شرح قول ابن مالك رحمه الله : والفاعل المعنى انصبن بأفــــعلا *** مفضلا كــــأنت أعلى منـــــزلا. حفظ
الشيخ : قال :
" والفاعل المعنى انصبَن بأفــــعلا *** مُفَضِّلًا كــــأنت أعلى منـــــزلًا "
ما جبنا النسبة، تمييز النسبة معناه أن التمييز يكون محولًا عن الفاعل أو المفعول، مثاله عن الفاعل: مثال تحويله عن الفاعل قولك: تصبب زيد عرقًا، أصله: تصبب عرقُ زيد، عرق زيد، حُوِّل هذا عن الفاعل إلى التمييز فقلنا: تصبب زيد عرقًا، طيب امتلأ السوق مطرًا، هذا من النسبة ولا من الذوات؟
الطالب : من الذوات.
الشيخ : من الذوات، من الذوات لأن ... مطر هاه؟ وأيضًا ما حُوِّل عن الفاعل، لأن الفاعل هو السوق، مو بالمطر الممتلي، كذا؟ طيب ويحول عن المفعول به كمثل قوله تعالى: (( وفجرنا الأرض عيونًا )) فجرنا الأرض، فجرنا: فعل وفاعل، والأرض: مفعول به، وعيونًا: تمييز تمييز لإيش؟
الطالب : لعيونًا.
الشيخ : إي تمييز المفعول به، تمييز المفعول به، تمييز محول عن المفعول به، فإذًا هو تمييز للأرض في الواقع، تمييز للأرض لأنه محول عن المفعول به، والأصل: فجرنا عيون الأرض، لكن فجرنا الأرض عيونًا أبلغ، لأن فجرنا عيون الأرض معناه ما تفجر إلا العيون، لكن فجرنا الأرض عيونًا كل الأرض تفجرت صارت عيونًا، فهي أبلغ، طيب قال:
" والفاعل المعنى انصبن بأفــــعلا *** مفضِّلًا كــــأنت أعلى منـــــزلا "
الفاعل المعنى انصبن، الفاعل المعنى ويش إعراب الفاعل؟
الطالب : مفعول به.
الشيخ : مفعول لانصبن.
الطالب : مقدَّم.
الشيخ : مقدم، وقوله: " الفاعل المعنى " يعني: الفاعل في المعنى، انصبن، انصبن ليش مبني على الفتح؟
الطالب : لاتصاله بنون التوكيد.
الشيخ : لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، يعني: فعل أمر متصل بنون التوكيد الخفيفة فبني على الفتح، وقوله: " انصبن بأفعلا مفضِّلًا " يعني: قاصدًا التفضيل، إما تفضيل زيد على زيد ولا تفضيل حال على حال وما أشبه ذلك، المهم أنه إذا وقع التمييز بعد اسم التفضيل وهو فاعل في المعنى فانصبه
" أنت أعلى منـــــزلا "
أصلها: أنت علا منزلك، كذا ولا لا؟ أنت علا منزلك، فتجد الآن أن أعلى يقوم مقامه علا، ومنزلًا يقوم مقامه الفاعل، فمنزل إذًا فاعل في المعنى ولا لا؟
الطالب : فاعل.
الشيخ : فاعل في المعنى أنت أعلى منزلًا، أما زيد أفضل من عمرو فليس فيه فاعل في المعنى، أو زيد أفضل رجل، أفضل رجل ما نقول رجل هذا ينصب على التمييز، لأنه ليس فاعلًا في المعنى، والحاصل أن ما وقع بعد أفعل التفضيل، كل اسم يقع بعد أفعل التفضيل فإن كان فاعلًا في المعنى نُصب تمييزًا، وإلا وجب جره بالإضافة، هذه القاعدة: كل اسم يقع بعد اسم التفضيل.
الطالب : ما هو فعل.
الشيخ : بعد اسم التفضيل، فإن كان فاعلًا في المعنى وجب نصبه على التمييز، وإلا وجب جره بإيش؟
الطالب : بالإضافة.
الشيخ : بالإضافة، تقول مثلًا: أنا أكثر منك مالًا، أي: كثر مالي على مالك، أعز نفرًا، عز نفري على نفرك، فهمتم؟ تقول: فلان أكرم رجل، هذا فاعل في المعنى؟ رجل فاعل في المعنى؟ هاه؟
الطالب : لا.
الشيخ : ما يصلح نقول: فلان كرم رجل ما يصلح، إذًا يجب جره بالإضافة، فتقول: أكرم رجل، طيب المؤذون أطول الناس أعناقًا، إيش إعراب أعناقًا؟
الطالب : تمييز.
الشيخ : تمييز، لأن أصله؟
الطالب : طالت.
الشيخ : طالت أعناقهم، فإذًا هو فاعل في المعنى أو لا؟ طيب تقول مثلًا: فلان أسلم قلبًا، هاه؟ يصلح تمييز ولا لا؟ هاه؟ فلان أسلم قلبًا هذا تمييز، لأن المعنى سلم قلبه، وتقول: قلب فلان أسلم قلب، يصلح نقول قلب فلان أسلم قلبًا؟
الطالب : ما يصلح.
الشيخ : ما يصلح، لأن القلب هو القلب، إذًا فيجب جره بالإضافة، والحاصل هذا البيت القاعدة اللي نأخذ منه: إذا وقع بعد اسم التفضيل اسم محول عن الفاعل في المعنى فهو إيش؟
الطالب : وجب نصبه.
الشيخ : وجب نصبه على التمييز، وإن لم يكن فاعلًا في المعنى وجب جره بالإضافة، والله أعلم.
الطالب : ما الفرق الآن بين إذا كان ... إذا قلنا: اشتريتُ شِبر أرض؟
الشيخ : أنه يأتي التمييز.