شرح العقيدة الواسطية-20
الشيخ محمد أمان الجامي
العقيدة الواسطية
الحجم ( 7.63 ميغابايت )
التنزيل ( 2087 )
الإستماع ( 750 )


1 - تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وقال صلوات الله وسلامه عليه وآله : ( ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ) . وحكم السنة حكم القرآن في ثبوت العلم واليقين والاعتقاد والعمل ؛ فإن السنة توضيح للقرآن ، وبيان للمراد منه : تفصل مجمله ، وتقيد مطلقه ، وتخصص عمومه ؛ كما قال تعالى : (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) . وأهل البدع والأهواء بإزاء السنة الصحيحة فريقان : 1 - فريق لا يتورع عن ردها وإنكارها إذا وردت بما يخالف مذهبه ؛ بدعوى أنها أحاديث آحاد لا تفيد إلا الظن ، والواجب في باب الاعتقاد اليقين ، وهؤلاء هم المعتزلة والفلاسفة . 2 - وفريق يثبتها ويعتقد بصحة النقل ، ولكنه يشتغل بتأويلها ؛ كما يشتغل بتأويل آيات الكتاب ، حتى يخرجها عن معانيها الظاهرة إلى ما يريده من معان بالإلحاد والتحريف ، وهؤلاء هم متأخرو الأشعرية ، وأكثرهم توسعا في هذا الباب الغزالي ، والرازي ... " . أستمع حفظ

3 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : " وما وصف الرسول به ... " إلخ ؛ يعني : أنه كما وجب الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ؛ كذلك يجب الإيمان بكل ما وصفه به أعلم الخلق بربه وبما يجب له ، وهو رسوله الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه وآله . قوله : " كذلك " ؛ أي : إيمانا مثل ذلك الإيمان ، خاليا من التحريف والتعطيل ، ومن التكييف والتمثيل بل إثبات لها على الوجه اللائق بعظمة الرب جل شأنه . أستمع حفظ

6 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : ( فمن ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم . . ) إلخ ؛ الكلام على هذا الحديث من جهتين : الأولى : صحته من جهة النقل ؛ وقد ذكر المؤلف رحمه الله أنه متفق عليه . ويقول الذهبي في كتابه " العلو للعلي الغفار " : " إن أحاديث النزول متواترة ، تفيد القطع " . وعلى هذا ؛ فلا مجال لإنكار أو جحود . الثانية : ما يفيده هذا الحديث ؛ وهو إخباره صلى الله عليه وسلم بنزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة . . إلخ . ومعنى هذا أن النزول صفة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته ، فهو لا يماثل نزول الخلق ؛ كما أن استواءه لا يماثل استواء الخلق . يقول شيخ الإسلام رحمه الله في تفسيره سورة الإخلاص : " فالرب سبحانه إذا وصفه رسوله بأنه ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة ، وأنه يدنو عشية عرفة إلى الحجاج ، وأنه كلم موسى بالوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ، وأنه استوى إلى السماء وهي دخان ، فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها ؛ لم يلزم من ذلك أن تكون هذه الأفعال من جنس ما نشاهده من نزول هذه الأعيان المشهودة حتى يقال : ذلك يستلزم تفريغ مكان وشغل آخر " . فأهل السنة والجماعة يؤمنون بالنزول صفة حقيقية لله عز وجل ، على الكيفية التي يشاء ، فيثبتون النزول كما يثبتون جميع الصفات التي ثبتت في الكتاب والسنة ، ويقفون عند ذلك ، فلا يكيفون ولا يمثلون ولا ينفون ولا يعطلون ، ويقولون : إن الرسول أخبرنا أنه ينزل ، ولكنه لم يخبرنا كيف ينزل ، وقد علمنا أنه فعال لما يريد ، وأنه على كل شيء قدير . ولهذا ترى خواص المؤمنين يتعرضون في هذا الوقت الجليل لألطاف ربهم ومواهبه ، فيقومون لعبوديته ؛ خاضعين خاشعين ، داعين متضرعين ، يرجون منه حصول مطالبهم التي وعدهم بها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ... " . أستمع حفظ

