بيان أنّه من عَرَف شمائل النبي ، عَرَف هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. حفظ
الشيخ : بشمائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإننا نقرأ في صحيح البخاري وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما شانه الله ببيضاء فإذا كيف يصف المرئي في منامه بأن له لحية بيضاء وإن كان يضيف إلى ذلك بأنها نور والرسول عليه والسلام لا يجوز أن يوصف بأنه كان شائبا لأنه كذب عليه صلى الله عليه وآله وسلم ويمكن أن هذا الكذب يدخل في عموم قوله عليه الصلاة والسلام ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) وفي اللفظ الآخر ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) وهذا الحديث وإن كان ظاهره التقول عليه بالكلام على كلامه عليه الصلاة والسلام فلا شك أنه يشمل أيضا أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الشمائل والأوصاف ما لم يكن عليها ومن ذلك وصفه عليه السلام بأنه كان شائبا أبيض اللحية بكثرة الشيب في لحيته فهذا كذب لما ذكرته آنفا من حديث أنس وفي رواية أخرى عنه أن الشعرات البيضاء لا يتجاوز عددها عشرون شعرة في عنفقته فهذا الرائي الذي يقول رأيته ذا لحية بيضاء إلى آخر كلامه يدل على أنه لم يرَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لأنه يقول عليه الصلاة والسلام ( من رآني في المنام فقد رآني حقا ) من رآني يعني بأوصافي وبشمائلي مش بخيال لا يطابق ما كنت عليه في حياتي لذلك كان إمام المأولين للرؤى وهو التابعي الجليل محمد ابن سيرين رحمه الله الراوية عن أبي هريرة المكثر من الرواية عن أبي هريرة رضي الله عنه كان مشهورا بإصابته في تأويل الرؤى كان إذا جاءه شخص وادعى بأنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام سأله كيف رأيت فيصفه بصفات لم يكن عليه السلام متصفا بها في حياته فيقول لم تر الرسول لكن ذاك الشيطان خيل إليك أنه الرسول والرسول يقول من رآني أي على حقيقتي وهذا يذكرنا بحديث آخر وله علاقة بمسألة أخرى هامة وهي هل تكون الدعوة أي دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد بلغت ناسا أو قوما إذا ما بلغتهم محرفة عن حقيقة الدعوة الإسلامية هل تكون بلغتهم والحالة هذه الدعوة وأقيمت عليهم الحجة؟ أم يكونون ممن يسميهم العلماء بأهل الفترة وينطبق عليهم قول ربنا في القرآن (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ))؟
الجواب في حديث يشبه هذا الحديث من جانب ذاك الحديث هو ما وراه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ما من رجل من هذه الأمة من يهودي أو نصراني يسمع بي ) هنا الشاهد يسمع بي كما قال من رآني ( ما من رجل في هذه الأمة -أي أمة الدعوة- من يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ) فقوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث يسمع بي يعني على حقيقته وعلى حقيقة ما جاء به من الدعوة إلى الإسلام فإذا كان ذلك الرجل من يهودي أو نصراني لم يسمع به عليه السلام على حقيقته لم تبلغه الدعوة لأنها بلغته محرفة فإذا آمن بهذه الدعوة المحرفة لم يؤمن به عليه السلام وعلى ذلك نفهم حقيقتين مؤسفتين، الحقيقة الأولى: أن النصارى بخاصة في بلاد الغرب وأمريكا حينما يقوم المبشرون الذين يسمون على غير إسمهم مبشرون وهم في ضلال مبين حينما يصفون نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لأقوامهم بأوصاف مخالفة لما كان عليه الرسول عليه والسلام من طهر وكمال في الأخلاق كما قال ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فحينما يصف المبشرون نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لقومهم بهذه الأوصاف ثم كانت النتيجة أنهم لم يؤمنوا به عليه السلام