الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 5.86 ميغابايت )
التنزيل ( 1526 )
الإستماع ( 499 )


  1. تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وهو من صفات الفعل التابعة لمشيئته تعالى وقدرته ، فيحدث له هذا المعنى المعبر عنه بالفرح عندما يحدث عبده التوبة والإنابة إليه ، وهو مستلزم لرضاه عن عبده التائب ، وقبوله توبته . وإذا كان الفرح في المخلوق على أنواع ؛ فقد يكون فرح خفة وسرور وطرب ، وقد يكون فرح أشر وبطر ؛ فالله عز وجل منزه عن ذلك كله ، ففرحه لا يشبه فرح أحد من خلقه ، لا في ذاته ، ولا في أسبابه ، ولا في غاياته ، فسببه كمال رحمته وإحسانه التي يحب من عباده أن يتعرضوا لها ، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين . وأما تفسير الفرح بلازمه ، وهو الرضا ، وتفسير الرضا بإرادة الثواب ؛ فكل ذلك نفي وتعطيل لفرحه ورضاه سبحانه ، أوجبه سوء ظن هؤلاء المعطلة بربهم ، حيث توهموا أن هذه المعاني تكون فيه كما هي في المخلوق ، تعالى الله عن تشبيههم وتعطيلهم ... " .

  2. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : ( يضحك الله إلى رجلين ...) إلخ ؛ يثبت أهل السنة والجماعة الضحك لله عز وجل كما أفاده هذا الحديث وغيره على المعنى الذي يليق به سبحانه ، والذي لا يشبهه ضحك المخلوقين عندما يستخفهم الفرح ، أو يستفزهم الطرب ؛ بل هو معنى يحدث في ذاته عند وجود مقتضيه ، وإنما يحدث بمشيئته وحكمته ؛ فإن الضحك إنما ينشأ في المخلوق عند إدراكه لأمر عجيب يخرج عن نظائره ، وهذه الحالة المذكورة في هذا الحديث ، كذلك فإن تسليط الكافر على قتل المسلم مدعاة في بادئ الرأي لسخط الله على هذا الكافر ، وخذلانه ، ومعاقبته في الدنيا والآخرة ، ... " .

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 5.86 ميغابايت )
التنزيل ( 1507 )
الإستماع ( 457 )


  1. تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية : " ... وقوله : ( ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ) حديث صحيح وقوله : ( والعرش فوق الماء ، والله فوق العرش ، وهو يعلم ما أنتم عليه ) حديث حسن ، رواه أبو داود وغيره وقوله للجارية : ( أين الله ؟ ) ، قالت : في السماء ، قال : ( من أنا ؟ ) قالت : أنت رسول الله . قال : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) رواه مسلم .... " .

  2. فائدة : لفظة " بائن من خلقه " إنما قالها السلف رداً على أهل الكلام .

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 5.96 ميغابايت )
التنزيل ( 1532 )
الإستماع ( 420 )


  1. تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... قوله : ( اللهم رب السماوات ... ) إلخ ؛ تضمن الحديث إثبات أسمائه تعالى : الأول ، والآخر ، والظاهر ، والباطن ، وهي من الأسماء الحسنى ، وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بما لا يدع مجالا لقائل ، فهو أعلم الخلق جميعا بأسماء ربه وبالمعاني التي تدل عليها ، فلا يصح أن يلتفت إلى قول غيره أيا كان . وفي الحديث أيضا يعلمنا نبينا صلوات الله وسلامه عليه وآله كيف نثني على ربنا عز وجل قبل السؤال ، فهو يثني عليه بربوبيته العامة التي انتظمت كل شيء ، ثم بربوبيته الخاصة الممثلة في إنزاله هذه الكتب الثلاثة تحمل الهدى والنور إلى عباده ، ثم يعوذ ويعتصم به سبحانه من شر نفسه ومن شر كل ذي شر من خلقه ، ثم يسأله في آخر الحديث أن يقضي عنه دينه ، وأن يغنيه من فقر ... " .