10 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : ( فمن ذلك مثل قوله صلى الله عليه وسلم . . ) إلخ ؛ الكلام على هذا الحديث من جهتين : الأولى : صحته من جهة النقل ؛ وقد ذكر المؤلف رحمه الله أنه متفق عليه . ويقول الذهبي في كتابه " العلو للعلي الغفار " : " إن أحاديث النزول متواترة ، تفيد القطع " . وعلى هذا ؛ فلا مجال لإنكار أو جحود . الثانية : ما يفيده هذا الحديث ؛ وهو إخباره صلى الله عليه وسلم بنزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة . . إلخ . ومعنى هذا أن النزول صفة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته ، فهو لا يماثل نزول الخلق ؛ كما أن استواءه لا يماثل استواء الخلق . يقول شيخ الإسلام رحمه الله في تفسيره سورة الإخلاص : " فالرب سبحانه إذا وصفه رسوله بأنه ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة ، وأنه يدنو عشية عرفة إلى الحجاج ، وأنه كلم موسى بالوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة ، وأنه استوى إلى السماء وهي دخان ، فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها ؛ لم يلزم من ذلك أن تكون هذه الأفعال من جنس ما نشاهده من نزول هذه الأعيان المشهودة حتى يقال : ذلك يستلزم تفريغ مكان وشغل آخر " ... " . أستمع حفظ

11 - تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... فأهل السنة والجماعة يؤمنون بالنزول صفة حقيقية لله عز وجل ، على الكيفية التي يشاء ، فيثبتون النزول كما يثبتون جميع الصفات التي ثبتت في الكتاب والسنة ، ويقفون عند ذلك ، فلا يكيفون ولا يمثلون ولا ينفون ولا يعطلون ، ويقولون : إن الرسول أخبرنا أنه ينزل ، ولكنه لم يخبرنا كيف ينزل ، وقد علمنا أنه فعال لما يريد ، وأنه على كل شيء قدير . ولهذا ترى خواص المؤمنين يتعرضون في هذا الوقت الجليل لألطاف ربهم ومواهبه ، فيقومون لعبوديته ؛ خاضعين خاشعين ، داعين متضرعين ، يرجون منه حصول مطالبهم التي وعدهم بها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ... " . أستمع حفظ

13 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : ( لله أشد فرحا ... ) إلخ ؛ تتمة هذا الحديث ؛ كما في البخاري وغيره : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل بأرض فلاة دوية مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فنزل عنها ، فنام وراحلته عند رأسه ، فاستيقظ وقد ذهبت ، فذهب في طلبها ، فلم يقدر عليها ، حتى أدركه الموت من العطش ، فقال : والله لأرجعن فلأموتن حيث كان رحلي ، فرجع ، فنام ، فاستيقظ ، فإذا راحلته عند رأسه ، فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ) . وفي هذا الحديث إثبات صفة الفرح لله عز وجل ، والكلام فيه كالكلام في غيره من الصفات : أنه صفة حقيقة لله عز وجل ، على ما يليق به ، وهو من صفات الفعل التابعة لمشيئته تعالى وقدرته ، فيحدث له هذا المعنى المعبر عنه بالفرح عندما يحدث عبده التوبة والإنابة إليه ، وهو مستلزم لرضاه عن عبده التائب ، وقبوله توبته . وإذا كان الفرح في المخلوق على أنواع ؛ فقد يكون فرح خفة وسرور وطرب ، وقد يكون فرح أشر وبطر ؛ فالله عز وجل منزه عن ذلك كله ، ففرحه لا يشبه فرح أحد من خلقه ، لا في ذاته ، ولا في أسبابه ، ولا في غاياته ، فسببه كمال رحمته وإحسانه التي يحب من عباده أن يتعرضوا لها ، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين . وأما تفسير الفرح بلازمه ، وهو الرضا ، وتفسير الرضا بإرادة الثواب ؛ فكل ذلك نفي وتعطيل لفرحه ورضاه سبحانه ، أوجبه سوء ظن هؤلاء المعطلة بربهم ، حيث توهموا أن هذه المعاني تكون فيه كما هي في المخلوق ، تعالى الله عن تشبيههم وتعطيلهم ... " . أستمع حفظ

15 - إعادة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... قوله : ( لله أشد فرحا ... ) إلخ ؛ تتمة هذا الحديث ؛ كما في البخاري وغيره : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل بأرض فلاة دوية مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فنزل عنها ، فنام وراحلته عند رأسه ، فاستيقظ وقد ذهبت ، فذهب في طلبها ، فلم يقدر عليها ، حتى أدركه الموت من العطش ، فقال : والله لأرجعن فلأموتن حيث كان رحلي ، فرجع ، فنام ، فاستيقظ ، فإذا راحلته عند رأسه ، فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ) . وفي هذا الحديث إثبات صفة الفرح لله عز وجل ، والكلام فيه كالكلام في غيره من الصفات : أنه صفة حقيقة لله عز وجل ، على ما يليق به ، وهو من صفات الفعل التابعة لمشيئته تعالى وقدرته ، فيحدث له هذا المعنى المعبر عنه بالفرح عندما يحدث عبده التوبة والإنابة إليه ، وهو مستلزم لرضاه عن عبده التائب ، وقبوله توبته . وإذا كان الفرح في المخلوق على أنواع ؛ فقد يكون فرح خفة وسرور وطرب ، وقد يكون فرح أشر وبطر ؛ فالله عز وجل منزه عن ذلك كله ، ففرحه لا يشبه فرح أحد من خلقه ، لا في ذاته ، ولا في أسبابه ، ولا في غاياته ، فسببه كمال رحمته وإحسانه التي يحب من عباده أن يتعرضوا لها ، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين . وأما تفسير الفرح بلازمه ، وهو الرضا ، وتفسير الرضا بإرادة الثواب ؛ فكل ذلك نفي وتعطيل لفرحه ورضاه سبحانه ، أوجبه سوء ظن هؤلاء المعطلة بربهم ، حيث توهموا أن هذه المعاني تكون فيه كما هي في المخلوق ، تعالى الله عن تشبيههم وتعطيلهم ... " . أستمع حفظ

