-
تتمة شرح قول المصنف : " ... وإنما المقصود هنا أن مجرد الاعتماد في نفي ما ينفي على مجرد نفي التشبيه لا يفيد؛ إذ ما من شيئين إلا ويشتبهان من وجه ويفترقان من وجه، بخلاف الاعتماد على نفي النقص والعيب ونحو ذلك، مما هو ـ سبحانه وتعالى ـ مقدس عنه، فإن هذه طريقة صحيحة ... ". وفيه الطريقة الصحيحة في النفي تتناول نفي النقص .
-
شرح قول المصنف : " ... وكذلك إذا أثبت له صفات الكمال ونفي مماثلة غيره له فيها، فإن هذا نفي المماثلة فيما هو مستحق له، وهذا حقيقة التوحيد، وهو ألا يشركه شيء من الأشياء فيما هو من خصائصه. وكل صفة من صفات الكمال فهو متصف بها على وجه لا يماثله فيه أحد؛ ولهذا كان مذهب سلف الأمة وأئمتها إثبات ما وصف به نفسه من الصفات، ونفي مماثلته لشيء من المخلوقات. ". وفيه الطريقة الصحيحة في النفي تتناول نفي المثل في صفات الكمال .
-
الكلام على اصطلاحات أهل الكلام التي ذكرها عنهم شيخ الإسلام كالجسم .
-
شرح قول المصنف : " ... فإن قيل: إن الشيء إذا شابه غيره من وجه جاز عليه ما يجوز عليه من ذلك الوجه، ووجب له ما وجب له، وامتنع عليه ما امتنع عليه. قيل: هب أن الأمر كذلك، ولكن إذا كان ذلك القدر المشترك لا يستلزم إثبات ما يمتنع على الرب سبحانه وتعالى، ولا نفي ما يستحقه لم يكن ممتنعًا، كما إذا قيل: إنه موجود حي عليم سميع بصير، وقد سمى بعض المخلوقات حيًا سميعًا عليمًا بصيرًا. فإذا قيل: يلزم أنه يجوز عليه ما يجوز على ذلك من جهة كونه موجودًا حيًا عليما سميعًا بصيرًا. قيل: لازم هذا القدر المشترك ليس ممتنعًا على الرب تعالى، فإن ذلك لا يقتضي حدوثًا ولا إمكانًا، ولا نقصًا ولا شيئًا مما ينافي صفات الربوبية. ". وفيه ذكر اعتراض والجواب عنه .
-
شرح قول المصنف : " ... وذلك أن القدر المشترك هو مسمى الوجود أو الموجود، أو الحياة أو الحي، أو العلم أو العليم، أو السمع والبصر، أو السميع والبصير، أو القدرة أو القدير، والقدر المشترك مطلق كلي لا يختص بأحدهما دون الآخر، فلم يقع بينهما اشتراك لا فيما يختص بالممكن المحدث، ولا فيما يختص بالواجب القديم، فإن ما يختص به أحدهما يمتنع اشتراكهما فيه. فإذا كان القدر المشترك الذي اشتركا فيه صفة كمال، كالوجود والحياة والعلم والقدرة، ولم يكن في ذلك شيء مما يدل على خصائص المخلوقين، كما لا يدل على شيء من خصائص الخالق، لم يكن في إثبات هذا محذور أصلًا، بل إثبات هذا من لوازم الوجود، فكل موجودين لابد بينهما من مثل هذا، ومن نفى هذا لزمه تعطيل وجود كل موجود ... ". وفيه تتمة الجواب على الاعتراض .
-
شرح قول المصنف : " ... ولهذا لما اطلع الأئمة على أن هذا حقيقة قول الجهمية سموهم معطلة، وكان جهم ينكر أن يسمى الله شيئًا، وربما قالت الجهمية: هو شيء لا كالأشياء، فإذا نفي القدر المشترك مطلقًا لزم التعطيل التام ... ". وفيه ذكر تتمة الجواب على الاعتراض .
-
تتمة شرح قول المصنف : " ... فإذا كان القدر المشترك الذي اشتركا فيه صفة كمال، كالوجود والحياة والعلم والقدرة، ولم يكن في ذلك شيء مما يدل على خصائص المخلوقين، كما لا يدل على شيء من خصائص الخالق، لم يكن في إثبات هذا محذور أصلًا، بل إثبات هذا من لوازم الوجود، فكل موجودين لابد بينهما من مثل هذا، ومن نفى هذا لزمه تعطيل وجود كل موجود ... ". وفيه تتمة الجواب على الاعتراض .
-
تتمة شرح قول المصنف : " ... ولهذا لما اطلع الأئمة على أن هذا حقيقة قول الجهمية سموهم معطلة، وكان جهم ينكر أن يسمى الله شيئًا، وربما قالت الجهمية: هو شيء لا كالأشياء، فإذا نفي القدر المشترك مطلقًا لزم التعطيل التام ... ". وفيه تتمة الجواب على الاعتراض .
-
شرح قول المصنف : " ... والمعاني التي يوصف بها الرب سبحانه وتعالى كالحياة، والعلم والقدرة، بل الوجود والثبوت، والحقيقة ونحو ذلك تجب له لوازمها، فإن ثبوت الملزوم يقتضي ثبوت اللازم، وخصائص المخلوق التي يجب تنزيه الرب عنها ليست من لوازم ذلك أصلا، بل تلك من لوازم ما يختص بالمخلوق من وجود وحياة، وعلم ونحو ذلك. والله سبحانه منزه عن خصائص المخلوقين وملزومات خصائصه ... ". وفيه تتمة الجواب على الاعتراض .
-
تتمة شرح قول المصنف : " ... والمعاني التي يوصف بها الرب سبحانه وتعالى كالحياة، والعلم والقدرة، بل الوجود والثبوت، والحقيقة ونحو ذلك تجب له لوازمها، فإن ثبوت الملزوم يقتضي ثبوت اللازم، وخصائص المخلوق التي يجب تنزيه الرب عنها ليست من لوازم ذلك أصلا، بل تلك من لوازم ما يختص بالمخلوق من وجود وحياة، وعلم ونحو ذلك. والله سبحانه منزه عن خصائص المخلوقين وملزومات خصائصه ... ". وفيه تتمة الجواب على الاعتراض .
-
شرح قول المصنف : " ... وهذا الموضع من فهمه فهمًا جيدًا وتدبره، زالت عنه عامة الشبهات، وانكشف له غلط كثير من الأذكياء في هذا المقام. وقد بسط هذا في مواضع كثيرة. وبين فيها أن القدر المشترك الكلي لا يوجد في الخارج إلا معينًا مقيدًا، وأن معنى اشتراك الموجودًات في أمر من الأمور هو تشابهها من ذلك الوجه، وأن ذلك المعنى العام يطلق على هذا وهذا؛ لا أن الموجودًات في الخارج لا يشارك أحدهما الآخر في شيء موجود فيه، بل كل موجود متميز عن غيره بذاته وصفاته وأفعاله ... ". وفيه بيان معنى القدر المشترك بين الأشياء .
-
أحد الإخوة كان يجتمع مع بعض إخوانه في سرية تامة فنصح فلم يستجب فما رأيكم في العمل السري .؟
-
تتمة شرح قول المصنف : " ... لا أن الموجودات في الخارج لا يشارك أحدهما الآخر في شيء موجود فيه، بل كل موجود متميز عن غيره بذاته وصفاته وأفعاله. ". وفيه بيان معنى القدر المشترك بين الأشياء .
-
شرح قول المصنف : " ... ولما كان الأمر كذلك كان كثير من الناس يتناقض في هذا المقام، فتارة يظن أن إثبات القدر المشترك يوجب التشبيه الباطل، فيجعل ذلك له حجة فيما يظن نفيه من الصفات حذرًا من ملزومات التشبيه، وتارة يتفطن أنه لابد من إثبات هذا على كل تقدير, فيجيب به فيما يثبته من الصفات لمن احتج به من النفاة ... ". وفيه أن عدم فهم القدر المشترك بين الأشياء يوقع في الغلط والتناقض .
-
شرح قول المصنف : " ... ولكثرة الاشتباه في هذا المقام، وقعت الشبهة في أن وجود الرب هل هو عين ماهيته، أو زائد على ماهيته؟ وهل لفظ الوجود مقول بالاشتراك اللفظي أو التواطؤ أو التشكيك؟ كما وقع الاشتباه في إثبات الأحوال ونفيها، وفي أن المعدوم هل هو شيء أم لا؟ وفي وجود الموجودات هل هو زائد على ماهيتها أم لا؟. وقد كثر من أئمة النظار الاضطراب والتناقض في هذه المقامات؛ فتارة يقول أحدهم القولين المتناقضين، ويحكى عن الناس مقالات ما قالوها، وتارة يبقى في الشك والتحير. وقد بسطنا من الكلام في هذه المقامات، وما وقع من الاشتباه والغلط والحيرة فيها لأئمة الكلام والفلسفة، ما لا تتسع له هذه الجمل المختصرة ... ". وفيه أمثلة عدم فهم القدر المشترك بين الأشياء يوقع في الغلط والتناقض .
-
شرح قول المصنف : " ... وبينا أن الصواب هو أن وجود كل شيء في الخارج هو ماهيته الموجودة في الخارج، بخلاف الماهية التي في الذهن، فإنها مغايرة للموجود في الخارج، وأن لفظ الوجود كلفظ الذات والشيء والماهية والحقيقة ونحو ذلك، فهذه الألفاظ كلها متواطئة. فإذا قيل: إنها مشككة لتفاضل معانيها، فالمشكك نوع من المتواطئ العام الذي يراعى فيه دلالة اللفظ على القدر المشترك، سواء كان المعنى متفاضلًا في موارده أو متماثلاً. ". وفيه أمثلة عدم فهم القدر المشترك بين الأشياء يوقع في الغلط والتناقض .
