شرح قول ابن مالك رحمه الله : ككان ظل بات أضحى أصبحا *** أمسى وصـــار ليس زال برحـــا حفظ
الشيخ : قال " ككان ظل " ككان ظل ، وهذا تركيب عجيب غريب قد يقول القائل منكم : أنتم ذكرتم أن من علامات الاسم دخول حرف الجر وأن حروف الجر لا تدخل إلا على الأسماء وهنا دخلت الكاف وهي حرف جر على كان وهي فعل فكيف المخرج ؟
نقول لأنه أريد لفظها أريد لفظها ومتى أريد اللفظ جاز دخول حرف الجر عليها سواء كان فعلاً أو جملة فعلية أو جملة اسمية ، وأما ظل فهي مبتدأ ، فكان خبر مقدم وظل وما عطف عليه مبتدأ مؤخر ، نعم
"ككان ظل " ظل هنا بالظاء أخت الطاء وتسمى الظاء المشالة الظاء المشالة نعم لأنها نسبت بالألف يعني شيلت بالألف ، ظل بمعنى صار وهناك ضل بالضاد من الضلال ليست من هذا الباب فإذا قلت ضل الرجل تائهاً من الضلال فليست من هذا الباب ، ولهذا نعرب ضل الرجل تائهاً نعرب الرجل فاعل وتائهاً حال ، ولا نقول أنه من باب أخوات كان ، ولا تدل على ما تدل عليه ظل ، لأن ظل تدل على الصيرورة وعلى نوع من الاستمرار ، ومثالها قوله تعالى : (( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً )) أي صار واستمر إلى حين ما مسوداً ، الثاني بات ، بات من البيتوتة وهي النوم في الليل هذا هو الأصل وتطلق على مجرد البيتوتة فتقول : بات الرجل نائماً وتقول : بات الرجل ساهراً ، وكلاهما صحيح ، وبات فيه ترفع الاسم وتنصب الخبر .
أضحى : أضحى من الضحى وهو ارتفاع النهار ، وأضحى صائماً بمعنى صار صائماً لكنك خصصته في زمن معين وهو الضحى تقول : أضحى الرجل صائماً
طيب أصبح مثلها أصبح من الصباح أيهما الأول ؟ الصباح
أمسى: مثلها أيضاً أمسى الرجل جائعاً ، يعني صار في المساء جائعا
وصار : صار من الصيرورة لا من الصير لأن صار تأتي من الصير وتأتي من الصيرورة ، يعني الانقلاب من حال إلا حال وأيهما المراد هنا ؟ الصيرورة فتقول : صار الخزف ابريقاً ، صار الخزف ابريقاً
وصار الصديق عدواً وصار العدو صديقاً
وصار الراكب راجلاً أو صار الراجل راكباً وهلم جره
وأما الصير التي بمعنى الضم فليست من هذا الباب ومن ذلك قوله تعالى : (( فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك )) أي ضمهم أليك.
ليس : للنفي فعل يدل على النفي وقد قال بعض النحويين أنها ليس فعلاً بل هي حرف لأنه تشبه الحرف في عدم التصرف مع العمل ، الحروف العاملة لا تتصرف ، فيقول هذه كلمة عاملة ولا تتصرف فتكون حرفاً ، لكن الصواب أنها فعل ولا شك ، والدليل لذلك قوله تعالى : وليست التوبة للذين يعملون السيئات فدخلت عليها تاء التأنيث وهذا يدل على أنها فعل ايش ؟ ماضي طيب وليس
زال : زال التي مضارعها يزال لا التي مضارعها يزول ولا التي مضارعها يزيل لأن زال فعل ماض وهي على صورة واحدة شكل واحد لكن مضارعها يختلف يأتي على يزال ويزول ويزيل فما هو الذي يعمل عمل كان ؟ زال التي مضارعها يزال ، ومن ذلك قوله تعالى : (( ولا يزالون مختلفين )) فيزالون: هذه فعل ماضي ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر ولكن اسمها هنا ضمير مبني على السكون في محل رفع
ومختلفين: خبرها طيب
أما زال التي مضارعها يزول فإنها لا تعمل عمل كان بل هي تامة تقول : زالت الشمس ، هاه المضارع تزول الشمس تزول الشمس ، كذلك زال التي مضارعها يزيل فإنها ليست من أخوات كان وهذه أعني زال التي مضارعها يزيل بمعنى تميز تقول : زل مالك عن مالي يعني ميزه واضح؟ فصارت زال لها ثلاثة مضارع ثلاثة أفعال مضارعة الأول يزال والثاني يزول والثالث يزيل والتي تعمل عمل كان هي التي مضارعها يزال طيب
وبرح : برح أصل برح مأخوذة من البراح وهو السعة لكنها تفيد الاستمرار إذا كانت من أخوات كان كما سيأتي