شرح قول ابن مالك رحمه الله : وإن يفــــــــــرغ سابـــــق إلا لمـــا *** بعد يكــن كــــما لــــو إلا عدمــــا . حفظ
الشيخ : الحال الثالثة من أحوال المستثنى أن تكون الجملة قبله غير تامّة، مفرّغة له، قال المؤلف :
" وإن يُفــــــــــرغ سابـــــقٌ إلا لمـــا *** بعد يكــن كــــما لــــو إلا عدمــــا "
ويجوز عُدِما، نسختين " وإن يفــــــــــرغ سابـــــق إلا لمـــا *** بعد " يفرّغ هذه مجزومة بإن على أنها فعل الشرط، سابق: فاعل يفرّغ، إلاّ: مفعول سابق، مفعول سابق، يعني: إن يفرّغ العامل السابق لإلاّ يفرّغ لأي شيء؟
الطالب : ...
الشيخ : لما بعد، بعد إيش؟ بعد إلاّ، إن يفرّغ لما بعد إلاّ، يكن: هذا جواب الشّرط، إن يفرّغ يكن هذا جواب الشّرط، " كما لو إلاّ عدما " يعني: يكون هذا العامل مفرّغًا " كما لو إلاّ عدما "، يعني: كما لو عدم إلاّ، كما لو عدم إلاّ، فإن فُرّغ للرفع صار ما بعد إلاّ مرفوعًا، وغن فرّغ منصوبا صار ما بعد إلاّ منصوبًا، وإن فرّغ بالجر صار ما بعد إلاّ مجرورًا، نجيب أمثلة؟ ما قام إلاّ زيدٌ، أين فاعل قام؟ قام مفرّغة الآن مفرّغة، ما جعلنا فيه معمول فرّغناه، قام فعل بس، فنقول: ما: نافية وقام: فعل ماض، وإلاّ يسمّونها هنا أداة حصر، أو أداة استثناء ملغاة، أو أداة استثناء ملغاة، وهذا أقيس أن تقول أداة استثناء ملغاة، وزيدٌ؟
الطالب : فاعل.
الشيخ : فاعل قام، كأن إلاّ ما هي موجودة، كأنك قلت: ما قام زيدٌ، طيب ما أكرمتُ إلاّ المجتهدَ، ما أكرمتُ، أين مفعول أكرمت؟
الطالب : المجتهد.
الشيخ : المجتهد، لأني فرّغته من المفعول أكرمت وسلّطته على الذي بعد إلاّ، كأن الذي بعد إلاّ هو مفعوله، نعم ما أكرمتُ إلاّ المجتهدَ، ما مررتُ إلاّ بزيدٍ، ما مررتُ، مررتُ معروف أنها تتعدى بالباء، فرّغناه فلم نأت بالمعمول وجعلناه بعد إلاّ، فصار ما مررتُ إلاّ بزيدٍ، صار الآن معمول مررت بعد قولك: إلاّ، هو الذي يقع بعد إلاّ، لأن إلاّ لما فرّغنا ما قبل إلاّ لما بعدها :
" وإن يُفــــــــــرغ سابـــــق إلا لمـــا *** بعد يكــن كــــما لــــو إلا عَدمــــا "
وهذه هي الحالة الثالثة للاستثناء أن يكون ما قبلها ناقصًا بمعنى: يتطلّب المعمول مفرغًا، فيكون ما بعد إلاّ معمولًا له إن طلبه على أنه فاعل فهو فاعل، أو أنه على أنه مفعول به فهو مفعول به، أو على أنه مجرور فهو مجرور، ما كان زيدٌ إلاّ قائمًا هذا مفرّغ وإلاّ لا؟
الطالب : ...
الشيخ : ما كان زيدٌ إلاّ قائما.
الطالب : مفرّغ.
الشيخ : مفرّغ لأن كان تريد اسمًا وخبرًا.
الطالب : ...
الشيخ : ... فإذن هو مفرّغ، مفرّغ ليس من كل معموليه، من عامل واحد وهو الخبر، ما ظننت زيدا إلاّ فاهمًا، مفرّغ وإلاّ لا؟
الطالب : مفرغ.
الشيخ : مفرّغ من مفعوليه وإلاّ من المفعول الثاني؟
الطالب : من المفعول الثاني.
الشيخ : من المفعول الثاني، فيكون المفعول الثاني ما بعد إلاّ، فيكون المفعول الثاني ما بعد إلاّ، نعم؟
الطالب : الإعراب ما يختلف؟
الشيخ : ما يختلف.
السائل : ما بعد إلاّ ... محذوف.
الشيخ : ...