-
شرح قول المصنف : " ... وبينا أن المعدوم شيء أيضًا في العلم والذهن لا في الخارج، فلا فرق بين الثبوت والوجود، لكن الفرق ثابت بين الوجود العلمي والعيني، مع أن ما في العلم ليس هو الحقيقة الموجودة، ولكن هو العلم التابع للعالم القائم به. وكذلك الأحوال التي تتماثل فيها الموجودات وتختلف، لها وجود في الأذهان، وليس في الأعيان إلا الأعيان الموجودة وصفاتها القائمة بها المعينة، فتتشابه بذلك وتختلف به ... ". وفيه أمثلة عدم فهم القدر المشترك بين الأشياء يوقع في الغلط والتناقض .
-
تتمة شرح قول المصنف : " ... وكذلك الأحوال التي تتماثل فيها الموجودات وتختلف، لها وجود في الأذهان، وليس في الأعيان إلا الأعيان الموجودة, وصفاتها القائمة بها المعينة، فتتشابه بذلك وتختلف به. وأما هذه الجملة المختصرة، فإن المقصود بها التنبيه على جمل مختصرة جامعة، من فهمها علم قدر نفعها، وانفتح له باب الهدى، وإمكان إغلاق باب الضلال، ثم بسطها وشرحها له مقام آخر، إذ لكل مقام مقال. ". وفيه أمثلة عدم فهم القدر المشترك بين الأشياء يوقع في الغلط والتناقض .
-
شرح قول المصنف : " ... والمقصود هنا أن الاعتماد على مثل هذه الحجة فيما ينفي عن الرب وينزه عنه ـ كما يفعله كثير من المصنفين ـ خطأ لمن تدبر ذلك، وهذا من طرق النفي الباطلة ... ".
-
شرح قول المصنف : " ... فصـــل : وأفسد من ذلك ما يسلكه نفاة الصفات أو بعضها, إذا أرادوا أن ينزهوه عما يجب تنزيهه عنه، مما هو من أعظم الكفر، مثل أن يريدوا تنزيهه عن الحزن والبكاء ونحو ذلك، ويريدون الرد على اليهود، الذين يقولون: إنه بكى على الطوفان حتى رمد وعادته الملائكة، والذين يقولون بإلهية بعض البشر وأنه الله. فإن كثيرًا من الناس يحتج على هؤلاء بنفي التجسيم أو التحيز ونحو ذلك، ويقولون: لو اتصف بهذه النقائص والآفات لكان جسمًا أو متحيزًا وذلك ممتنع، وبسلوكهم مثل هذه الطريق استظهر عليهم هؤلاء الملاحدة، نفاة الأسماء والصفات، فإن هذه الطريقة لا يحصل بها المقصود لوجوه: ". وفيه ذكر أن الاحتجاج على نفي النقائص بنفي التجسيم أو التحيز لا يحصل المقصود .
-
شرح قول المصنف : " ... أحدها: أن وصف الله تعالى بهذه النقائص والآفات أظهر فسادًا في العقل والدين من نفي التحيز والتجسيم؛ فإن هذا فيه من الاشتباه والنزاع والخفاء ما ليس في ذلك، وكفر صاحب ذلك معلوم بالضرورة من دين الإسلام، والدليل معروف للمدلول ومبين له، فلا يجوز أن يستدل على الأظهر الأبين بالأخفى، كما لا يفعل مثل ذلك في الحدود ... ". وفيه الوجه الأول من أن الاحتجاج على نفي النقائص بنفي التجسيم أو التحيز لا يحصل المقصود .
-
التنبيه على تعريف النحاة للكلام وردهم على الأشاعرة في تأويلهم ذلك .
-
شرح قول المصنف : " ... الوجه الثاني: أن هؤلاء الذين يصفونه بهذه الصفات يمكنهم أن يقولوا: نحن لا نقول بالتجسيم والتحيز، كما يقوله من يثبت الصفات وينفي التجسيم، فيصير نزاعهم مثل نزاع مثبتة الكلام وصفات الكمال، فيصير كلام من وصف الله بصفات الكمال وصفات النقص واحدًا، ويبقى رد النفاة على الطائفتين بطريق واحد، وهذا في غاية الفساد. الثالث: أن هؤلاء ينفون صفات الكمال بمثل هذه الطريقة، واتصافه بصفات الكمال واجب, ثابت بالعقل والسمع، فيكون ذلك دليلًا على فساد هذه الطريقة. ". وفيه الوجه الثاني والثالث من أن الاحتجاج على نفي النقائص بنفي التجسيم أو التحيز لا يحصل المقصود .
-
شرح قول المصنف : " ... الرابع: أن سالكي هذه الطريقة متناقضون، فكل من أثبت شيئًا منهم ألزمه الآخر بما يوافقه فيه من الإثبات، كما أن كل من نفي شيئًا منهم ألزمه الآخر بما يوافقه فيه من النفي. فمثبتة الصفات كالحياة والعلم، والقدرة والكلام، والسمع والبصر, إذا قالت لهم النفاة كالمعتزلة: هذا تجسيم؛ لأن هذه الصفات أعراض، والعرض لا يقوم إلا بالجسم، فإنا لا نعرف موصوفًا بالصفات إلا جسمًا. قالت لهم المثبتة: وأنتم قد قلتم: إنه حي عليم قدير، وقلتم: ليس بجسم، وأنتم لا تعلمون موجودًا حيًا عالما قادرًا إلا جسمًا، فقد أثبتموه على خلاف ما علمتم، فكذلك نحن. وقالوا لهم: أنتم أثبتم حيًا عالما قادرًا، بلا حياة ولا علم ولا قدرة، وهذا تناقض يعلم بضرورة العقل. ثم هؤلاء المثبتون إذا قالوا لمن أثبت أنه يرضى ويغضب، ويحب ويبغض، أو من وصفه بالاستواء والنزول، والإتيان والمجيء، أو بالوجه واليد ونحو ذلك، إذا قالوا: هذا يقتضي التجسيم لأنا لا نعرف ما يوصف بذلك إلا ما هو جسم. قالت لهم المثبتة: فأنتم قد وصفتموه بالحياة والعلم والقدرة، والسمع والبصر والكلام، وهذا هكذا، فإن كان هذا لا يوصف به إلا الجسم فالآخر كذلك، وإن أمكن أن يوصف بأحدهما ما ليس بجسم فالآخر كذلك، فالتفريق بينهما تفريق بين المتماثلين. ". وفيه الوجه الرابع من أن الاحتجاج على نفي النقائص بنفي التجسيم أو التحيز لا يحصل المقصود .
-
شرح قول المصنف : " ... ولهذا لما كان الرد على من وصف الله تعالى بالنقائص بهذه الطريق طريقًا فاسدًا، لم يسلكه أحد من السلف والأئمة، فلم ينطق أحد منهم في حق الله تعالى بالجسم لا نفيًا ولا إثباتًا، ولا بالجوهر والتحيز ونحو ذلك؛ لأنها عبارات مجملة، لا تحق حقًا، ولا تبطل باطلاً. ولهذا لم يذكر الله في كتابه، فيما أنكره على اليهود وغيرهم من الكفار ما هو من هذا النوع، بل هذا هو من الكلام المبتدع، الذي أنكره السلف والأئمة ... ". وفيه ذكر الوجه الرابع من أن الاحتجاج على نفي النقائص بنفي التجسيم أو التحيز لا يحصل المقصود .
-
قال بعضهم : ما تقول في قوله تعالى : (( كل شيء هالك إلا وجهه )) ثم أجاب أن جميع صفات الله تهلك إلا الوجه فما ردكم ؟
-
شرح قول المصنف : " ... وطائفة ظنت أنه إذا كانت الموجودات تشترك في مسمى الوجود لزم أن يكون في الخارج عن الأذهان موجود مشترك فيه، وزعموا أن في الخارج عن الأذهان كليات مطلقة، مثل وجود مطلق وحيوان مطلق وجسم مطلق ونحو ذلك، فخالفوا الحس والعقل والشرع، وجعلوا ما في الأذهان ثابتًا في الأعيان، وهذا كله من أنواع الاشتباه. ". وفيه ذكر مذاهب طوائف ضلت في باب الأسماء والصفات .
-
شرح قول المصنف : " ... ومن هداه الله فرق بين الأمور وإن اشتركت من بعض الوجوه، وعلم ما بينهما من الجمع والفرق والتشابه والاختلاف، وهؤلاء لا يضلون بالمتشابه من الكلام؛ لأنهم يجمعون بينه وبين المحكم الفارق الذي يبين ما بينهما من الفصل والافتراق ... " .
-
شرح قول المصنف : " ... وهذا كما أن لفظ " إنا " و " نحن " وغيرهما من صيغ الجمع يتكلم بها الواحد له شركاء في الفعل، ويتكلم بها الواحد العظيم الذي له صفات تقوم كل صفة مقام واحد، وله أعوان تابعون له لا شركاء له. فإذا تمسك النصراني بقوله تعالى:)) إِنا نحن نزلنا الذكر )) . ونحوه على تعدد الآلهة، كان المحكم كقوله تعالى: (( وإِلـهكم إِله واحد )) . ونحو ذلك مما لا يحتمل إلا معنى واحدًا يزيل ما هناك من الاشتباه، وكان ما ذكره من صيغة الجمع مبينًا لما يستحقه من العظمة والأسماء والصفات وطاعة المخلوقات من الملائكة وغيرهم ... ". وفيه ذكر مذاهب طوائف ضلت في باب الأسماء والصفات .
-
شرح قول المصنف : " ... وأما حقيقة ما دل عليه ذلك من حقائق الأسماء والصفات، وما له من الجنود الذين يستعملهم في أفعاله، فلا يعلمهم إلا هو (( وما يعلم جنود ربك إلا هو )) وهذا من تأويل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله، بخلاف الملك من البشر إذا قال: قد أمرنا لك بعطاء، فقد علم أنه هو وأعوانه، مثل كاتبه وحاجبه وخادمه ونحو ذلك, أمروا به، وقد يعلم ما صدرت عنه ذلك الفعل من اعتقاداته وإراداته ونحو ذلك. والله سبحانه وتعالى لا يعلم عباده الحقائق التي أخبر عنها من صفاته وصفات اليوم الآخر، ولا يعلمون حقائق ما أراد بخلقه وأمره من الحكمة، ولا حقائق ما صدرت عنه من المشيئة والقدرة ... ". وفيه ذكر أن حقائق الأسماء والصفات من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله .
-
شرح قول المصنف : " ... وبهذا يتبين أن المتشابه يكون في الألفاظ المتواطئة، كما يكون في الألفاظ المشتركة التي ليست بمتواطئة، وإن زال الاشتباه بما يميز أحد النوعين من إضافة أو تعريف، كما إذا قيل: (( فيها أنهار من ماء ))، فهنا قد خص هذا الماء بالجنة، فظهر الفرق بينه وبين ماء الدنيا. لكن حقيقة ما امتاز به ذلك الماء غير معلوم لنا، وهو ـ مع ما أعده الله لعباده الصالحين مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشرـ من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله. وكذلك مدلول أسمائه وصفاته التي يختص بها، التي هي حقيقته, لا يعلمها إلا هو. ". وفيه ذكر أن حقائق الأسماء والصفات من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله .
-
شرح قول المصنف : " ... فصل : وأما في طرق الإثبات، فمعلوم أيضًا أن المثبت لا يكفي في إثباته مجرد نفي التشبيه، إذ لو كفى في إثباته مجرد نفي التشبيه لجاز أن يوصف سبحانه وتعالى من الأعضاء والأفعال بما لا يكاد يحصى, مما هو ممتنع عليه مع نفي التشبيه، وأن يوصف بالنقائص التي لا تجوز عليه مع نفي التشبيه. كما لو وصفه مفتر عليه بالبكاء والحزن والجوع والعطش، مع نفي التشبيه. وكما لو قال المفترى: يأكل لا كأكل العباد، ويشرب لا كشربهم، ويبكي ويحزن لا كبكائهم ولاحزنهم، كما يقال: يضحك لا كضحكهم، ويفرح لا كفرحهم، ويتكلم لا ككلامهم، ولجاز أن يقال: له أعضاء كثيرة لا كأعضائهم، كما قيل: له وجه لا كوجوههم، ويدان لا كأيديهم. حتى يذكر المعدة والأمعاء والذكر، وغير ذلك مما يتعالى الله عز وجل عنه سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا ... ". وفيه ذكر خطأ الاكتفاء في الإثبات بمجرد نفي التشبيه فيما يثبت .
-
شرح قول المصنف : " ... فإنه يقال لمن نفي ذلك مع إثبات الصفات الخبرية وغيرها من الصفات: ما الفرق بين هذا وبين ما أثبته إذا نفيت التشبيه وجعلت مجرد نفي التشبيه كافيًا في الإثبات، فلا بد من إثبات فرق في نفس الأمر ... ". وفيه ذكر خطأ الاكتفاء في الإثبات بمجرد نفي التشبيه فيما يثبت .
-
شرح قول المصنف : " ... فإن قال: العمدة في الفرق هو السمع، فما جاء به السمع أثبته دون ما لم يجئ به السمع. قيل له أولا: السمع هو خبر الصادق عما هو الأمر عليه في نفسه، فما أخبر به الصادق فهو حق من نفي أو إثبات، والخبر دليل على المخبر عنه، والدليل لا ينعكس، فلا يلزم من عدمه عدم المدلول عليه، فما لم يرد به السمع يجوز أن يكون ثابتًا في نفس الأمر، وإن لم يرد به السمع، إذا لم يكن نفاه. ومعلوم أن السمع لم ينف هذه الأمور بأسمائها الخاصة، فلابد من ذكر ما ينفيها من السمع، وإلا فلا يجوز حينئذ نفيها كما لا يجوز إثباتها. وأيضًا، فلابد في نفس الأمر من فرق بين ما يثبت له وينفى عنه، فإن الأمور المتماثلة في الجواز والوجوب والامتناع يمتنع اختصاص بعضها دون بعض بالجواز والوجوب والامتناع، فلابد من اختصاص المنفي عن المثبت بما يخصه بالنفي، ولابد من اختصاص الثابت عن المنفي بما يخصه بالثبوت. وقد يعبر عن ذلك بأن يقال: لابد من أمر يوجب نفي ما يجب نفيه عن الله تعالى، كما أنه لابد من أمر يثبت له ما هو ثابت، وإن كان السمع كافيًا كان مخبرًا عما هو الأمر عليه في نفسه، فما الفرق في نفس الأمر بين هذا وهذا؟ ". وفيه خطأ الاعتماد في النفي على عدم مجيء السمع .
-
شرح قول المصنف : " ... فيقال: كلما نافى صفات الكمال الثابتة للّه فهو منزه عنه، فإن ثبوت أحد الضدين يستلزم نفي الآخر، فإذا علم أنه موجود واجب الوجود بنفسه، وأنه قديم واجب القدم، علم امتناع العدم والحدوث عليه، وعلم أنه غني عما سواه. فالمفتقر إلى ما سواه في بعض ما يحتاج إليه لنفسه، ليس هو موجودًا بنفسه، بل بنفسه وبذلك الآخر الذي أعطاه ما تحتاج إليه نفسه فلا يوجد إلا به. وهو سبحانه وتعالى غني عن كل ما سواه، فكل ما نافى غناه فهو منزه عنه، وهو سبحانه وتعالى قدير قوي، فكل ما نافى قدرته وقوته فهو منزه عنه، وهو سبحانه حي قيوم، فكل ما نافى حياته وقيوميته فهو منزه عنه ... ". وفيه ذكر أن السمع والعقل يثبتان لله صفات الكمال وينفيان عنه ما ضاد صفات كماله .
-
شرح قول المصنف : " ... وبالجملة فالسمع قد أثبت له من الأسماء الحسنى وصفات الكمال ما قد ورد، فكل ما ضاد ذلك فالسمع ينفيه، كما ينفي عنه المثل والكفؤ، فإن إثبات الشيء نفي لضده، ولما يستلزم ضده، والعقل يعرف نفي ذلك كما يعرف إثبات ضده، فإثبات أحد الضدين نفي للآخر ولما يستلزمه ... ". وفيه ذكر أن السمع والعقل يثبتان لله صفات الكمال وينفيان عنه أن يكون له مثل أو كفؤ في مخلوقاته .
-
شرح قول المصنف : " ... فطرق العلم بنفي ما ينزه عنه الرب متسعة، لا يحتاج فيها إلى الاقتصار على مجرد نفي التشبيه والتجسيم، كما فعله أهل القصور والتقصير، الذين تناقضوا في ذلك، وفرقوا بين المتماثلين، حتى إن كل من أثبت شيئًا احتج عليه من نفاه بأنه يستلزم التشبيه. وكذلك احتج القرامطة على نفي جميع الأمور، حتى نفوا النفي، فقالوا: لا يقال: لا موجود ولا ليس بموجود، ولا حي ولا ليس بحي؛ لأن ذلك تشبيه بالموجود أو المعدوم فلزمهم نفي النقيضين، وهو أظهر الأشياء امتناعًا. ثم إن هؤلاء يلزمهم من تشبيهه بالمعدومات، والممتنعات، والجمادات، أعظم مما فروا منه من التشبيه بالأحياء الكاملين، فطرق تنزيهه وتقديسه عما هو منزه عنه متسعة لا تحتاج إلى هذا ... ". وفيه ذكر أن السمع والعقل يثبتان لله صفات الكمال وينفيان عنه أن يكون له مثل أو كفؤ في مخلوقاته .
-
شرح قول المصنف : " وقد تقدم أن ما ينفى عنه سبحانه وتعالى ينفى لتضمن النفي الإثبات، إذ مجرد النفي لا مدح فيه ولا كمال، فإن المعدوم يوصف بالنفي، والمعدوم لا يشبه الموجود، وليس هذا مدحًا له؛ لأن مشابهة الناقص في صفات النقص نقص مطلق، كما أن مماثلة المخلوق في شيء من الصفات تمثيل وتشبيه، ينزه عنه الرب تبارك وتعالى. ". وفيه أن السمع والعقل يثبتان لله صفات الكمال وينفيان عنه أن يكون له مثل أو كفؤ في مخلوقاته .
-
شرح قول المصنف : " ... والنقص ضد الكمال، وذلك مثل أنه قد علم أنه حي والموت ضد ذلك، فهو منزه عنه، وكذلك النوم والسِّنَةُ ضد كمال الحياة، فإن النوم أخو الموت، وكذلك اللُّغُوب نقص في القدرة والقوة، والأكل والشرب ونحو ذلك من الأمور فيه افتقار إلى موجود غيره، كما أن الاستعانة بالغير والاعتضاد به ونحو, ذلك تتضمن الافتقار إليه والاحتياج إليه. وكل من يحتاج إلى من يحمله أو يعينه على قيام ذاته أو أفعاله فهو مفتقر إليه، ليس مستغنيًا بنفسه، فكيف من يأكل ويشرب، والآكل والشارب أجوف، والمصمت الصمد أكمل من الآكل والشارب. ولهذا كانت الملائكة صمدًا لا تأكل ولا تشرب. وقد تقدم أن كل كمال ثبت لمخلوق فالخالق أولى به، وكل نقص تنزه عنه مخلوق فالخالق أولى بتنزيهه عن ذلك، والسمع قد نفي ذلك في غير موضع، كقوله تعالى: (( الله الصمد )). والصمد الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، وهذه السورة هي نسب الرحمن، أو هي الأصل في هذا الباب. وقال في حق المسيح وأمه: ((ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام )) . فجعل ذلك دليلًا على نفي الألوهية، فدل ذلك على تنزيهه عن ذلك بطريق الأولى والأحرى ... ". وفيه ذكر أن السمع والعقل يثبتان لله صفات الكمال وينفيان عنه أن يكون له مثل أو كفؤ في مخلوقاته .
-
شرح قول المصنف : " ... والكبد والطحال، ونحو ذلك، هي أعضاء الأكل والشرب، فالغني المنزه عن ذلك منزه عن آلات ذلك، بخلاف اليد فإنها للعمل والفعل، وهو سبحانه وتعالى موصوف بالعمل والفعل؛ إذ ذاك من صفات الكمال، فمن يقدر أن يفعل أكمل ممن لا يقدر علي الفعل ... ". وفيه ذكر أن السمع والعقل يثبتان لله صفات الكمال وينفيان عنه أن يكون له مثل أو كفؤ في مخلوقاته .