  2. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... قوله : ( أيها الناس اربعوا على أنفسكم ) ... إلخ ؛ أفاد هذا الحديث قربه سبحانه من عباده ، وأنه ليس بحاجة إلى أن يرفعوا إليه أصواتهم ؛ فإنه يعلم السر والنجوى ، وهذا القرب المذكور في الحديث قرب إحاطة ، وعلم ، وسمع ، ورؤية ، فلا ينافي علوه على خلقه .

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 5.85 ميغابايت )
التنزيل ( 1335 )
الإستماع ( 472 )


  1. تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... إلى أمثال ذلك من أنواع النفي والتعطيل التي أوقعهم فيها سوء ظنهم بربهم ، وتوهمهم أن قيام هذه الصفات به لا يعقل إلا على النحو الموجود في قيامها بالمخلوق ولقد أحسن القائل حيث يقول : وقصارى أمر من أول أن ظنوا الظنونا *** فيقولون على الرحمن ما لا يعلمونا . وإنما سمي أهل التعطيل جهمية نسبة إلى الجهم بن صفوان الترمذي رأس الفتنة والضلال ، وقد توسع في هذا اللفظ حتى أصبح يطلق على كل من نفى شيئا من الأسماء والصفات ، فهو شامل لجميع فرق النفاة ؛ من فلاسفة ، ومعتزلة ، وأشعرية ، وقرامطة باطنية ... " .... " .

  2. قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... وهم وسط في باب أفعال الله بين الجبرية والقدرية وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم وفي باب أسماء الإيمان والدين بين الحرورية والمعتزلة ، وبين المرجئة والجهمية وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرافضة والخوارج ... " .

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 5.86 ميغابايت )
التنزيل ( 1469 )
الإستماع ( 492 )


  1. وسطية أهل السنة والجماعة بين فرق الأمة .

  2. بيان أن الفرق الإسلامية منها ما وقعت في الكفر ومنها دون ذلك مع ذكر بعض من تاب من الأشعرية إلى مذهب السلف الصالح .

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 5.87 ميغابايت )
التنزيل ( 1370 )
الإستماع ( 521 )


  1. تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية . : " ... وهو سبحانه فوق عرشه ، رقيب على خلقه ، مهيمن عليهم ، مطلع عليهم . . إلى غير ذلك من معاني ربوبيته وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرش وأنه معنا حق على حقيقته ، لا يحتاج إلى تحريف ، ولكن يصان عن الظنون الكاذبة مثل أن يظن أن ظاهر قوله : (( في السماء )) أن السماء تظله أو تقله ، وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان فإن الله قد (( وسع كرسيه السماوات والأرض )) ، وهو (( يمسك السماوات والأرض أن تزولا )) ، (( ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه )) ، (( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره )) ... " .

  2. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... بل العالم كله سماواته وأرضه من العرش إلى الفرش كله بين يديه سبحانه ؛ كأنه بندقة في يد أحدنا ؛ أفلا يجوز لمن هذا شأنه أن يقال : إنه مع خلقه مع كونه عاليا عليهم بائنا منهم فوق عرشه ؟ ! بلى ؛ يجب الإيمان بكل من علوه تعالى ومعيته ، واعتقاده أن ذلك كله حق على حقيقته ، من غير أن يساء فهم ذلك ، أو يحمل على معان فاسدة ؛ كأن يفهم من قوله : (( وهو معكم )) معية الاختلاط والامتزاج ؛ كما يزعمه الحلولية ! أو يفهم من قوله : (( في السماء )) أن السماء ظرف حاو له محيط به ! كيف وقد وسع كرسيه السماوات والأرض جميعا ؟ ! وهو الذي (( يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه )) ؟ ! فسبحان من لا يبلغه وهم الواهمين ، ولا تدركه أفهام العالمين ... " .

