شرح قول المصنف "... وساكن البيت وإمام المسجد أحق إلا من ذي سلطان...". حفظ
الشيخ : قال ثم من قرأ، ثم قال المؤلف " وساكن البيت وإمام المسجد أحق " .
ساكن البيت أحق من الضيف لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمّنّ الرجل الرجل في أهله ) أخرجه مسلم ( أو في بيته ) كما هي رواية أبي داود ( لا يؤمّنّ الرجل الرجل في أهله أو في بيته ) والنهي هنا على سبيل التنزيه وقيل على سبيل التحريم.
إذًا فصاحب البيت أولى، طيب إذا اجتمَعَ مالك البيت ومستأجر البيت؟ المستأجر أولى لأن المستأجر مالِكُ المنفعة فهو أحق بالانتفاع فيه، في هذا البيت.
طيب وقوله " إمام المسجد أحق " يعني أحق من غيره حتى وإن وُجِد من هو أقرأ فلو أن إمام المسجد كان قارئا يقرأ القرأن على وجه تحصل به براءة الذمة وحضر رجل عالم قارئ فقيه أيّهما أولى؟ إمام المسجد أولى لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمّنّ الرجل الرجل في سلطانه ) وإمام المسجد في مسجده سلطان فيه ولهذا لا تُقام الصلاة إلا بحضوره وإذنه حتى إن بعض العلماء قال لو أن شخصا أمّ في مسجد بدون إذن إمامه فالصلاة باطلة.
إذًا فالسلطة في المسجد لمن؟ لإمام المسجد وعلى هذا فنقول إمام المسجد أحق من غيره ولو كان أقرأ منه ودليله ما سمعتم ( لا يؤمّنّ الرجل الرجل في سلطانه ) طيب والتعليل يؤيّد ذلك لأننا لو قلنا إن الأقرأ أولى حتى ولو كان للمسجد إمام راتب لحصل بذلك فوضى وكان هذا المسجد كل صلاة له إمام بل ربما يجيء واحد أهوج أعوج فإذا دخل في أثناء الصلاة وهو أقرأ من الإمام أخّره وتقدّم هو وقال أنا أقرأ منك، نعم بعض الناس يفعل هذا، الجاهل أعمى.
فإذًا نقول كما أن إمام المسجد أحق من غيره بمقتضى الدليل فهو أحق من غيره بمقتضى التعليل، فله إذًا دليلان أثري ونظري، طيب.
قال المؤلف " إلا من ذي سلطان " يعني إلا من ذي سلطان فإن ذا السلطان مُقدّم على إمام المسجد، لكن من ذو السلطان؟ هل هو الإمام الأعظم أو إمام البلد أعني أمير البلد؟ نقول الإمام الأعظم أحق فلو أن الإمام الأعظم حضر إلى المسجد، الإمام الأعظم رئيس الدولة الأعلى اللي هو أعلى سلطة في الدولة، لو حضر قلنا إنه أولى من إمام المسجد بإيش؟ بالإمامة استدلوا بعموم قوله صلى الله عليه وسلم ( ولا يؤمّنّ الرجل الرجل في سلطانه ) ولكن قد يقول قائل الإمام في مسجده سلطان وهذه سلطة أخَصّ من سلطة الإمام الأعظم لكنهم أجابوا فقالوا إن سلطته دون سلطة السلطان الأعظم فسلطة السلطان الأعظم أقوى بدليل أنه يمكن للسلطان الأعظم أن يزيل هذا عن منصبه فصار سلطة السلطان الأعظم أقوى وإذا كانت أقوى كان السلطان الأعظم أحق بالإمامة، وهنا نسأل حضر الإمام الأعظم إلى صلاة الجمعة فمن الذي يُقدّم في صلاة الجمعة؟ الإمام الأعظم أو إمام المسجد الجامع؟
السائل : ... .
الشيخ : المؤلف يقول إمام المسجد أولى إلا من ذي سلطان، في هذه الحال نقدم من؟ نقدّم الإمام الأعظم ولكنكم في هذا الجواب لستم فقهاء والسبب أنكم لم تقرؤوا باب صلاة الجمعة لأن الإمام الأعظم في هذه الصورة لو صلى بالناس إماما بطلت صلاتهم، نعم، ليش؟ قالوا لأن الإمام الأعظم لا يصح أن يكون إماما للجمعة وهو غير مستوطن لأن من شرط الإمامة في الجمعة أن يكون الإمام مستوْطنا والإمام الأعظم لم يستوْطن، عاصمته بلد أخر، نعم، ولكن أجاب بعض العلماء لأن المسألة خلافية، أجابوا عن هذا بأن هذا التعليل عليل، لماذا؟ أولا ما الدليل على أن الجمعة لا يصح أن يكون الإنسان إماما فيها إلا إذا كان مستوطنا؟ ما فيه دليل.
وثانيا ربما لو قلنا للإمام الأعظم لما أراد يتقدّم يُصلي الجمعة قلنا وخّر وراء لأن إمام المسجد أحق منك لأنه مقيم ربما يقول كل مملكتي بلادي فأنا مستوْطن في كل بلد من مملكتي، ما يمكن يقول هكذا؟ يمكن، ولهذا كان من اعتذار بعض العلماء لعثمان بن عفان رضي الله عنه حين أتم في منى في الحج قالوا لأن الإمام الأعظم أو الخليفة كل ما تحت يده فهو بلد له فيكون مهما ذهب فهو مسافر لكن هذا على كل حال.
السائل : ... .
الشيخ : نعم، مهما ذهب فهو مستوطن لكن لا شك أن هذا التعليل عليل بل ميّت، ما يكفي أن نقول عليل، ليش؟ لأن النبي عليه الصلاة والسلام أشَدّ ملكا وتثبيتا من غيره ومع ذلك كان إذا سافر من المدينة يَقْصر الصلاة بل عثمان بن عفان في السفر يقْصر، على كل حال أنا قلت لكم إن القول بأن الإمام الأعظم لا يصح أن يكون إماما للجمعة في غير بلده قول ضعيف وتعليل عليل بل الصحيح أن غير الإمام الأعظم أيضا يصح أن يكون إماما في الجمعة يعني لو واحد من الناس عادي قَدِم إلى بلد فقال له أهل البلد لما جاءت الجمعة يا فلان اخطب بنا وصلّي بنا، فخطب وصلى أتدرون ماذا يكون الأمر على المذهب؟ تكون الصلاة باطلة لا بد أن يُعيدوها جمعة إن كان الوقت باقيا فإن خرج الوقت يجب عليهم إعادتها ظهرا ولكن هذا القول ضعيف والعمل الأن عليه أو على خلافه؟ على خلافه، ولذلك كان الإخوة الذين يتجوّلون الأن في القرى للإرشاد إذا حضَروا إلى الجامع قال لهم إمام الجامع صلوا جزاكم الله خيرا اخطبوا وصلوا فيخطبون ويصلون من غير نكير لأنه الحمد لله هذا هو الصحيح، نعم؟