-
شرح قول المصنف : " ... وهو سبحانه منزه عن الصاحبة والولد، وعن آلات ذلك وأسبابه، وكذلك البكاء والحزن هو مستلزم للضعف والعجز، الذي ينزه الله عنه ، بخلاف الفرح والغضب فإنه من صفات الكمال، فكما يوصف بالقدرة دون العجز، وبالعلم دون الجهل، وبالحياة دون الموت، وبالسمع دون الصمم، وبالبصر دون العمى، وبالكلام دون البكم، فكذلك يوصف بالفرح دون الحزن، وبالضحك دون البكاء ونحو ذلك. ". وفيه أن السمع والعقل يثبتان لله صفات الكمال وينفيان عنه أن يكون له مثل أو كفؤ في مخلوقاته .
-
شرح قول المصنف : " ... وهم أيضًا عند التحقيق لا يقبلون الاستدلال بالكتاب والسنة على وفق قولهم؛ لما تقدم وهؤلاء يضلون من وجوه: منها ظنهم أن السمع بطريق الخبر, تارة وليس الأمر كذلك؛ بل القرآن بين من الدلائل العقلية التي تعلم بها المطالب الدينية ما لا يوجد مثله في كلام أئمة النظر, فتكون هذه المطالب: شرعية عقلية. ومنها ظنهم أن الرسول لا يعلم صدقه إلا بالطريق المعينة التي سلكوها, وهم مخطئون قطعًا في انحصار طريق تصديقه فيما ذكروه, فإن طرق العلم بصدق الرسول كثيرة, كما قد بسط في غير هذا الموضع ... ". وفيه ذكر بيان فساد دلائل المتكلمين وضلالهم .
-
شرح قول المصنف : " ... ومنها ظنهم أن تلك الطريق التي سلكوها صحيحة وقد تكون باطلة. ومنها ظنهم أن ما عارضوا به السمع معلوم بالعقل, ويكونون غالطين في ذلك؛ فإنه إذا وزن بالميزان الصحيح وجد ما يعارض الكتاب والسنة من المجهولات؛ لا من المعقولات, وقد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع ... ". وفيه ذكر بيان فساد دلائل المتكلمين وضلالهم .
-
شرح قول المصنف : " ... والمقصود هنا أن من صفات الله تعالى ما قد يعلم بالعقل, كما يعلم أنه عالم وأنه قادر وأنه حي؛ كما أرشد إلى ذلك قوله: (( ألا يعلم من خلق )) . وقد اتفق النظار من مثبتة الصفات على أنه يعلم بالعقل عند المحققين أنه حي عليم قدير مريد وكذلك السمع والبصر والكلام يثبت بالعقل عند المحققين, بل وكذلك الحب والرضا والغضب يمكن إثباته بالعقل, وكذلك علوه على المخلوقات ومباينته لها مما يعلم بالعقل, كما أثبتته بذلك الأئمة مثل أحمد بن حنبل وغيره, ومثل عبد العالي المكي وعبد الله بن سعيد بن كلاب ... ". وفيه ذكر أن من صفات الله ما يعلم بالعقل .
-
تتمة شرح قول المصنف : " .. والمقصود هنا أن من صفات الله تعالى ما قد يعلم بالعقل, كما يعلم أنه عالم وأنه قادر وأنه حي؛ كما أرشد إلى ذلك قوله: (( ألا يعلم من خلق )) . وقد اتفق النظار من مثبتة الصفات على أنه يعلم بالعقل عند المحققين أنه حي عليم قدير مريد وكذلك السمع والبصر والكلام يثبت بالعقل عند المحققين, بل وكذلك الحب والرضا والغضب يمكن إثباته بالعقل, وكذلك علوه على المخلوقات ومباينته لها مما يعلم بالعقل, كما أثبتته بذلك الأئمة مثل أحمد بن حنبل وغيره, ومثل عبد العالي المكي وعبد الله بن سعيد بن كلاب ... ". وفيه أن من صفات الله ما يعلم بالعقل .
-
شرح قول المصنف : " ... بل وكذلك إمكان الرؤية يثبت بالعقل, لكن منهم من أثبتها بأن كل موجود تصح رؤيته, ومنهم من أثبتها بأن كل قائم بنفسه يمكن رؤيته., وهذه الطريق أصح من تلك ... ". وفيه أن من صفات الله ما يعلم بالعقل .
-
شرح قول المصنف : " ... وقد يمكن إثبات الرؤية بغير هذين الطريقين, بتقسيم دائر بين النفي والإثبات, كما يقال: إن الرؤية لا تتوقف إلا على أمور وجودية؛ فإن ما لا يتوقف إلا على أمور وجودية يكون الموجود الواجب القديم أحق به من الممكن المحدث, والكلام على هذه الأمور مبسوط في غير هذا الموضع ... ". وفيه ذكر أن من صفات الله ما يعلم بالعقل .
-
شرح قول المصنف : " ... والمقصود هنا أنه لابد من الإيمان بالقدر، فإن الإيمان بالقدر من تمام التوحيد، كما قال ابن عباس: هو نظام التوحيد، فمن وحد الله وآمن بالقدر تم توحيده، ومن وحد الله وكذب بالقدر نقض توحيده. ولابد من الإيمان بالشرع، وهو الإيمان بالأمر والنهي، والوعد والوعيد، كما بعث الله بذلك رسله، وأنزل كتبه. ". وفيه معنى الإيمان بالقدر والشرع .
-
شرح قول المصنف : " ... والإنسان مضطر إلى شرع في حياته الدنيا، فإنه لابد له من حركة يجلب بها منفعته، وحركة يدفع بها مضرته، والشرع هو الذي يميز بين الأفعال التي تنفعه، والأفعال التي تضره، وهو عدل الله في خلقه، ونوره بين عباده، فلا يمكن الآدميين أن يعيشوا بلا شرع يميزون به بين ما يفعلونه ويتركونه. وليس المراد بالشرع مجرد العدل بين الناس في معاملاتهم، بل الإنسان المنفرد لابد له من فعل وترك، فإن الإنسان همام حارث، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أصدق الأسماء حارث وهمام )، وهو معنى قولهم: متحرك بالإرادة. ". وفيه ضرورة الإنسان إلى الشرع في الحياة الدنيا .
-
شرح قول المصنف : " ... فإذا كان له إرادة فهو متحرك بها، فلابد أن يعرف ما يريده، هل هو نافع له أو ضار؟ وهل يصلحه أو يفسده؟. وهذا قد يعرف بعضه الناس بفطرتهم كما يعرفون انتفاعهم بالأكل والشرب، وكما يعرفون ما يعرفون من العلوم الضرورية بفطرتهم، وبعضه يعرفونه بالاستدلال الذي يهتدون به بعقولهم، وبعضه لا يعرفونه إلا بتعريف الرسل وبيانهم لهم وهدايتهم إياهم ... ". وفيه ضرورة الإنسان إلى الشرع في الحياة الدنيا .
-
ما الفرق بين إنسان علم أن في غترته نجاسة فلم يغسلها ونسي فصلى وبين إنسان لم يعلم إلا وهو في الصلاة .؟
-
الكلام على القاعدة السابعة : أن من الطرق العقلية في إثبات الصفات أنه سبحانه لو لم يوصف بإحدى الصفتين المتقابلتين للزم وصفه بالأخرى .
-
اعتراض النفاة ومنهم الآمدي على أن من الطرق العقلية في إثبات الصفات أنه سبحانه لو لم يوصف بإحدى الصفتين المتقابلتين للزم وصفه بالأخرى . والجواب عليه .
-
مجمل الكلام على الأصل الثاني وهو التوحيد في العبادات, المتضمن للإيمان بالشرع والقدر .
-
شرح قول المصنف : " فصل : وأما الأصل الثاني وهو التوحيد في العبادات, المتضمن للإيمان بالشرع والقدر جميعًا . فنقول: إنه لا بد من الإيمان بخلق الله وأمره, فيجب الإيمان بأن الله خالق كل شيء وربه ومليكه, وأنه على كل شيء قدير, وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن, ولا حول ولا قوة إلا بالله, وقد علم ما سيكون قبل أن يكون, وقدر المقادير وكتبها حيث شاء, كما قال تعالى: (( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير )). وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء ) ... ". وفيه الأصل الثاني توحيد العبادة الواجب في شرع الله وقدره اعتقادا .
-
شرح قول المصنف : " ... ويجب الإيمان بأن الله أمر بعبادته وحده لا شريك له كما خلق الجن والإنس لعبادته, وبذلك أرسل رسله وأنزل كتبه ... ".
-
تتمة شرح قول المصنف : " ... ويجب الإيمان بأن الله أمر بعبادته وحده لا شريك له كما خلق الجن والإنس لعبادته, وبذلك أرسل رسله وأنزل كتبه ... ". وفيه الواجب في شرع الله وقدره اعتقادا .
-
شرح قول المصنف : " وعبادته تتضمن كمال الذل والحب له وذلك يتضمن كمال طاعته (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )). وقد قال تعالى: (( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله )) ... ". وفيه تعريف العبادة وكمال الطاعة .
-
شرح قول المصنف : " ... وقال تعالى:(( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)) . وقد قال تعالى: (( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون )) ، وقال تعالى: (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) . وقال تعالى: (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه )) . وقال تعالى: ((ا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون )) . فأمر الرسل بإقامة الدين وأن لا يتفرقوا فيه, ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد، والأنبياء إخوة لعلات وأنا أولى الناس بابن مريم لأنا ; إنه ليس بيني وبينه نبي ) ... ". وفيه ذكر تعريف العبادة وكمال الطاعة .
-
شرح قول المصنف : " وهذا الدين هو دين الإسلام الذي لا يقبل الله دينًا غيره, لا من الأولين ولا من الآخرين, فإن جميع الأنبياء على دين الإسلام, قال تعالى عن نوح (( واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم )).إلى قوله : (( وأمرت أن أكون من المسلمين )) وقال عن إبراهيم: (( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه )) . إلى قوله (( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين )) إلى قوله: (( فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) وقال عن موسى: (( يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين )) . وقال في خبر المسيح: (( وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون )) .وقال فيمن تقدم من الأنبياء: ((يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا )) . وقال عن بلقيس أنها قالت: (( رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين )) ... ". وفيه ذكر أن دين الأنبياء واحد وهو الإسلام .