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 5.81 ميغابايت )
التنزيل ( 1365 )
الإستماع ( 422 )


  1. تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية : " ... ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت ، فيؤمنون بفتنة القبر ، وبعذاب القبر ونعيمه ، فأما الفتنة فإن الناس يمتحنون في قبورهم ، فيقال للرجل : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، فيقول المؤمن : ربي الله ، والإسلام ديني ، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي وأما المرتاب فيقول : هاه هاه لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ، فيضرب بمرزبة من حديد ، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان ، ولو سمعها الإنسان لصعق ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب ، إلى أن تقوم القيامة الكبرى ، فتعاد الأرواح إلى الأجساد "

  2. تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية : " ... وأما المرتاب فيقول : هاه هاه لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته ، فيضرب بمرزبة من حديد ، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان ، ولو سمعها الإنسان لصعق ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب ، إلى أن تقوم القيامة الكبرى ، فتعاد الأرواح إلى الأجساد "

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 7.61 ميغابايت )
التنزيل ( 1353 )
الإستماع ( 460 )


  1. تتمة قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " وتقوم القيامة ... " إلخ ؛ يعني القيامة الكبرى ، وهذا الوصف للتخصيص ، احترز به عن القيامة الصغرى التي تكون عند الموت ؛ كما في الخبر : ( من مات فقد قامت قيامته ) . وذلك أن الله عز وجل إذا أذن بانقضاء هذه الدنيا ؛ أمر إسرافيل عليه السلام أن ينفخ في الصور النفخة الأولى ، فيصعق كل من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، وتصبح الأرض صعيدا جرزا ، والجبال كثيبا مهيلا ، ويحدث كل ما أخبر الله به في كتابه ، لا سيما في سورتي التكوير والانفطار ، وهذا هو آخر أيام الدنيا . ثم يأمر الله السماء ، فتمطر مطرا كمني الرجال أربعين يوما ، فينبت منه الناس في قبورهم من عجب أذنابهم ، وكل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب . حتى إذا تم خلقهم وتركيبهم ؛ أمر الله إسرافيل بأن ينفخ في الصور النفخة الثانية ، فيقوم الناس من الأجداث أحياء ، فيقول الكفار والمنافقون حينئذ : (( يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا )) ، ويقول المؤمنون : (( هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون )) . ثم تحشرهم الملائكة إلى الموقف حفاة غير منتعلين ، عراة غير مكتسين ، غرلا غير مختتنين ؛ جمع أغرل ، وهو الأقلف ، والغرلة : القلفة . وأول من يكتسي يوم القيامة إبراهيم ؛ كما في الحديث . وهناك في الموقف تدنو الشمس من رءوس الخلائق ، ويلجمهم العرق ، فمنهم من يبلغ كعبيه ومنهم من يبلغ ثدييه ، ومنهم من يبلغ ترقوته ؛ كل على قدر عمله ، ويكون أناس في ظل الله عز وجل . فإذا اشتد بهم الأمر ، وعظم الكرب ؛ استشفعوا إلى الله عز وجل بالرسل والأنبياء أن ينقذهم مما هم فيه ، وكل رسول يحيلهم على من بعده ؛ حتى يأتوا نبينا صلى الله عليه وسلم ، فيقول : ( أنا لها ) ، ويشفع فيهم ، فينصرفون إلى فصل القضاء وهناك تنصب الموازين ، فتوزن بها أعمال العباد ، وهي موازين حقيقية ، كل ميزان منها له لسان وكفتان ، ويقلب الله أعمال العباد ... " .

  2. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية .

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 7.62 ميغابايت )
التنزيل ( 1316 )
الإستماع ( 462 )


  1. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... وأما قوله : " وله صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات "؛ فأصل الشفاعة من قولنا : شفع كذا بكذا إذا ضمه إليه ، وسمي الشافع شافعا لأنه يضم طلبه ورجاءه إلى طلب المشفوع له . والشفاعة من الأمور التي ثبتت بالكتاب والسنة ، وأحاديثها متواترة ؛ قال تعالى : (( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه )) فنفي الشفاعة بلا إذن إثبات للشفاعة من بعد الإذن . قال تعالى عن الملائكة : (( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى )) . فبين الله الشفاعة الصحيحة ، وهي التي تكون بإذنه ، ولمن يرتضي قوله وعمله . وأما ما يتمسك به الخوارج والمعتزلة في نفي الشفاعة من مثل قوله تعالى : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) ، (( ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة )) ، (( فما لنا من شافعين )) ... إلخ ؛ فإن الشفاعة المنفية هنا هي الشفاعة في أهل الشرك ، وكذلك الشفاعة الشركية التي يثبتها المشركون لأصنامهم ، ويثبتها النصارى للمسيح والرهبان ، وهي التي تكون بغير إذن الله ورضاه ... " .

