الفتوى الحموية الكبرى-06
الشيخ محمد أمان الجامي
الفتوى الحموية الكبرى
الحجم ( 7.34 ميغابايت )
التنزيل ( 1988 )
الإستماع ( 793 )


2 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وهذا كما قال تعالى : (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون )) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( يقول الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ) . وكذلك علم وقت الساعة ونحو ذلك فهذا من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى . وإن كنا نفهم معاني ما خوطبنا به ونفهم من الكلام ما قصد إفهامنا إياه كما قال تعالى : (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) وقال : (( أفلم يدبروا القول )) فأمر بتدبر القرآن لا بتدبر بعضه . وقال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرءوننا القرآن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل . قالوا : فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا .وقال مجاهد : عرضت المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما من فاتحته إلى خاتمته أقف عند كل آية وأسأله عنها . وقال الشعبي : ما ابتدع أحد بدعة إلا وفي كتاب الله بيانها وقال مسروق : ما سئل أصحاب محمد عن شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن علمنا قصر عنه ... " . أستمع حفظ

5 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... ونحن نذكر من ألفاظ السلف بأعيانها وألفاظ من نقل مذهبهم - إلى غير ذلك من الوجوه بحسب ما يحتمله هذا الموضع - ما يعلم به مذهبهم . روى أبو بكر البيهقي في " الأسماء والصفات " بإسناد صحيح عن الأوزاعي قال : كنا - والتابعون متوافرون - : نقول إن الله - تعالى ذكره - فوق عرشه ونؤمن بما وردت فيه السنة من صفاته . وقد حكى الأوزاعي - وهو أحد " الأئمة الأربعة " في عصر تابع التابعين : الذين هم مالك إمام أهل الحجاز والأوزاعي إمام أهل الشام والليث إمام أهل مصر والثوري إمام أهل العراق - حكى شهرة القول في زمن التابعين بالإيمان بأن الله تعالى فوق العرش وبصفاته السمعية . وإنما قال الأوزاعي هذا بعد ظهور مذهب جهم المنكر لكون الله فوق عرشه والنافي لصفاته ؛ ليعرف الناس أن مذهب السلف خلاف ذلك ..." . أستمع حفظ

6 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وروى أبو بكر الخلال في " كتاب السنة " عن الأوزاعي قال : سئل مكحول والزهري عن تفسير الأحاديث فقالا : أمروها كما جاءت . وروى أيضا عن الوليد بن مسلم قال : سألت مالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد والأوزاعي : عن الأخبار التي جاءت في الصفات . فقالوا : أمروها كما جاءت . وفي رواية : فقالوا أمروها كما جاءت بلا كيف . فقولهم - رضي الله عنهم - " أمروها كما جاءت " رد على المعطلة وقولهم : " بلا كيف " رد على الممثلة . والزهري ومكحول : هما أعلم التابعين في زمانهم والأربعة الباقون أئمة الدنيا في عصر تابعي التابعين . ومن طبقتهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة وأمثالهما ... ". أستمع حفظ

7 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وروى أبو القاسم الأزجي بإسناده عن مطرف بن عبد الله قال سمعت مالك بن أنس إذا ذكر عنده من يدفع أحاديث الصفات يقول : قال " عمر بن عبد العزيز " : سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا . الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله ليس لأحد من خلق الله تعالى تغييرها ولا النظر في شيء خالفها من اهتدى بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا . وروى الخلال بإسناد - كلهم أئمة ثقات - عن سفيان بن عيينة . قال : سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن قوله : (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى . قال : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق . وهذا الكلام مروي عن " مالك بن أنس " تلميذ ربيعة بن أبي عبد الرحمن من غير وجه . ... " . أستمع حفظ

8 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... منها : ما رواه أبو الشيخ الأصبهاني وأبو بكر البيهقي عن يحيى بن يحيى ؛ قال : كنا عند مالك بن أنس ؛ فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله : (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى ؟ فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة . وما أراك إلا مبتدعا ؛ ثم أمر به أن يخرج . فقول ربيعة ومالك : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب موافق لقول الباقين : أمروها كما جاءت بلا كيف فإنما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة . ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه - على ما يليق بالله - لما قالوا : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ولما قالوا : أمروها كما جاءت بلا كيف فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم ...." . أستمع حفظ

11 - تعليق الشيخ على قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " ... وروى الأثرم في " السنة " وأبو عبد الله بن بطة في " الإبانة " وأبو عمرو الطلمنكي وغيرهم بإسناد صحيح عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون - وهو أحد أئمة المدينة الثلاثة الذين هم مالك بن أنس وابن الماجشون وابن أبي ذئب - وقد سئل عما جحدت به الجهمية : " أما بعد : فقد فهمت ما سألت فيما تتابعت الجهمية ومن خلفها في صفة " الرب العظيم " الذي فاقت عظمته الوصف والتدبر وكلت الألسن عن تفسير صفته وانحصرت العقول دون معرفة قدرته وردت عظمته العقول فلم تجد مساغا فرجعت خاسئة وهي حسيرة . وإنما أمروا بالنظر والتفكر فيما خلق بالتقدير وإنما يقال " كيف " لمن لم يكن مرة ثم كان . فأما الذي لا يحول ولا يزول ولم يزل وليس له مثل فإنه لا يعلم كيف هو إلا هو . وكيف يعرف قدر من لم يبدأ ومن لا يموت ولا يبلى ؟ وكيف يكون لصفة شيء منه حد أو منتهى - يعرفه عارف أو يحد قدره واصف ؟ - على أنه الحق المبين لا حق أحق منه ولا شيء أبين منه . الدليل على عجز العقول عن تحقيق صفته عجزها عن تحقيق صفة أصغر خلقه لا تكاد تراه صغرا يجول ويزول ولا يرى له سمع ولا بصر ؛ لما يتقلب به ويحتال من عقله أعضل بك وأخفى عليك مما ظهر من سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين وخالقهم وسيد السادة وربهم (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) . أستمع حفظ