-
شرح قول المصنف : " ... فالإسلام يتضمن الاستسلام لله وحده; فمن استسلم له ولغيره كان مشركا, ومن لم يستسلم له كان مستكبرا عن عبادته, والمشرك به والمستكبر عن عبادته كافر, والاستسلام له وحده يتضمن عبادته وحده وطاعته وحده. وهذا دين الإسلام الذي لا يقبل الله غيره ; وذلك إنما يكون بأن يطاع في كل وقت بفعل ما أمر به في ذلك الوقت ; فإذا أمر في أول الأمر باستقبال الصخرة, ثم أمرنا ثانيا باستقبال الكعبة, كان كل من الفعلين حين أمر به داخلًا في دين الإسلام, فالدين هو الطاعة والعبادة له في الفعلين ; وإنما تنوع بعض صور الفعل وهو وجه المصلى, فكذلك الرسل دينهم واحد وإن تنوعت الشرعة والمنهاج والوجهة والمنسك ; فإن ذلك لا يمنع أن يكون الدين واحدا كما لم يمنع ذلك في شريعة الرسول الواحد ... ". وفيه ذكر معنى الإسلام .
-
شرح قول المصنف : " ... والله تعالى جعل من دين الرسل أن أولهم يبشر بآخرهم ويؤمن به, وآخرهم يصدق بأولهم ويؤمن به, قال الله تعالى: (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )) قال ابن عباس رضي الله عنهما: لم يبعث الله نبيا إلا أخذ عليه الميثاق لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه, وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه, وقال تعالى: (( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )) ... ". وفيه ذكر أن أول الرسل يبشر بآخرهم وآخرهم يصدق بأولهم .
-
شرح قول المصنف : " ... وجعل الإيمان بهم متلازما, وكفر من قال: إنه آمن ببعض وكفر ببعض, قال الله تعالى: (( إ إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا )) وقال تعالى (( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب )) إلى قوله : (( تعملون )) . وقد قال لنا: (( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم )) . فأمرنا أن نقول: آمنا بهذا كله ونحن له مسلمون ... ".
-
شرح قول المصنف : " ... فمن بلغته رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فلم يقر بما جاء به, لم يكن مسلما ولا مؤمنا ; بل يكون كافرا وإن زعم أنه مسلم أو مؤمن . كما ذكروا أنه لما أنزل الله تعالى:(( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) قالت اليهود والنصارى: فنحن مسلمون: فأنزل الله تعالى: (( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )) . فقالوا: لا نحج, فقال تعالى: (( ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )) فإن الاستسلام لله لا يتم إلا بالإقرار بما له على عباده من حج البيت ; كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله , وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , وصوم رمضان , وحج البيت ) ولهذا لما وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة أنزل الله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ". وفيه كفر من بلغته رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يقر بها .
-
ما الفائدة من اصطلاح هذه المصطلحات إرادة شرعية وإرادة كونية .؟
-
تتمة سؤال ما الفائدة من اصطلاح هذه المصطلحات إرادة شرعية وإرادة كونية .؟
-
تتمة شرح قول المصنف : " ... فإن الاستسلام لله لا يتم إلا بالإقرار بما له على عباده من حج البيت ; كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله , وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة , وصوم رمضان , وحج البيت ) ولهذا لما وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة أنزل الله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ... ". وفيه ذكر كفر من بلغته رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ولم يقر بها .
-
شرح قول المصنف : " ... وقد تنازع الناس فيمن تقدم من أمة موسى وعيسى, هل هم مسلمون أم لا؟ وهو نزاع لفظي. فإن الإسلام الخاص الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم, المتضمن لشريعة القرآن ليس عليه إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم, والإسلام اليوم عند الإطلاق يتناول هذا, وأما الإسلام العام المتناول لكل شريعة بعث الله بها نبيا, فإنه يتناول إسلام كل أمة متبعة لنبي من الأنبياء ... ". وفيه أن الإسلام خاص وعام .
-
شرح قول المصنف : " ... ورأس الإسلام مطلقا شهادة أن لا إله إلا الله وبها بعث الله جميع الرسل, كما قال تعالى:(( ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) . وقال تعالى: (( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )) وقال تعالى عن الخليل: (( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون )). وقال تعالى عنه (( أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي إلا رب العالمين )) وقال تعالى: (( ق قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده )) وقال تعالى :(( واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون )) وذكر عن رسله كنوح وهود وصالح وغيرهم أنهم قالوا لقومهم: (( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )) . وقال عن أهل الكهف (( إ إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا )) . إلى قوله:(( فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا )) وقد قال سبحانه وتعالى: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) . ذكر ذلك في موضعين من كتابه ... ". وفيه ذكر بعث الرسل بالدعوة إلى توحيد العبادة .
-
شرح قول المصنف : " ... وكذك النوع الثاني, وهو قولهم: لا شبيه له في صفاته, فإنه ليس في الأمم من أثبت قديما مماثلا له في ذاته سواء قال: إنه مشاركه أو قال: إنه لا فعل له, بل من شبه به شيئا من مخلوقاته فإنما يشبهه به في بعض الأمور. وقد علم بالعقل امتناع أن يكون له مثل في المخلوقات, يشاركه فيما يجب أو يجوز أو يمتنع عليه, فإن ذلك يستلزم الجمع بين النقيضين كما تقدم, وعلم أيضا بالعقل أن كل موجودين قائمين بأنفسهما فلا بد بينهما من قدر مشترك, كاتفاقهما في مسمى الوجود والقيام بالنفس والذات ونحو ذلك, وأن نفي ذلك يقتضي التعطيل المحض, وأنه لا بد من إثبات خصائص الربوبية, وقد تقدم الكلام على ذلك ... ". وفيه النوع الثاني من أنواع التوحيد عند المتكلمين وهو قولهم هو واحد في صفاته لا شبيه له .
-
شرح قول المصنف : " ... ثم إن الجهمية من المعتزلة وغيرهم أدرجوا نفي الصفات في مسمى التوحيد, فصار من قال: إن لله علما أو قدرة, أو إنه يرى في الآخرة, أو إن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق, يقولون: إنه مشبه ليس بموحد. وزاد عليهم غلاة الجهمية والفلاسفة والقرامطة فنفوا أسماءه الحسنى, وقالوا: من قال: إن الله عليم قدير عزيز حكيم فهو مشبه ليس بموحد. وزاد غلاة الغلاة, وقالوا: لا يوصف بالنفي ولا الإثبات, لأن في كل منهما تشبيها له ... ". وفيه ذكر التوحيد عند أصناف الجهمية .
-
شرح قول المصنف : " ... وهؤلاء كلهم وقعوا من جنس التشبيه فيما هو شر مما فروا منه, فإنهم شبهوه بالممتنعات والمعدومات والجمادات فرارا من تشبيهم بزعمهم له بالأحياء ... ". وفيه ذكر التوحيد عند أصناف الجهمية .
-
شرح قول المصنف : " ... ومعلوم أن هذه الصفات الثابتة لله لا تثبت له على حد ما يثبت لمخلوق أصلاً, وهو سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله, فلا فرق بين إثبات الذات وإثبات الصفات, فإذا لم يكن في إثبات الذات إثبات مماثلة للذوات لم يكن في إثبات الصفات إثبات مماثلة له في ذلك. فصار هؤلاء الجهمية المعطلة يجعلون هذا توحيدا, ويجعلون مقابل ذلك التشبيه, ويسمون نفوسهم الموحدين ... ". وفيه ذكر التوحيد عند أصناف الجهمية .
-
شرح قول المصنف : " ... وكذلك النوع الثالث, وهو قولهم: هو واحد لا قسيم له في ذاته, أو لا جزء له أو لا بعض له لفظ مجمل, فإن الله سبحانه وتعالى أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد, فيمتنع أن يتفرق أو يتجزأ أو يكون قد ركب من أجزاء, لكنهم يدرجون في هذا اللفظ نفي علوه على عرشه, ومباينته لخلقه وامتيازه عنهم, ونحو ذلك من المعاني المستلزمة لنفيه وتعطيله, ويجعلون ذلك من التوحيد ... ". وفيه النوع الثالث من أنواع التوحيد عند المتكلمين وهو قولهم هو واحد في ذاته لا قسيم له .
-
ما حكم الشرع في جماعة التبليغ وهل يعتبرون من أهل السنة والجماعة وهل يعاملون معاملة المبتدعة ؟
-
ما هو الفرق بين الأشاعرة والماتريدية وما هو سبب ارتباط الأشاعرة بالمذهب الحنفي ؟
-
شرح قول المصنف : " ... فقد تبين أن ما يسمونه توحيدا فيه ما هو حق وفيه ما هو باطل ولو كان جميعه حقا فإن المشركين إذا أقروا بذلك كله لم يخرجوا فيه من الشرك الذي وصفهم الله به في القرآن وقاتلهم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بل لا بد أن يعترفوا بأنه لا إله إلا الله ... ".
-
شرح قول المصنف : " ... وليس المراد بالإله هو القادر على الاختراع كما ظنه من ظنه من أئمة المتكلين, حيث ظن أن الإلهية هي القدرة على الاختراع, وأن من أقر بأن الله هو القادر على الاختراع دون غيره فقد شهد أنه لا إله إلا هو, فإن المشركين كانوا يقرون بهذا وهم مشركون كما تقدم بيانه, بل الإله الحق هو الذي يستحق أن يعبد, فهو إله بمعنى مألوه, لا إله بمعنى آله, والتوحيد أن يعبد الله وحده لا شريك له, والإشراك أن يجعل مع الله إلهًا آخر, وإذا تبين أن غاية ما يقرره هؤلاء النظار أهل الإثبات للقدر المنتسبون إلى السنة إنما هو توحيد الربوبية, وأن الله رب كل شيء ومع هذا فالمشركون كانوا مقرين بذلك مع أنهم مشركون ... ". وفيه ذكر معنى الإله .