  2. قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وأما قوله : " أما الشفاعة الأولى ؛ فيشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم " ؛ فهذه هي الشفاعة العظمى ، وهي المقام المحمود الذي يغبطه به النبيون ، والذي وعده الله أن يبعثه إياه بقوله : (( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا )) . يعني : يحمده عليه أهل الموقف جميعا . وقد ( أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم إذا سمعنا النداء أن نقول بعد الصلاة عليه : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ) . وأما قوله : " وأما الشفاعة الثانية ؛ فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة " ؛ يعني : أنهم وقد استحقوا دخول الجنة لا يؤذن لهم بدخولها إلا بعد شفاعته . وأما قوله : " وهاتان الشفاعتان خاصتان له " ؛ يعني : الشفاعة في أهل الموقف ، والشفاعة في أهل الجنة أن يدخلوها . وتنضم إليهما ثالثة ، وهي شفاعته في تخفيف العذاب عن بعض المشركين ؛ كما في شفاعته لعمه أبي طالب ، فيكون في ضحضاح من نار ؛ كما ورد بذلك الحديث وأما قوله : " وأما الشفاعة الثالثة ؛ فيشفع فيمن استحق النار ... " إلخ . وهذه هي الشفاعة التي ينكرها الخوارج والمعتزلة ؛ فإن مذهبهم أن من استحق النار ؛ لا بد أن يدخلها ، ومن دخلها لا يخرج منها لا بشفاعة ولا بغيرها . والأحاديث المستفيضة المتواترة ترد على زعمهم وتبطله .... " .

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 7.53 ميغابايت )
التنزيل ( 1326 )
الإستماع ( 433 )


  1. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... والإيمان بالقدر خيره وشره من الله تبارك وتعالى أحد الأركان الستة التي يدور عليها فلك الإيمان ؛ كما دل عليه حديث جبريل وغيره ، وكما دلت عليه الآيات الصريحة من كتاب الله عز وجل . وقد ذكر المؤلف هنا أن الإيمان بالقدر على درجتين ، وأن كلا منهما تتضمن شيئين : فالدرجة الأولى تتضمن : أولا : الإيمان بعلمه القديم المحيط بجميع الأشياء ، وأنه تعالى علم بهذا العلم القديم الموصوف به أزلا وأبدا كل ما سيعمله الخلق فيما لا يزال ، وعلم به جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال . فكل ما يوجد من أعيان وأوصاف ويقع من أفعال وأحداث فهو مطابق لما علمه الله عز وجل أزلا . ثانيا : أن الله كتب ذلك كله وسجله في اللوح المحفوظ ، فما علم الله كونه ووقوعه من مقادير الخلائق وأصناف الموجودات وما يتبع ذلك من الأحوال والأوصاف والأفعال ودقيق الأمور وجليلها قد أمر القلم بكتابته ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : ( قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء ) . وكما قال في الحديث الذي ذكره المؤلف : ( أن أول ما خلق الله القلم ؛ قال له : اكتب ، قال : وما أكتب ؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) . و ( أول ) هنا بالنصب على الظرفية ، والعامل فيه ( قال ) ؛ أي : قال له ذلك أول ما خلقه . وقد روي بالرفع على أنه مبتدأ ، وخبره القلم ولهذا اختلف العلماء في العرش والقلم ؛ أيهما خلق أولا . وحكى العلامة ابن القيم في ذلك قولين ، واختار أن العرش مخلوق قبل القلم ، قال في " النونية " : والناس مختلفون في القلم الذي *** كتب القضاء به من الديـــــــان هل كان قبل العرش أو هو بعده *** قولان عند أبي العلا الهمداني والحق أن العرش قبل لأنــــــــــه *** وقت الكتابة كان ذا أركــــان وكتابة القلم الشريف تعقـــــــبت *** إيجاده من غير فــــصل زمان وإذا كان القلم قد جرى بكل ما هو كائن إلى يوم القيامة بكل ما يقع من كائنات وأحداث ؛ فهو مطابق لما كتب فيه ، فما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ؛ كما جاء في حديث ابن عباس رضي الله عنهما وغيره . ... " .