فما بلغتهم الدعوة لأنهم وصفوه لهم بأنه كان ذا شهوة عارمة والدليل أن المسلمين يقولون بأنه عليه السلام حرم على أمته من النساء أكثر من أربع بينما هو تزوج وجمع في وقت واحد بين تسع من النساء فهم أعني المبشرين الكذابين المحتالين يقولون فأباح النبيذ لنفسه لغلبة الشهوة عليه ما حرم على أمته فحينما يسمع النصارى مثل هذه الأوصاف الكاذبة تكون النتيجة أنهم لا يؤمنون لأنهم قد وصف لهم الرسول على غير حقيقته هذه المسألة الأولى المؤسفة والمسألة الأخرى على العكس من هذا ولكنها أيضا مؤسفة هناك طائفة من المسلمين ينتمون إلى الإسلام يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويصلون ويحجون ويزكون ويصومون ولكنهم يعتقدون عقائد باطلة تخالف الشريعة الإسلامية في كثير من عقائدها المعلومة من الدين بالضرورة أولئك هم المعروفون عند عامة المسلمين بالقاديانيين والذين يسمون أنفسهم بالأحمديين لهم عقائد ضالة منحرفة عن الإسلام منها اعتقادهم بأن باب النبوة بعده عليه السلام لم يغلق وأنه مفتوح إلى قيام الساعة وأنه قد جاء واحد منهم وهو الذي اتبعوه واغتروا به وابتعدوا بسبب ذلك عن الإسلام بعيدا بعيدا جدا وهو المعروف بميرزا غلام أحمد القادياني هؤلاء يدعون للإسلام في تلك البلاد الأوربية وفي غيرها بنشاط عجيب مع الأسف واستطاعوا أن يدخلوا في إسلامهم كثيراً من أولئك الأوربيين فاعتقدوا ما اعتقدوه من جواز مجيء أنبياء بعد الرسول عليه السلام ومنهم ميرزا غلام أحمد فهل هؤلاء الذين أسلموا إسلاما قاديانيا سمعوا به عليه السلام على حقيقته وحقيقة دعوته؟ وهل ينفعهم هذا الإسلام أم لا ينفعهم؟ الجواب في الحديث السابق ( ما من رجل من هذه الأمة من يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ) فمن سمع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم على غير ما كان عليه من أخلاق ومن شريعة فهو لم يسمع به وحين ذاك لا يكون من المعذبين الكافرين في النار لأن الحجة لم تقم عليه وعلى العكس من ذلك أولئك الذين آمنوا به عليه السلام على أنه يقول بأن النبوة بعده سائرة وماشية وإلى غير ذلك من العقائد القاديانية ولست الآن بصدد ذكر الكثير منها وإنما ذكرت هذا على سبيل التمثيل فقوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الأول ( من رآني في المنام ) أي من رآني على حقيقتي البدنية وشمائلي المحمدية فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل بي وبذلك نعلم أن كثيرا من الرؤى التي يدعي أصحابها فيها أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا ما سئلوا عن وصف المرئي كان جوابهم أنهم رأوه في صورة لم يكن عليه السلام عليها كما ضربنا لكم آنفا مثلا بالرجل الشايب والذي لحيته نور هكذا رأى الرسول فهذه رؤية شيطانية كذلك مثلا وقع لنا أننا سألنا كيف رأيت الرسول؟ فيجيب بأنه رأيته يمشي الهوينا يمشي بضعف وهذا أيضا خلاف شمائله عليه الصلاة والسلام حيث جاء فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى فكأنما ينصب من صبب كناية عن أنه يمشي عليه السلام بقوة فمن وصفه أنه يمشي على ضعف فليس هو الرسول عليه السلام وهكذا يجب أن نفهم هذا الحديث وكذلك الحديث الثاني ... أن له سند صحيح ولكن له طرق كثيرة وبهذه الطرق ارتقى عندي وعند غيري ممن سلف إلى مرتبة الحديث الحسن وهو في الواقع من مجامع كلمه من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام لأن فيه معاني كثيرة بهذين اللفظين القليلين ( لا ضرر ولا ضرار ) فيدخل فيه كثير من الأمور التي حدثت بعد زمنه عليه السلام بسنين بل بقرون كمثل الدخان مثلا والحشيش والأفيون ونحو ذلك من الأموال من المواد المضرة فهذا الحديث ينهى عن استعمالها بهذا الإيجاز ( لا ضرر ولا ضرار ).
تفضل.