-
شرح قول المصنف : " ... وكذلك طوائف من أهل التصوف والمنتسبين إلى المعرفة والتحقيق والتوحيد, غاية ما عندهم من التوحيد هو شهود هذا التوحيد, وهو أن يشهد أن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لاسيما إذا غاب العارف بموجوده عن وجوده, وبمشهوده عن شهوده وبمعروفه عن معرفته, ودخل في فناء توحيد الربوبية, بحيث يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل, فهذا عندهم هو الغاية التي لا غاية وراءها, ومعلوم أن هذا هو تحقيق ما أقر به المشركون من التوحيد, ولا يصير الرجل بمجرد هذا التوحيد مسلما فضلا عن أن يكون وليا لله أو من سادات الأولياء ... ". وفيه ذكر معنى التوحيد عند الصوفية .
-
تتمة شرح قول المصنف : " ... وكذلك طوائف من أهل التصوف والمنتسبين إلى المعرفة والتحقيق والتوحيد, غاية ما عندهم من التوحيد هو شهود هذا التوحيد, وهو أن يشهد أن الله رب كل شيء ومليكه وخالقه لاسيما إذا غاب العارف بموجوده عن وجوده, وبمشهوده عن شهوده وبمعروفه عن معرفته, ودخل في فناء توحيد الربوبية, بحيث يفنى من لم يكن ويبقى من لم يزل, فهذا عندهم هو الغاية التي لا غاية وراءها, ومعلوم أن هذا هو تحقيق ما أقر به المشركون من التوحيد, ولا يصير الرجل بمجرد هذا التوحيد مسلما فضلا عن أن يكون وليا لله أو من سادات الأولياء ... ". وفيه معنى التوحيد عند الصوفية .
-
شرح قول المصنف : " ... وطائفة من أهل التصوف والمعرفة يقرون هذا التوحيد مع إثبات الصفات, فيفنون في توحيد الربوبية مع إثبات الخالق للعالم المباين لمخلوقاته. ". وفيه معنى التوحيد عند الصوفية .
-
تتمة شرح قول المصنف : " ... وطائفة من أهل التصوف والمعرفة يقرون هذا التوحيد مع إثبات الصفات, فيفنون في توحيد الربوبية مع إثبات الخالق للعالم المباين لمخلوقاته ... ". وفيه ذكر معنى التوحيد عند الصوفية .
-
شرح قول المصنف : " ... وآخرون يضمون هذا إلى نفي الصفات, فيدخلون في التعطيل مع هذا, وهذا شر من حال كثير من المشركين ... ". وفيه ذكر معنى التوحيد عند الصوفية .
-
شرح قول المصنف : " ... وكان جهم ينفي الصفات ويقول بالجبر, فهذا تحقيق قول جهم, لكنه إذا أثبت الأمر والنهي والثواب والعقاب فارق المشركين من هذا الوجه, لكن جهما ومن اتبعه يقول بالإرجاء, فيضعف الأمر والنهي والثواب والعقاب عنده. ". وفيه ذكر إشارات إلى بعض فرق أهل الكلام ورجالها من حيث قربها من الحق .
-
شرح قول المصنف : " ... والنجارية والضرارية وغيرهم يقربون من جهم في مسائل القدر والإيمان, مع مقاربتهم له أيضا في نفي الصفات ... ". وفيه ذكر إشارات إلى بعض فرق أهل الكلام ورجالها من حيث قربها من الحق .
-
شرح قول المصنف : " ... والكلابية والأشعرية خير من هؤلاء في باب الصفات, فإنهم يثبتون لله الصفات العقلية, وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة, كما فصلت أقوالهم في غير هذا الموضع, وأما في باب القدر ومسائل الأسماء والأحكام فأقوالهم متقاربة ... ". وفيه ذكر إشارات إلى بعض فرق أهل الكلام ورجالها من حيث قربها من الحق .
-
تتمة شرح قول المصنف : " ... والكلابية والأشعرية خير من هؤلاء في باب الصفات, فإنهم يثبتون لله الصفات العقلية, وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة, كما فصلت أقوالهم في غير هذا الموضع, وأما في باب القدر ومسائل الأسماء والأحكام فأقوالهم متقاربة ... ". وفيه ذكر إشارات إلى بعض فرق أهل الكلام ورجالها من حيث قربها من الحق .
-
شرح قول المصنف : " ... والكلابية هم أتباع أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب, الذي سلك الأشعري خلفه, وأصحاب ابن كلاب كالحارث المحاسبى وأبي العباس القلانسي ونحوهما خير من الأشعرية في هذا وهذا, فكلما كان الرجل إلى السلف والأئمة أقرب كان قوله أعلى وأفضل ... ". وفيه ذكر إشارات إلى بعض فرق أهل الكلام ورجالها من حيث قربها من الحق .
-
شرح قول المصنف : " ... والكرامية قولهم في الإيمان قول منكر لم يسبقهم إليه أحد, حيث جعلوا الإيمان قول اللسان, وإن كان مع عدم تصديق القلب, فيجعلون المنافق مؤمنا لكنه يخلد في النار, فخالفوا الجماعة في الاسم دون الحكم, وأما في الصفات والقدر والوعيد, فهم أشبه من أكثر طوائف الكلام التي في أقوالها مخالفة للسنة ... ". وفيه إشارات إلى بعض فرق أهل الكلام ورجالها من حيث قربها من الحق .
-
ما حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه بأن يقول القائل : اللهم إني أسألك بجاه نبيك .؟
-
ما توجيه حديث الأعمى الذي توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في رد بصره قائلا :( اللهم شفعه في وشفعني فيه ), وقولكم أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز .؟
-
شرح قول المصنف : " وأما المعتزلة فهم ينفون الصفات, ويقاربون قول جهم, لكنهم ينفون القدر, فهم وإن عظموا الأمر والنهي والوعد والوعيد وغلو فيه, فهم يكذبون بالقدر, ففيهم نوع من الشرك من هذا الباب. والإقرار بالأمر والنهي والوعد والوعيد مع إنكار القدر, خير من الإقرار بالقدر مع إنكار الأمر والنهي والوعد والوعيد, ولهذا لم يكن في زمن الصحابة والتابعين من ينفي الأمر والنهي والوعد والوعيد, وكان قد نبغ فيهم القدرية كما نبغ فيهم الخوارج الحرورية, وإنما يظهر من البدع أولا ما كان أخفى, وكلما ضعف من يقوم بنور النبوة قويت البدعة ... ". وفيه ذكر إشارات إلى بعض فرق أهل الكلام ورجالها من حيث قربها من الحق .
-
شرح قول المصنف : " ... فهؤلاء المتصوفون الذين يشهدون الحقيقة الكونية مع إعراضهم عن الأمر والنهي، شر من القدرية المعتزلة ونحوهم. أولئك يشبهون بالمجوس وهؤلاء يشبهون بالمشركين، الذين قالوا: (( لو شاء الله ما أشرَكنا وَلا آباؤنا وَلا حرمنا من شيء )) ، والمشركون شر من المجوس ... ". وفيه ذكر إشارات إلى بعض فرق أهل الكلام ورجالها من حيث قربها من الحق .
-
شرح قول المصنف : " ... فهنا أصل عظيم، على المسلم أن يعرفه، فإنه أصل الإسلام الذي يتميز به أهل الإيمان من أهل الكفر، وهو الإيمان بالوحدانية والرسالة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. وقد وقع كثير من الناس في الإخلال بحقيقة هذين الأصلين، أو أحدهما، مع ظنه أنه في غاية التحقيق والتوحيد، والعلم والمعرفة. فإقرار المرء بأن الله رب كل شيء، ومليكه وخالقه، لا ينجيه من عذاب الله، إن لم يقترن به إقراره بأنه لا إله إلا الله، فلا يستحق العبادة أحد إلا هو، وأن محمدًا رسول الله، فيجب تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، فلا بد من الكلام في هذين الأصلين. ". وفيه ذكر أصل الإسلام الشهادتان .
-
شرح قول المصنف : " ... الأصل الأول: توحيد الإلهية : فإنه سبحانه وتعالى أخبر عن المشركين ـ كما تقدم - بأنهم أثبتوا وسائط بينهم وبين الله، يدعونهم ويتخذونهم شفعاء من دون الله تعالى، قال تعالى:(( ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون )) ، فأخبر أن هؤلاء الذين اتخذوا هؤلاء شفعاء مشركون ... ". وفيه معنى شهادة ألا إله إلا الله .
-
شرح قول المصنف : " ... وقال تعالى عن مؤمن يس: (( وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون إني إذا لفي ضلال مبين إني آمنت بربكم فاسمعون )) ، وقال تعالى: (( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون )) ، فأخبر ـ سبحانه ـ عن شفعائهم أنهم زعموا أنهم فيهم شركاء، وقال تعالى: (( أأم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون َ قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون )) ... ". وفيه ذكر معنى شهادة ألا إله إلا الله .
-
شرح قول المصنف : " ... وقال تعالى: (( ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع )) ، وقال تعالى: (( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع )) ، وقد قال تعالى: (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) . وقال تعالى: (( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون )) ... ". وفيه ذكر معنى شهادة ألا إله إلا الله .
-
شرح قول المصنف : " وقال تعالى: (( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) ].، وقال تعالى: (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) .، وقد قال تعالى: (( ققل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا )) قال طائفة من السلف: كان أقوام يدعون عزيرا والمسيح والملائكة، فأنزل الله هذه الآية، بين فيها أن الملائكة والأنبياء يتقربون إلى الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه ... ". وفيه معنى شهادة ألا إله إلا الله .
-
شرح قول المصنف : " ... ومن تحقيق التوحيد: أن يعلم أن الله تعالى أثبت له حقًا لا يشركه فيه مخلوق، كالعبادة والتوكل، والخوف والخشية والتقوى، قال تعالى: (( للا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا )) .، وقال تعالى: (( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين )) .، وقال تعالى: (( قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين )) ، وقال تعالى: (( قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون )) إلى قوله: (( وكن من الشاكرين )) .، وكل من أرسل من الرسل يقول لقومه: (( اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )) ... ". وفيه من تحقيق الشهادة إفراد الله بجميع أنواع العبادة .
