بيان المنهج الحق في التعامل مع أخبار ني إسرائيل"الإسرائيليات" مع مواصلة ذكر الأدلة التي تبين ثواب من اتقى الله حق تقاته. حفظ
الشيخ : الإسرائيليات أقولها كلمة عارضة ولو أنها كانت طويلة، الإسرائيليات قسمان قسم وهو الأقل يتحدث بها نبينا الصادق الأمين فإذا صح السند بذلك فنعما هو ووجب علينا تصديقه والقسم الآخر وهو الأكثر والأعم والأشمل تروى عن أهل الكتاب وموقفنا بالنسبة لهذا الحديث كما جاء عن الرسول عليه السلام ( إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ) أما هذا الحديث فهو من القسم الأول فيجب علينا أن نصدق به لأنه خرج بإسناد إلينا وصل صحيحا من الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام من هذا القبيل أيضا من حيث أنه من الإسرائيليات الصحيحة أولا ومن حيث أنه يتعلق بالآية السابقة ذكرا (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا )) إلى آخر الآية ما رواه الإمام مسلم في صحيحه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( بينما رجل ممن قبلكم يمشي في فلاة من الأرض -في الصحراء- إذ سمع صوتا من السحاب يقول له اسق أرض فلان ) فالشاهد أن الرجل سمع هذا الصوت فسار مع السحاب وإذا بالسحاب يفرغ مشحونه من المطر في بستان في حديقة فأطل وإذا به يرى رجلا يعمل بالمسحاة في أرضه فلما أطّل عليه ورآه قال يبدو أنك رجل غريب قال نعم لكن أنا سمعت صوتا من السحاب يقول اسق أرض فلان أأنت فلان قال نعم قال فبما استحققت هذه المكرمة من الله حيث سخر لك السحاب أفرغت مشحونها من المطر في هذه الأرض وذكرني هذا الحديث بقصة ذلك الأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب قال يا رسول الله هلكت الأموال والعيال بقلة الأمطار فاسقي لنا فقال عليه السلام ( اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا ) قال أنس بن مالك راوي القصة فجاشت السماء بالأمطار كأفواه القرب قال فمطرنا سبتا أي أسبوعا كاملا حتى جاء الأعرابي نفسه أو غيره شكّ الراوي فقال يا رسول الله هلكت الأموال والعيال من كثرة الأمطار فادع الله لنا إنه يكشفها قال فأمسكت السماء فلا تمطر إلا حول المدينة فكانت المدينة كأن عليها جونة يعني ترس غطاء ذكرتني تلك القصة بهذه القصة من حيث المقابلة السحاب هناك يسقي أرض معينة ولا يسقي ما حولها هنا في قصة أنس يسقي ما حول المدينة بعد أن استغنت الأمطار وكأن عليها جونة ذلك من قدرة الله عز وجل الواسعة ( فثم سأله أنت هو فلان قال نعم قال له بما وصلت إلى هذه المكرمة قال لا أعلم لكني عندي هذه الأرض فأنا أزرعها وأحصدها ثم أجعل حصيدها ثلاثة أثلاث ثلث أنفقه أعيده على نفسي وعيالي وثلث أعيده إلى أرضي وثلث أتصدق به على جيراني قال له هو هذا ) إذن فبتقواه سخّر له الله السماء وذاك بتقواه سخّر الله له البحر نحن يا ترى لو أننا اتقينا الله عز وجل ما يحفظ لنا أموالنا ونحن نزكيها زكاة شرعية صحيحة لا شك لكننا بحاجة إلى مثل ذلك الإيمان فنسأل الله عز وجل أن يقوي إيماننا وأن يظهر أثر إيماننا على أعمالنا والآن نقول انصرفوا راشدين إلى صلاتكم.