قال المؤلف:" وأنت على كل شئ قدير " حفظ
الشيخ : ولكنها من زيادات بعض الفقهاء لأنها لم ترد في الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعناها إنك على شيء قدير وأنت على كل شيء قدير أن الله قادر على كل شيء قادر على أن يوجد المعدوم وأن يعدم الموجود وأن يغير الحال من حال من أحسن إلى حسن أو من حسن إلى أردأ أو من أردأ إلى حسن أو من حسن إلى أحسن المهم أنه على كل شيء قدير وهذه جملة عامة لا يستثنى منها شيء وقول صاحب التفسير الجلالين في قوله تعالى في سورة المائدة (( لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير )) يقول خصّ العقل ذاته فليس عليها بقادر هذا القول منكر هذا القول منكر وذلك لأن قوله خصّ العقل ذاته أين العقل الذي خصّ ذاته بأنه ليس قادرا عليها أليس الله يفعل ما يريد؟ بلى يفعل ما يريد والفاعل لما يريد يفعله بنفسه فهو قادر على أن يفعل ما شاء وأن يدع ما شاء نعم الشيء الذي لا يليق بجلاله عز وجل لا يمكن أن يكون متعلق القدرة لأن أصل القدرة لا تتعلق به كما لو قال قائل هل يقدر الله على أن يخلق مثله نقول هذا مستحيل لأن المثلية ممتنعة لو لم يكن من انتفاء المماثلة إلا أن الثانية مخلوق والأول خالق الأول واجب الوجود والثاني ممكن الوجود لو لم يكن إلا هذا الفرق لكان كافيا مع أنه مستحيل ويذكر أن جنود الشيطان جاؤوا إليه استمع لقصة هذه غريبة جاؤوا إليه فقالوا له يا سيدنا نراك تفرح بموت الواحد من العلماء ولا تفرح بموت آلاف العبّاد كيف هذا العابد الدي يعبد الله ليلا ونهارا يسبح ويهلل ويصوم ويتصدق لا تفرح به بالألف فرحك الواحد من العلماء قال نعم أنا أدلكم على هذا فذهب إلى عابد وقاله يا أيها الشيخ هل يقدر الله أن يجعل السماوات في جوف بيضة السماوات كلها بكبرها في جوف بيضة فقال العابد لا ما يصير ما يصير قال احبسوها عندكم قيدوها غلطة كبيرة وذهب إلى العالم وقاله هل يقدر الله أن يجعل السماوات في جوف بيضة قال نعم قال كيف قال (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) إذا قال للسماوات كوني في جوف بيضة كانت نعم فقال انظر الفرق بين هذا وهذا فالمهم أنه يجب أن نطلق نقول إن الله على كل شيء قدير فإن قال قائل عبارة ترد كثيرا عند الناس إنه على ما يشاء قدير هل هذا جائز؟ قلنا لا، لا يجوز إلا مقيدا لأنك إذا قلت إنه على ما يشاء قدير أوهم أن ما لا يشاؤه لا يقدر عليه وهو قادر على الذي يشاء والذي لا يشاء لكن إذا قيدت المشيئة بشيء معين صح كقوله تعالى (( وهو على جمعهم إذا يشاء قدير )) يعني إذا يشاء جمعهم فهو قادر عليه وكذلك في قصة الرجل الذي أدخله الله الجنة آخر ما كان فقال الله له إني على ما أشاء قادر لأنه يتعلق بفعل معين.