-
شرح قول المصنف : " ... وقد قال تعالى في التوكل: (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) .، (( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) . وقال تعالى: (( قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون )) .، وقال تعالى: (( ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون )). فقال في الإتيان: (( ما آتاهم الله ورسوله ))، وقال في التوكل: ((وقالوا حسبنا الله )) ولم يقل: ورسوله؛ لأن الإتيان هو الإعطاء الشرعي، وذلك يتضمن الإباحة والإحلال الذي بلغه الرسول، فإن الحلال ما أحله، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، قال تعالى: (( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) . وأما الحسب فهو الكافي، والله وحده كافٍ عبده، كما قال تعالى: (( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )) .، فهو وحده حسبهم كلهم، وقال تعالى: (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ))، أي حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين هو الله، فهو كافيكم كلكم، وليس المراد أن الله والمؤمنين حسبك، كما يظنه بعض الغالطين؛ إذ هو وحده كافٍ نبيه، وهو حسبه، ليس معه من يكون هو وإياه حسبا للرسول، وهذا في اللغة كقول الشاعر: فحسبك والضحاك سيف مهند. وتقول العرب: حسبك وزيدًا درهم، أي يكفيك وزيدًا جميعًا درهم ... ". وفيه من تحقيق الشهادة إفراد الله بجميع أنواع العبادة .
-
شرح قول المصنف : " ... وقال في الخوف والخشية والتقوى: ((ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون )) فأثبت الطاعة لله وللرسول، وأثبت الخشية والتقوى لله وحده، كما قال نوح عليه السلام: (( إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون )) ].، فجعل العبادة والتقوى لله وحده، وجعل الطاعة للرسول، فإنه من يطع الرسول فقد أطاع الله. وقد قال تعالى: (( فلا تخشوا الناس واخشون )) .، وقال تعالى: (( ففلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )) .، وقال الخليل عليه السلام: (( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون )) ... ". وفيه من تحقيق الشهادة إفراد الله بجميع أنواع العبادة .
-
شرح قول المصنف : " وقال الله تعالى: (( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )) . وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: لما نزلت هذه الآية شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما هو الشرك أو لم تسمعوا إلى قول العبد الصالح: (( إن الشرك لظلم عظيم )). وقال تعالى: (( فإياي فارهبون )) .، (( وإياي فاتقون )) ... ". وفيه من تحقيق الشهادة إفراد الله بجميع أنواع العبادة .
-
شرح قول المصنف : " ... ومن هذا الباب: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في خطبته: ( من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئًا ). وقال: ( لا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد ). ففي الطاعة قرن اسم الرسول باسمه بحرف الواو، وفي المشيئة أمر أن يجعل ذلك بحرف ثم, وذلك لأن طاعة الرسول طاعة لله، فمن أطاع الرسول فقد أطاع الله، وطاعة الله طاعة الرسول، بخلاف المشيئة, فليست مشيئة أحد من العباد مشيئة لله، ولا مشيئة الله مستلزمة لمشيئة العباد، بل ما شاء الله كان، وإن لم يشأ الناس، وما شاء الناس لم يكن إلا أن يشاء الله ... ". وفيه من تحقيق الشهادة إفراد الله بجميع أنواع العبادة .
-
شرح قول المصنف : " الأصل الثاني: حق الرسول صلى الله عليه وسلم: فعلينا أن نؤمن به ونطيعه ونتبعه، ونرضيه ونحبه, ونسلم لحكمه، وأمثال ذلك، قال تعالى: (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )) .، وقال تعالى: (( والله ورسوله أحق أن يرضوه )) .، وقال تعالى: (( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره )) .، وقال تعالى: (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) .، وقال تعالى: (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) .، وأمثال ذلك ... ". وفيه ذكر معنى شهادة أن محمدا رسول الله .
-
شرح قول المصنف : " ... فصــل: إذا ثبت هذا فمن المعلوم أنه يجب الإيمان بخلق الله وأمره، بقضائه وشرعه ... ".
-
شرح قول المصنف : " ... وأهل الضلال الخائضون في القدر انقسموا إلى ثلاث فرق: مجوسية، ومشركية، وإبليسية. فالمجوسية: الذين كذبوا بقدر الله وإن آمنوا بأمره ونهيه، فغلاتهم أنكروا العلم والكتاب. ومقتصدتهم أنكروا عموم مشيئته وخلقه وقدرته، وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم ... ". وفيه مذاهب الفرق الضالة في القدر .
-
شرح قول المصنف : " ... والفرقة الثانية: المشركية الذين أقروا بالقضاء والقدر، وأنكروا الأمر والنهي، قال تعالى: (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء )) فمن احتج على تعطيل الأمر والنهي بالقدر فهو من هؤلاء، وهذا قد كثر فيمن يدعي الحقيقة من المتصوفة ... ". وفيه مذاهب الفرق الضالة في القدر .
-
شرح قول المصنف : " ... والفرقة الثالثة: الإبليسية وهم الذين أقروا بالأمرين، لكن جعلوا هذا تناقضًا من الرب سبحانه وتعالى وطعنوا في حكمته وعدله، كما يذكر مثل ذلك عن إبليس مقدمهم، كما نقله أهل المقالات، ونقل عن أهل الكتاب ... ". وفيه ذكر مذاهب الفرق الضالة في القدر .
-
شرح قول المصنف : " ... والمقصود أن هذا مما يقوله أهل الضلال، وأما أهل الهدى والفلاح، فيؤمنون بهذا وهذا، ويؤمنون بأن الله خالق كل شيء، وربه ومليكه، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير، أحاط بكل شيء علمًا، وكل شيء أحصاه في إمام مبين. ويتضمن هذا الأصل من إثبات علم الله، وقدرته ومشيئته، ووحدانيته وربوبيته، وأنه خالق كل شيء وربه ومليكه، ما هو من أصول الإيمان ... ". وفيه ذكر مذهب أهل السنة في القدر .
-
تتمة شرح قول المصنف : " ... والمقصود أن هذا مما يقوله أهل الضلال، وأما أهل الهدى والفلاح، فيؤمنون بهذا وهذا، ويؤمنون بأن الله خالق كل شيء، وربه ومليكه، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير، أحاط بكل شيء علمًا، وكل شيء أحصاه في إمام مبين. ويتضمن هذا الأصل من إثبات علم الله، وقدرته ومشيئته، ووحدانيته وربوبيته، وأنه خالق كل شيء وربه ومليكه، ما هو من أصول الإيمان ... ". وفيه ذكر مذهب أهل السنة في القدر .
-
شرح قول المصنف : " ... ومع هذا فلا ينكرون ما خلقه الله من الأسباب التي يخلق بها المسببات، كما قال تعالى: (( حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات )) وقال تعالى: (( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام )) ، وقال تعالى: (( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا)) ، فأخبر أنه يفعل بالأسباب ... ". وفيه إثبات أهل السنة الأسباب .
-
إعادة شرح قول المصنف : " ... فصــل: إذا ثبت هذا فمن المعلوم أنه يجب الإيمان بخلق الله وأمره، بقضائه وشرعه .... ".
-
إعادة شرح قول المصنف : " ... وأهل الضلال الخائضون في القدر انقسموا إلى ثلاث فرق: مجوسية، ومشركية، وإبليسية. فالمجوسية: الذين كذبوا بقدر الله وإن آمنوا بأمره ونهيه، فغلاتهم أنكروا العلم والكتاب. ومقتصدتهم أنكروا عموم مشيئته وخلقه وقدرته، وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم. ". وفيه ذكر مذاهب الفرق الضالة في القدر .
-
إعادة شرح قول المصنف : " ... والفرقة الثانية: المشركية الذين أقروا بالقضاء والقدر، وأنكروا الأمر والنهي، قال تعالى: (( سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء)) فمن احتج على تعطيل الأمر والنهي بالقدر فهو من هؤلاء، وهذا قد كثر فيمن يدعي الحقيقة من المتصوفة ... ". وفيه ذكر مذاهب الفرق الضالة في القدر .
-
إعادة شرح قول المصنف : " ... والفرقة الثالثة: الإبليسية وهم الذين أقروا بالأمرين، لكن جعلوا هذا تناقضًا من الرب سبحانه وتعالى وطعنوا في حكمته وعدله، كما يذكر مثل ذلك عن إبليس مقدمهم، كما نقله أهل المقالات، ونقل عن أهل الكتاب. ". وفيه ذكر مذاهب الفرق الضالة في القدر .
-
إعادة شرح قول المصنف : " ... والمقصود أن هذا مما يقوله أهل الضلال، وأما أهل الهدى والفلاح، فيؤمنون بهذا وهذا، ويؤمنون بأن الله خالق كل شيء، وربه ومليكه، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير، أحاط بكل شيء علمًا، وكل شيء أحصاه في إمام مبين. ويتضمن هذا الأصل من إثبات علم الله، وقدرته ومشيئته، ووحدانيته وربوبيته، وأنه خالق كل شيء وربه ومليكه، ما هو من أصول الإيمان ... ". وفيه مذهب أهل السنة في القدر .
-
تتمة شرح قول المصنف : " ... ومع هذا فلا ينكرون ما خلقه الله من الأسباب التي يخلق بها المسببات، كما قال تعالى: (( حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات )) وقال تعالى: (( يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام)) ، وقال تعالى: (( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا )) ، فأخبر أنه يفعل بالأسباب... ". وفيه إثبات أهل السنة الأسباب .
-
شرح قول المصنف : " ... ومن قال: يفعل عندها لا بها, فقد خالف ما جاء به القرآن، وأنكر ما خلقه الله من القوى والطبائع، وهو شبيه بإنكار ما خلقه الله من القوى التي في الحيوان، التي يفعل الحيوان بها، مثل قدرة العبد. ". وفيه ذكر ضلال من أنكر الأسباب .
-
شرح قول المصنف : " ... كما أن من جعلها هي المبدعة لذلك فقد أشرك بالله, وأضاف فعله إلى غيره, وذلك أنه ما من سبب من الأسباب إلا وهو مفتقر إلى سبب آخر في حصول مسببه، ولابد له من مانع يمنع مقتضاه إذا لم يدفعه الله عنه، فليس في الوجود شيء واحد يستقل بفعل شيء إلا الله وحده، قال تعالى: (( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون )) أي: فتعلمون أن خالق الأزواج واحد ... ". وفيه شرك من جعل الأسباب هي المبدعة .
