومن علامة هؤلاء أنهم لا يتحزبون لحزب واحد ولا ينتمون لرأس واحد يأمرهم بما يشاء وينهاهم عما يشاء إنما مرجعهم كلهم إلى قول الله تبارك وتعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) فالفرقة الناجية هي فرقة أهل الحديث والسنة وليست هي أهل السنة والجماعة كما يقولون اليوم لأن هذا الاسم اصطلحوا على أن يدخلوا تحته تحت أهل السنة والجماعة يدخل الأشاعرة يدخل الماتوريدية أخيرا يدخل أهل الحديث الذين ينبغي أن يذكروا مقدما وسلفا بينما هؤلاء لا يتبنون الرجوع كما نتبناه إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح أعني الأشاعرة والماتوريدية وهم من علماء الكلام الذين اضطروا أن يقولوا كملة حق لكن يراد بها باطل وهي وهو قولهم " علم السلف أسلم وعلم الخلف أحكم وأعلم " إذا نسبوا الجهل إلى السلف ونسبوا العلم إلى الخلف وهذا عكس لكل ما ذكرنا آنفا ولغير ذلك من النصوص " أهل الحديث هم أهل النبي وإن ***لم يصحبوا نفسه أنفاسهم صحبوا " ونسأل الله أن يجعلنا من أهل الحديث العارفين بكتاب الله ثم بصحيح سنة رسول الله ثم العاملين بذلك على منهج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والآن نستعد إلى الصلاة إن شاء الله.