شرح قول المصنف رحمه الله تعالى : " ... و هو أربعة أقسام : بدل الشيء من الشيء , وبدل البعض من الكل ... " . حفظ
الشيخ : ثم قال : " وهو أربعة أقسام: بدل الشيء من الشيء ، وبدل البعض من الكل ، وبدل الاشتمال ، وبدل الغلط " ، أربعة أشياء، الأول : بدل الشيء من الشيء، المراد بالشيء من الشيء : يعني بدل الكل من الكل، يقابله بدل البعض من الكل، يعني أن تبدل شيئا من شيء يساويه، وإذا أبدلت شيئا من شيء يساويه ، فقد أبدلت كلاّ من كلّ ، وسيمثله المؤلف، الثاني : بدل البعض من الكل ، يعني بمعنى : أن يكون البدل بعضًا من المبدل منه، أن يكون البدل بعضًا من المبدل منه، الثالث : بدل الإشتمال، وبدل الإشتمال هو : أن يكون البدل له صلة بالمبدل منه، والرابع : بدل الغلط ، بأن يغلط المتكلم فيقول شيئًا ثم يتذكّر ويأتي بالمقصود، طيب ، كم هذه؟
الطالب : أربعة أنواع.
الشيخ : أربعة، بدل كل من كلّ، وبعض من كل، واشتمال، وغلط، أربعة أنواع، مثال ذلك: قام زيدٌ أخوك، قام زيد أخوك : أخوك وزيد متساويان، لأن أخوك هو زيد وزيد هو أخوك، هذا نسميه : بدل كل من كل، أو شيء من شيء يساويه، لأن كلام المؤلف يقول : شيء من شيء ، والمراد : شيء من شيء يساويه، بدل كل من كل، مثلا أنا أتكلم فأقول : جاء زيد ، ثم أعدل عن كلمة زيد وأقول : جاء أخوك ، لأن كونه أخًا له أهم من كون اسمه زيد أو عمرو أو ما كان ، لأن فرح الإنسان بأخيه أشد من فرحه بزيد من الناس ، طيب ، كذلك أيضا ربما أقول : جاء أخوك ، ثم أقول : زيد، جاء أخوك ، جاء أخوك ، ما يعرف ، ما يعلم من ، فأقول : زيد، أنا أقصد بهذا أنه لو قال قائل : لماذا يقول جاء زيد أخوك ، والمقصود هو بيان أنه أخوه ، لماذا لم يقل جاء أخوك ، ويكفي؟ نقول : لأن فيه فائدة وهي : تعيين هذا الأخ أنه ؟ إيش ؟
الطالب : زيد
الشيخ : أنه زيد، طيب ، اشتريت سكينًا مديةً، اشتريت سكينًا مُديةً، هذا إيش؟
الطالب : كل من كل .
الشيخ : كل من كل، لأن بدل شيء من شيء يدخله حتى بدل البعض من الكل ، وبدل شيء من شيء، لكن إذا قلنا : بدل شيء من شيء ، لابد أن نقول : من شيء يساويه، ويغني عن هذا أن نقول : بدل كل من كل كما عبّر به غير المؤلف، اشتريت سكينًا مدية، هذه هي هذه، صح وإلا لا؟ لكن أردت أن أبين أن ما اشتريت يسمّى سكينًا ويسمى مُدية، طيب ، اشتريت موترًا سيارة ، هاه؟
الطالب : الموتر ليس عربيًا .
الشيخ : لا، إيش؟
الطالب : ليست عربية .
الشيخ : ليس عربيًا، لأن موتر يعني ماتور ، والماتور أظن يشمل السيارة وغيرها، إذن بدل بعض من كلّ ، لكن موتر عند العامّة هو السيارة ، فهي في الواقع حقيقة عرفية، على كل حال : إذا كان البدل هو نفس المبدل منه ، لا يزيد ولا ينقص ، ماذا نسميه؟
الطالب : بدل كل من كل.
الشيخ : بدل كل من كل ، ما فائدته ؟ لابد تكون له فائدة، التعيين أحيانا أو بيان أن هذا له اسمان مثل : اشتريت مدية سكينا ، أو سكينا مدية، طيب ، الثاني : بدل البعض من الكل ، أي : أن يكون الثاني بعضًا من الأول ، يكون البدل بعضًا من المبدل منه ، انتبه يا أخي! ما اسمك؟
الطالب : بدر .
الشيخ : هاه؟
الطالب : بدر .
الشيخ : يا بدر، أن يكون الثاني بعضًا من الأول ، هذا نسميه : بدل بعض من كلّ ، مثل يقول المؤلّف : " أكلت الرغيفَ ثُلَثه " ، الذي أكل حقيقة هو الرغيف وإلا ثلثه؟ هاه؟
الطالب : ثلثه .
الشيخ : ثلثه ، لكن بالأول قال : أكلت الرغيف فلما لمّ الناس رؤوسهم -كيف يأكل رغيفا كاملا؟!- فقال ثلثه، يعني انتبه ، أنا ما أكلت كل الرغيف وإنما أكلت ثلثه، كذا ؟ هذا نسميه بعضًا من كل، جاء القوم نصفُهم، أيش؟
الطالب : بعض من كل.
الشيخ : هذا بعض من كل، فالمقصود هو النصف، ليس القوم ، لكني ذكرت القوم ثم أبدلت، المقصود هو النصف، إذن : بدل البعض من الكل ما هو ضابطه ؟ إيش؟ أن يكون الثاني بعضًا من الأول، طيب ، رأيت زيدًا بعضَه؟
الطالب : يصح .
الشيخ : ها يصح ؟
الطالب : يصح .
الشيخ : يصح؟ إي ، لأن الرؤية قد تكون للكل وقد تكون للبعض، كذا؟ طيب ، شرب زيدٌ نصفُه؟
الطالب : ما يصح.
الشيخ : ليش؟
الطالب : لا يتبعّض.
الشيخ : ما يتبعّض، فهو إذا شرب هو واحد، إذا شرب فهو واحد ما يمكن يتبعّض، طيب ، إذن بدل البعض من الكل ، استفدنا من هذا : أنه لابد أن يكون الشيء مما يقبل التجزّؤ والتبعّض ، وإلا فلا، طيب ذكر بعض العلماء عكس ذلك ، أي : " بدل الكل من البعض " ، واستدلوا لذلك بقول الشاعر :
" رحم الله أعظمًا دفنوها *** بسجستان طلحةَ الطلحاتي "
طلحة : هذه كلّ ، وأعظم : بعض، فقالوا : هذا بدل كل من بعض ، لكنه قليل، فيكون إذن : بدل بعض من كل وهذا كثير ، وبدل كل من بعض ، وهو قليل ، طيب.