-
شرح قول المصنف : " ... ولهذا من قال: إن الله لا يصدر عنه إلا واحد, لأن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد كان جاهلا، فإنه ليس في الوجود واحد صدر عنه وحده شيء لا واحد ولا اثنان, إلا الله الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون. فالنار التي جعل الله فيها حرارة لا يحصل الإحراق إلا بها، وبمحل يقبل الاحتراق، فإذا وقعت على السَّمَنّدَل والياقوت ونحوهما لم تحرقهما، وقد يطلى الجسم بما يمنع إحراقه. والشمس التي يكون عنها الشعاع لابد من جسم يقبل انعكاس الشعاع عليه، فإذا حصل حاجز من سحاب أو سقف، لم يحصل الشعاع تحته، وقد بسط هذا في غير هذا الموضع ... ". وفيه ذكر جهل من قال: إن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد .
-
هل كثرة الحركات في الصلاة يبطلها كإخراج المنديل من الجيب وتعديل الغترة .؟
-
هل الآيات الواردة في إثبات الرؤية لله تعالى كقوله : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم )) وقوله : (( الذي يراك حين تقوم )) تكون وحدها أدلة على إثبات العينين له تعالى حيث إنها من لوازمها أم لا بد من أدلة أخرى لإثباتها وهل من أهل السنة من قال هذا .؟
-
هل يلزم بعد أن ينزل الله تعالى في الثلث الأخير من الليل أن يرتفع وهل ورد الارتفاع بعد أن يطلع الصبح ؟
-
شرح قول المصنف : " ... وجماع ذلك أنه لابد له في الأمر من أصلين، ولابد له في القدر من أصلين. ففي الأمر عليه الاجتهاد في الامتثال علما وعملا، فلا يزال يجتهد في العلم بما أمر الله به والعمل بذلك, ثم عليه أن يستغفر ويتوب من تفريطه في المأمور وتعديه الحدود. ولهذا كان من المشروع أن يختم جميع الأعمال بالاستغفار، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا، وقد قال الله تعالى: (( والمستغفرين بالأسحار )) ، فقاموا بالليل وختموا بالاستغفار، وآخر سورة نزلت قوله تعالى: (( إإذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )) . وفي الحديث الصحيح أنه كان صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفرلي ) يتأول القرآن ... ". وفيه اقتران التوحيد بالاستغفار .
-
شرح قول المصنف : " ... وأما في القدر فعليه أن يستعين بالله في فعل ما أمر به، ويتوكل عليه ويدعوه ويرغب إليه، ويستعيذ به، ويكون مفتقرًا إليه في طلب الخير وترك الشر. وعليه أن يصبر على المقدور، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وإذا آذاه الناس علم أن ذلك مقدر عليه. ". وفيه من معاني الإيمان بالقدر .
-
شرح قول المصنف : " ... ومن هذا الباب احتجاج آدم وموسى لما قال: يا آدم، أنت أبو البشر خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، لماذا أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه, فبكم وجدت مكتوبًا على من قبل أن أخلق: (( وعصى آدم ربه فغوى )) ؟ قال: بكذا وكذا سنة، فحج آدم موسى. وذلك أن موسى لم يكن عتبه لآدم لأجل الذنب، فإن آدم كان قد تاب منه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ولكن لأجل المصيبة التي لحقتهم من ذلك. وهم مأمورون أن ينظروا إلى القدر في المصائب، وأن يستغفروا من المعائب، كما قال تعالى: ((فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك )) . ". وفيه ذكر احتجاج آدم وموسى .
-
شرح قول المصنف : " ... فمن راعى الأمر والقدر كما ذكر، كان عابدًا لله مطيعًا له، مستعينًا به، متوكلا عليه، من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وقد جمع الله سبحانه بين هذين الأصلين في غير موضع، كقوله تعالى : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) ، وقوله تعالى : (( فاعبده وتوكل عليه )) ، وقوله تعالى : (( عليه توكلت وإليه أنيب )) ، وقوله تعالى : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا )) . فالعبادة له والاستعانة به، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الأضحية: ( اللهم منك ولك )، فما لم يكن بالله لا يكون، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله، وما لم يكن لله لا ينفع ولا يدوم ... ". وفيه مراعاة الشرع والقدر توجب العبادة والاستعانة .
-
شرح قول المصنف : " ... ولابد في عبادته من أصلين: أحدهما: إخلاص الدين له. والثاني: موافقة أمره الذي بعث به رسله. ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه: اللّهم اجعل عملي كله صالحًا، واجعله لوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه شيئًا. وقال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى: (( ليبلوكم أيكم أحسن عملا )) . قال: أخلصه وأصوبه. قيل: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ قال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل, حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة ... ". وفيه ذكر شرطا قبول العبادة .
-
شرح قول المصنف : " ... ولهذا ذم الله المشركين في القرآن على اتباع ما شرع لهم شركاؤهم من الدين الذي لم يأذن به الله من عبادة غيره، وفعل ما لم يشرعه من الدين، قال الله تعالى: (( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله )) ، كما ذمهم على أنهم حرموا ما لم يحرمه الله. والدين الحق أنه لا حرام إلا ما حرمه الله، ولا دين إلا ما شرعه ... ". وفيه ذكر شرطا قبول العبادة .
-
شرح قول المصنف : " ... ثم إن الناس في عبادته واستعانته على أربعة أقسام: فالمؤمنون المتقون هم له وبه، يعبدونه ويستعينونه. وطائفة تعبده من غير استعانة ولا صبر، فتجد عند أحدهم تحريًا للطاعة والورع ولزوم السنة، لكن ليس لهم توكل واستعانة وصبر، بل فيهم عجز وجزع ... ". وفيه ذكر أقسام الناس في عبادة الله واستعانته .
-
شرح قول المصنف : " ... وطائفة فيهم استعانة وتوكل وصبر، من غير استقامة على الأمر، ولا متابعة للسنة، فقد يمكن أحدهم ويكون له نوع من الحال باطنًا وظاهرًا، ويعطى من المكاشفات والتأثيرات ما لم يعطه الصنف الأول، ولكن لا عاقبة له، فإنه ليس من المتقين، والعاقبة للتقوى، فالأولون لهم دين ضعيف ولكنه مستمر باق إن لم يفسده صاحبه بالجزع والعجز، وهؤلاء لأحدهم حال وقوة، ولكن لا يبقى له إلا ما وافق فيه الأمر واتبع فيه السنة. وشر الأقسام من لا يعبده ولا يستعينه، فهو لا يشهد أن علمه لله، ولا أنه بالله ... ". وفيه ذكر أقسام الناس في عبادة الله واستعانته .
-
شرح قول المصنف : " ... والمقصود هنا أن من الطرق التي يسلكها الأئمة ومن اتبعهم من نظار السنة في هذا الباب, أنه لو لم يكن موصوفا بإحدى الصفتين المتقابلتين للزم اتصافه بالأخرى؛ فلو لم يوصف بالحياة لوصف بالموت؛ ولو لم يوصف بالقدرة لوصف بالعجز؛ ولو لم يوصف بالسمع والبصر والكلام؛ لوصف بالصمم والخرس والبكم, وطرد ذلك أنه لو لم يوصف بأنه مباين للعالم لكان داخلا فيه. فسلب إحدى الصفتين المتقابلتين عنه يستلزم ثبوت الأخرى, وتلك صفة نقص ينزه عنها الكامل من المخلوقات, فتنزيه الخالق عنها أولى ... ". وفيه ذكر من الطرق العقلية في إثبات الصفات أنه سبحانه لو لم يوصف بإحدى الصفتين المتقابلتين للزم اتصافه بالأخرى .
-
شرح قول المصنف : " ... وهذه الطريق غير قولنا: إن هذه صفات كمال يتصف بها المخلوق فالخالق أولى؛ فإن طريق إثبات صفات الكمال بأنفسها, مغاير لطريق إثباتها بنفي ما يناقضها. ". وفيه ذكر طريقة عقلية أخرى في إثبات الصفات .
-
شرح قول المصنف : " ... وقد اعترض طائفة من النفاة على هذه الطريقة, باعتراض مشهور لبسوا به على الناس، حتى صار كثير من أهل الإثبات يظن صحته, ويضعف الإثبات به, مثل ما فعل من فعل ذلك من النظار حتى الآمادي وأمثاله, مع أنه أصل قول القرامطة الباطنية وأمثالهم من الجهمية. فقالوا: القول بأنه لو لم يكن متصفًا بهذه الصفات, كالسمع والبصر والكلام مع كونه حيًا لكان متصفًا بما يقابلها, فالتحقيق فيه متوقف على بيان حقيقة المتقابلين, وبيان أقسامهما. فنقول: أما المتقابلان فلا يجتمعان في شيء واحد من جهة واحدة, وهو إما ألا يصح اجتماعهما في الصدق ولا في الكذب, أو يصح ذلك في أحد الطرفين. فالأولان هما المتقابلان بالسلب والإيجاب وهو تقابل التناقض؛ والتناقض هو اختلاف القضيتين بالسلب والإيجاب, على وجه لا يجتمعان في الصدق ولا في الكذب لذاتيهما؛ كقولنا: زيد حيوان زيد ليس بحيوان. ومن خاصيته استحالة اجتماع طرفيه في الصدق والكذب, وأنه لا واسطة بين الطرفين ولا استحالة لأحد الطرفين إلى الآخر ... ". وفيه ذكر الاعتراض على طريقة إثبات الصفات بأنه سبحانه لو لم يوصف بإحدى الصفتين المتقابلتين للزم اتصافه بالأخرى .
-
هل يجوز الدعاء للكفار بالهداية من غير تخصيص وهل ينافي ذلك قوله تعالى : (( إن الله لا يهدي القوم الكافرين )).؟
-
هل من المخالف للإرادة الكونية القدرية وجود عصر من العصور يكون الناس فيه كلهم موحدون فرضا .؟