17 - قراء من شرح الشيخ خليل هراس على الواسطية : " ... قوله : ( يضحك الله إلى رجلين . . ) إلخ ؛ يثبت أهل السنة والجماعة الضحك لله عز وجل كما أفاده هذا الحديث وغيره على المعنى الذي يليق به سبحانه ، والذي لا يشبهه ضحك المخلوقين عندما يستخفهم الفرح ، أو يستفزهم الطرب ؛ بل هو معنى يحدث في ذاته عند وجود مقتضيه ، وإنما يحدث بمشيئته وحكمته ؛ فإن الضحك إنما ينشأ في المخلوق عند إدراكه لأمر عجيب يخرج عن نظائره ، وهذه الحالة المذكورة في هذا الحديث ، كذلك فإن تسليط الكافر على قتل المسلم مدعاة في بادئ الرأي لسخط الله على هذا الكافر ، وخذلانه ، ومعاقبته في الدنيا والآخرة ، فإذا من الله على هذا الكافر بعد ذلك بالتوبة ، وهداه للدخول في الإسلام ، وقاتل في سبيل الله حتى يستشهد فيدخل الجنة ؛ كان ذلك من الأمور العجيبة حقا . وهذا من كمال رحمته وإحسانه وسعة فضله على عباده سبحانه ؛ فإن المسلم يقاتل في سبيل الله ، ويقتله الكافر ، فيكرم الله المسلم بالشهادة ، ثم يمن على ذلك القاتل ، فيهديه للإسلام والاستشهاد في سبيله ، فيدخلان الجنة جميعا . وأما تأويل ضحكه سبحانه بالرضا أو القبول أو أن الشيء حل عنده بمحل ما يضحك منه ، وليس هناك في الحقيقة ضحك ؛ فهو نفي لما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه ، فلا يلتفت إليه ... " . أستمع حفظ

19 - تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... تتمة هذا الحديث ؛ كما في البخاري وغيره : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل بأرض فلاة دوية مهلكة ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه ، فنزل عنها ، فنام وراحلته عند رأسه ، فاستيقظ وقد ذهبت ، فذهب في طلبها ، فلم يقدر عليها ، حتى أدركه الموت من العطش ، فقال : والله لأرجعن فلأموتن حيث كان رحلي ، فرجع ، فنام ، فاستيقظ ، فإذا راحلته عند رأسه ، فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ) . وفي هذا الحديث إثبات صفة الفرح لله عز وجل ، والكلام فيه كالكلام في غيره من الصفات : أنه صفة حقيقة لله عز وجل ، على ما يليق به ،... " . أستمع حفظ

20 - تتمة تعليق الشيخ على ما تقدم من قراءة القارئ : " ... وهو من صفات الفعل التابعة لمشيئته تعالى وقدرته ، فيحدث له هذا المعنى المعبر عنه بالفرح عندما يحدث عبده التوبة والإنابة إليه ، وهو مستلزم لرضاه عن عبده التائب ، وقبوله توبته . وإذا كان الفرح في المخلوق على أنواع ؛ فقد يكون فرح خفة وسرور وطرب ، وقد يكون فرح أشر وبطر ؛ فالله عز وجل منزه عن ذلك كله ، ففرحه لا يشبه فرح أحد من خلقه ، لا في ذاته ، ولا في أسبابه ، ولا في غاياته ، فسببه كمال رحمته وإحسانه التي يحب من عباده أن يتعرضوا لها ، وغايته إتمام نعمته على التائبين المنيبين . وأما تفسير الفرح بلازمه ، وهو الرضا ، وتفسير الرضا بإرادة الثواب ؛ فكل ذلك نفي وتعطيل لفرحه ورضاه سبحانه ، أوجبه سوء ظن هؤلاء المعطلة بربهم ، حيث توهموا أن هذه المعاني تكون فيه كما هي في المخلوق ، تعالى الله عن تشبيههم وتعطيلهم ... " . أستمع حفظ