  2. قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... وهذا التقدير التابع للعلم القديم تارة يكون جملة ؛ كما في اللوح المحفوظ ؛ فإن فيه مقادير كل شيء ، ويكون في مواضع تفصيلا يخص كل فرد ؛ كما في الكلمات الأربع التي يؤمر الملك بكتابتها عند نفخ الروح في الجنين ؛ يكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد . فهذا تقدير خاص ، وهذا التقدير السابق على وجود الأشياء قد كان ينكره غلاة القدرية قديما ؛ مثل : معبد الجهني ، وغيلان الدمشقي ، وكانوا يقولون : إن الأمر أنف . ومنكر هذه الدرجة من القدر كافر ؛ لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة ، وقد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع ... " .

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 7.65 ميغابايت )
التنزيل ( 1343 )
الإستماع ( 471 )


  1. تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... والطائفة الثانية : يقال لها : الجبرية ، وهؤلاء غلوا في إثبات القدر ، حتى أنكروا أن يكون للعبد فعل حقيقة ، بل هو في زعمهم لا حرية له ، ولا اختيار ، ولا فعل ؛ كالريشة في مهب الرياح ، وإنما تسند الأفعال إليه مجازا ، فيقال : صلى ، وصام ، وقتل ، وسرق ؛ كما يقال : طلعت الشمس ، وجرت الريح ، ونزل المطر ، فاتهموا ربهم بالظلم وتكليف العباد بما لا قدرة لهم عليه ، ومجازاتهم على ما ليس من فعلهم ، واتهموه بالعبث في تكليف العباد ، وأبطلوا الحكمة من الأمر والنهي ، ألا ساء ما يحكمون ... " .

  2. قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فصل : ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل ، قول القلب واللسان ، وعمل القلب واللسان والجوارح ، وأن الإيمان يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية . وهم مع ذلك لايكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه : (( فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف )) ، وقال : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) ، (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )) ولا يسلبون الفاسق الملي اسم الإيمان بالكلية ، ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة بل الفاسق يدخل في اسم الإيمان كما في قوله : (( فتحرير رقبة مؤمنة )) وقد لا يدخل في اسم الإيمان المطلق كما في قوله تعالى : (( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا )) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ) ويقولون : هو مؤمن ناقص الإيمان ، أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ، فلا يعطى الاسم المطلق ، ولا يسلب مطلق الاسم ... " .

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 7.62 ميغابايت )
التنزيل ( 1258 )
الإستماع ( 461 )


  1. تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية : " ... فائدة : الإيمان والإسلام الشرعيان متلازمان في الوجود ، فلا يوجد أحدهما بدون الآخر ، بل كلما وجد إيمان صحيح معتد به ، وجد معه إسلام ، وكذلك العكس ، ولهذا قد يستغنى بذكر أحدهما عن الآخر ؛ لأن أحدهما إذا أفرد بالذكر ؛ دخل فيه الآخر ، وأما إذا ذكرا معا مقترنين ؛ أريد بالإيمان التصديق والاعتقاد ، وأريد بالإسلام الانقياد الظاهري من الإقرار باللسان وعمل الجوارح . ولكن هذا بالنسبة إلى مطلق الإيمان ، أما الإيمان المطلق ؛ فهو أخص مطلقا من الإسلام ، وقد يوجد الإسلام بدونه ؛ كما في قوله تعالى : (( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا )) . فأخبر بإسلامهم مع نفي الإيمان عنهم . وفي حديث جبريل ذكر المراتب الثلاث : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ، فدل على أن كلا منها أخص مما قبله ... " .

