تتمة تفسير قوله تعالى : (( فأحيا به الأرض بعد موتها )) والكلام على المجاز في القرآن واستدلالهم بقوله تعالى : (( واسأل القرية )) حفظ
((فأحيا الأرض بعد موتها وتصريف الرياح)) نعم ((وبث فيها من كل دابة )) طيب نشوف ((بث)) ويش معطوفة عليه ؟ (( وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة)) على ((أحيا)) ؟ إذا بث معناها بث الدواب بعد نزول المطر؟ الظاهر أنها معطوفة عل قوله: ((أنزل)) يعني وفيما بث فيها من كل دابة، وفيما بث في الأرض من كل دابة، أو في الأرض والسماء؟ ((وما بث فيها)) أي في الأرض (( من كل دابة)) كل، أتى بها للدلالة على الأنواع والأجناس في الأرض من الدواب ما يعلم بها إلا الذي خلقها، ما يعلم بأنواعها وأجناسها فضلا عن أفرادها إلا الذي خلقها سبحانه وتعالى، يعلم هذه الأجناس، وأنواعها، وأفرادها، وأحوالها، وكلما يصلحها يعلمها الله عزوجل، ففيها من آيات الله الدالة على كمال قدرته، ورحمته، وعلمه، وحكمته ما يبهر العقول، شف سبحان الله العظيم تجد هذه الدواب المختلفة المتنوعة، والحشرات الصغيرة كيف الله هداها لما خلقت له ((أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)) حتى إنك لترى الماء يدخل في جحر الذر فترى الذر تخرج من هذا الجحر حاملة أولادها، ذر تحمل أولادها، ماذا ترجوا من هذه الأولاد؟ لكن رحمة أرحم الراحمين جعل في قلب هذه الذرة رحمة لتحمل أولادها عن الغرق، أنا شاهدته بعيني، وأنتم إذا شئتم جرب،
السائل :هل لها قلب؟
الشيخ :نعم؟
السائل :جعل لها القلب؟
الشيخ :نعم لها القلب، ولها عقل يليق بها، فالحاصل إن هذا من آيات الله عزوجل، كذلك أيضا البهائم، السباع الضارية التي تأكل مادون أولادها من الحيوان، تجد أولادها الذي أكبر من الذي تأكل ماذا تصنع به؟ تحنوا عليه وتربيه حتى إذا استقل بنفسه صار عدوا لها، أو صارت هي عدوة لها، الهرة تربي أولادها، فإذا استغنوا عنها تردتهم ، صارت عدوة لها، هذا من آيات الله عزوجل، في هذه الدواب التي بث الله في الأرض من آيات الله إنك ترى بعض الدواب تدب على الأرض تدب، لكن ما تكاد تدرك جسمها فضلا عن أعضائها، فضلا عما في جوفها، ومع ذلك عايشة ولا لا؟ عايشة ما هي عائشة، خولة؟ عايشة على ما هي عليه، عايشة وتعرف مصالحها، تعرف جحرها، وتأوي إليه هذه من آيات الله، وعلى كل حال نحن ما نعرف حقيقة، ما درسنا في علم الأحياء ومن درس في علم الأحياء وجد من هذا ما يبهر العقول، فما بث الله في الأرض من الدواب من أجناسه وأنواعه هذا فيه من آيات الله ما لا يحصى نعم؟، لأن في كل شيء منه آية، وهو لا يحصى أنواعا أو أجناسا فضلا عن أفراده.وقوله: ((وما بث فيها من كل دابة)) فيه آيات، يعني هذه الدواب العظيمة الكثيرة معلومة عند الله؟معلومة لأنه خلقها، موضوع فيها الرحمة لأننا نشاهد التراحم بينها، فيها مصالح للعباد ولا لا؟ نعم ((أولم يروا أنا خلقنا لهم مما علمت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون وذللنها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون)) وهنا آية أيضا غريبة وهي: تمام قدرة الله عزوجل بخلق الضدين في الحيوان، في حيوان يؤذي بني آدم، وفيه حيوان ينتفع به بنو آدم، والخالق واحد، والمادة واحدة، والجنس واحد، مع ذلك هذا منه غاية الضرر، وهذا منه منافع كثيرة وإلا لا؟ البعير أكبر من العقرب معلوم؟ معلوم، العقرب تلدغ فتؤذي أو تضر وربما تقتل، والبعير؟ تنفع، ذللها الله عزوجل يجيء الصبي الصغير الذي يرعاها يأخذ بخطامها ويقودها إلى ما شاء، أو يستدبرها ويسوقها إلى ما شاء، وهذا لاشك إنه من آيات الله الذي خلق هذه المخلوقات العظيمة وجعل بعضها نافعا وبعضها ضارا هذا من آيات الله.
السائل :شيخ فيها آيات ردا على الممثلة الذين مثلوا الله بخلقه إذ فيها تباين الأشياء مع اتفاق الاسم؟
الشيخ :أيه مع اتفاق الاسم ، أي نعم.