  2. قراءة قول المصنف شيخ الإسلام ابن تيمية : " ... فصل ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما وصفهم الله به في قوله تعالى : (( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم )) ، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل ، ويقدمون المهاجرين على الأنصار ويؤمنون بأن الله قال لأهل بدر وكانوا ثلاث مائة وبضعة عشر : ( اعملوا ما شئتم ، فقد غفرت لكم ) وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وكانوا أكثر من ألف وأربع مائة ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كالعشرة ، وثابت بن قيس بن شماس ، وغيرهم من الصحابة ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها : أبو بكر ، ثم عمر ، ويثلثون بعثمان ، ويربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت عليه الآثار ، وكما أجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل ؟ فقدم قوم عثمان وسكتوا ، أو ربعوا بعلي ، وقدم قوم عليا ، وقوم توقفوا لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ، ثم علي وإن كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة لكن التي يضلل فيها : مسألة الخلافة ، وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو بكر ، وعمر ، ثم عثمان ، ثم علي ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله ... " .

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 7.58 ميغابايت )
التنزيل ( 1286 )
الإستماع ( 461 )


  1. تتمة قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... أهل بيته صلى الله عليه وسلم هم من تحرم عليهم الصدقة ، وهم : آل علي ، وآل جعفر ، وآل عقيل ، وآل العباس ، وكلهم من بني هاشم ، ويلحق بهم بنو المطلب ؛ لقوله عليه السلام : ( إنهم لم يفارقونا جاهلية ولا إسلاما ) فأهل السنة والجماعة يرعون لهم حرمتهم وقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ كما يحبونهم لإسلامهم ، وسبقهم ، وحسن بلائهم في نصرة دين الله عز وجل . و ( غدير خم ) بضم الخاء قيل : اسم رجل صباغ أضيف إليه الغدير الذي بين مكة والمدينة بالجحفة . وقيل : خم اسم غيضة هناك نسب إليها الغدير ، والغيضة : الشجر الملتف وأما قوله عليه السلام لعمه : ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) ؛ فمعناه : لا يتم إيمان أحد حتى يحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لله أولا : لأنهم من أوليائه وأهل طاعته الذين تجب محبتهم وموالاتهم فيه ، وثانيا : لمكانهم من رسول الله ، واتصال نسبهم به . ... " .

  2. تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ لشرح الواسطية .

الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 5.59 ميغابايت )
التنزيل ( 1262 )
الإستماع ( 430 )


  1. تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ للواسطية : " ... فصل ثم من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطناً وظاهراً ، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ، واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ) ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس ، ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد ولهذا سموا أهل الكتاب والسنة ، وسموا أهل الجماعة لأن الجماعة هي الاجتماع ، وضدها الفرقة ، وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين والإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة أو ظاهرة مما له تعلق بالدين والإجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح إذ بعدهم كثر الاختلاف ، وانتشر في الأمة ... " .

  2. قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : " ثم من طريقة أهل السنة ... " إلخ ؛ هذا بيان المنهج لأهل السنة والجماعة في استنباط الأحكام الدينية كلها ، أصولها وفروعها ، بعد طريقتهم في مسائل الأصول ، وهذا المنهج يقوم على أصول ثلاثة : أولها : كتاب الله عز وجل ، الذي هو خير الكلام وأصدقه ، فهم لا يقدمون على كلام الله كلام أحد من الناس . وثانيها : سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما أثر عنه من هدي وطريقة ، لا يقدمون على ذلك هدي أحد من الناس . وثالثها : ما وقع عليه إجماع الصدر الأول من هذه الأمة قبل التفرق والانتشار وظهور البدعة والمقالات ، وما جاءهم بعد ذلك مما قاله الناس وذهبوا إليه من المقالات وزنوها بهذه الأصول الثلاثة التي هي الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، فإن وافقها ؛ قبلوه ، وإن خالفها ردوه ؛ أيا كان قائله . وهذا هو المنهج الوسط ، والصراط المستقيم ، الذي لا يضل سالكه ، ولا يشقى من اتبعه ، وسط بين من يتلاعب بالنصوص ، فيتأول الكتاب ، وينكر الأحاديث الصحيحة ، ولا يعبأ بإجماع السلف ، وبين من يخبط خبط عشواء ، فيتقبل كل رأي ، ويأخذ بكل قول ، لا يفرق في ذلك بين غث وسمين ، وصحيح وسقيم ... " .